تربينا في الصغر على حب المقاومة من خلال كتب المقررات الدراسية والتعلق بأبطالها والتغني بمعاركها ، وعلمونا أن لموريتانيا بانيا ومؤسسا هو المختار ولد داداه
ساعتها كانت الروح الجمعية الموريتانية حية طرية تحتفظ بعوامل الوحدة وتعطي كل ذي حق حقه، ولا تتخذ من الأحقاد والضغائن سبيلا للنيل من الآخرين، ولا تسعى سوى لما يوحد ويجمع قلوب الموريتانيين على حب بلدهم والفخر برموزه
عندما قرأتُ كتاب " موريتانيا على درب التحديات" في 2009 وقد تعرفتُ عليه صدفة حين كان المهندس لمهابه عبد الله بلال يعكف على قراءته في أوقات الفراغ بمكاتب العمل ، تولد لدي إعجاب واحترام وحب جديد بشخصية هذا الرجل الذي بذل جهودا مضنية ليرسم لنا في جغرافيا العالم - وفي ساحة ملغومة بالمطامع والمكائد - وطنا لنا خاصا بنا ، نشرب فيه الشاي ونتسلى بخىريفه ونبطش بثرواته كما نشاء، وطن للمورىيتانيين هم أسياده ومالكوه، فإن شاؤوا بنوه وعمروه وطوروه وإن أرادوا أفسدوه ونهبوه وأضاعوه؛ المهم أنها خريطتهم الخاصة لاوصاية لجنوب ولا شمال عليهم
لطالما ضحكتُ عندما يخاطبني بعض الإخوة المغاربة بعبارتهم الشهيرة المحفوظة "الحسن الثاني أعطاكم الاستقلال من المغرب"، فأتذكر فقرات كتاب المؤسس وكيف عانى ست سنوات ليكسر أطماع المغرب المسنودة بدعم بعض الموريتانيين وينتزع الاعتراف العالمي ويرغم المغرب على القبول بالأمر الواقع وحقيقة وجود " الجمهورية الإسلامية الموريتانية" وطنا مستقلا ذا سيادة
ظل الموريتانييون على مر السنين يحترمون الرجل ويجلونه حتى ألد خصومه ومعارضيه كانوا يحتفظون له بالود ويذكرون له حسن الصنيع، حتى جاء أسوأ نظام وأفشل رئيس حكم البلد ، فزرع بين الناس الشقاق ونبش الأحقاد وزور التاريخ وفخخ وحدة الشعب وشوه الرموز، ثم تقاسم ثروة البلد مع عائلته وزبانيته ورحل تجلله الخيبات والمساوئ
الحضرامي الشيخ سيدي محمد