لدي بعض الانشغالات في هذه الأيام تحد من التعليق على الأحداث الجارية، ولكن لقاء السفير والوزير السابق (إسلكو) برئيس الجمهورية، وما أثاره من نقاش واسع في مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أفكر في نشر تعليق سريع حول هذا اللقاء.
(1)
لعله من غير المتواتر في التاريخ الموريتاني الحديث أن تلاقت أصوات الشعب بمختلف مكوناته وشرائحه وانتماءاته معبرة عن ارتياحها لجو سياسي معين، كما يحدث منذ تولي ولد لغزواني رئاسة الجمهورية..
"الدولة يجب ان تكون خادمة لنا، لا أن نكون نحن عبيدا لها"
آلبرت أينشتاين .
***
إن اسوأ مرحلة يصلها أي وطن حين يشعر غالبية سكانه بأن الدولة قد رفعت أو ضمرت بشكل واضح، وتورمت على حسابها فواعل غير دولتية، كالمحسوبية والزبونية والوساطة وسلطة المال والوشائج والمصالح السياسية، إضافة الى انتفاخ القبلي والاجتماعي على حساب ما هو عضوي تعاقدي في الدولة.
فعام آخر على كرسي الدراسة افضل من عام قادم على رصيف الانتظار.
ما حصل هو مجرد تأجيل موفق للتخرج والبطالة والزواج.
تخيل عزيزي الراسب أنك ستتزوج بعد صديقك الناجح بعام، وأنك ستشغل الكثير من وقتك بالشغف في الجامعة بينما يعاني الناجح من فرط الملل والاحساس المر بالفراغ.
إلى معالي الوزير الأول .. لقد جعلوك توقع وثيقة بها تزوير في اوراق رسمية وتزوير في متطلبات اعلان رسمي ملزم قانونا
--
أود في بداية هذا التوضيح المفصل أن أحيد عنصري التباس لاحظت أنهما قد يقعان خلال التفاعل بشأن هذه القضية:
عند ما جلست أمامه في آخر مؤتمر صحفي ينظمه بمنزله، لم أكن أعرف بأنني أمام رئيس ظل يتجسس على الوزراء والمسئولين الحكوميين والعسكريين وحتى المعارضين، طيلة فترة رئاسته للبلد.
ظهر لنا بثوب الضحية، الذي ينتهك النظام الحالي القانون من أجل تقليم أظافره، واستعطف المواطنين قدر المستطاع، بكلام ناعم ومعسول حول عشر سنوات، من الواضح أنه يفخر بما أنجز فيها من الصالح والطالح.
تربينا في الصغر على حب المقاومة من خلال كتب المقررات الدراسية والتعلق بأبطالها والتغني بمعاركها ، وعلمونا أن لموريتانيا بانيا ومؤسسا هو المختار ولد داداه
ساعتها كانت الروح الجمعية الموريتانية حية طرية تحتفظ بعوامل الوحدة وتعطي كل ذي حق حقه، ولا تتخذ من الأحقاد والضغائن سبيلا للنيل من الآخرين، ولا تسعى سوى لما يوحد ويجمع قلوب الموريتانيين على حب بلدهم والفخر برموزه
يتمتع صاحب الوزارة التي تحمل أطول اسم، أقصد وزير التعليم العالي، والبحث العلمي، وتقنيات الاتصال والإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد سيدي ولد سالم بحصانة يبدو أنها فريدة من نوعها، وربما تكون هي التي حمته من عدة إقالات كانت متوقعة، إن لم أقل عدة إقالات كانت مؤكدة.
(1)
تعطي الأمم الناضجة الواعية والمجتمعات المتحضرة الراقية أهمية كبرى وأولوية قصوى للتربية والتعليم، وذلك لمركزيتهما في ازدهار الشعوب وتهيئتها، إذ التعليم هو ركيزة التقدم وقاطرة التنمية وأساس بناء المجتمع المتحضر المنتج، وهو الذي يكفل لأي مجتمع المؤهلات الضرورية التي تمكنه من المساهمة بفعالية وإبداعية وإنتاجية في بناء التطور والتقدم الحضاري والنمو والازدهار الاجتماعي، فكل المجتمعات والدول التي قطعت خطوات كبرى في مجال التقدم والريادة لم تبني ريادتها إلا