المخدرات أهلكت الحرث والنسل / عبد الرحمن الطالب بوبكر الولاتي

اثنين, 02/01/2021 - 11:55

تعد مشكلة المخدرات حاليًّا من أكبر المشكلات التى تواجه أي مجتمع حيث يزداد فى كل عام أعداد المدمنين مع زيادة أنواع المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ.
أينما تولي وجهك تجد مآسي شباب اختلطت عليهم الأمور فامتزجت المعرفة بالحيرة والقدرة بالتعصب رغم عقولهم الممتلئة بالذكاء وقلوبهم التي تفيض بالطيبة والإيمان والإصرار على عيش الحاضر والمستقبل لكن في لمح البصر يغيرون عزمهم وتصميمهم سواء طوعا أو غصبا أو جهلا وقد يكون قدرهم هو الذي جرفهم إلى أسهل طرق النسيان أو الانتحار البطيء لأن ليس هنا أي مقام قائم لتبرير أي مغامرة أو سلوك فالمخطأ يتوجب ردعه في كل الأحوال.
لم تخلو المجتمعات في الماضي والحاضر من تعاطي المخدرات إلا أن تلك المواد المخدرة المستعملة لم تكن تتعدى التبغ والمشروبات الكحولية والحشيش وبعض مشتقاته. إلا أن العصر الحالي وما يعرفه من هيمنة التقدم والأحداث المتعاقبة والذي جعل العالمنا يعاني ويمر من قبضة إلى أخرى أسوء منها حتى بلغ به الحال إلى ما هو عليه الآن من الانحلال بأخلاق ، وشباب ضائع افرزه عصر حتى خنقه الإحباط وانهك رؤاه وحرمه من الحلم بمستقبل زاهر، فضاعت منه قواه وأمله في الحاضر والمستقبل ومن تم انهار عنده رمز الحياة فالتجأ إلى بعض العادات المستهجنة والقبيحة مثل تعاطي المخدرات ومن ثم الإدمان عليه إذ كانت أعمار المدمنين في السابق تتعدى العشرون سنة فإذا بها تدنت بكثير في الوقت الراهن لتصل إلى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، كذلك كان الإدمان يقتصر على الذكور بينما الآن شمل حتى الإناث.
وبسبب هذه العوامل اتسعت رقعت الأذى وخرجت عن العادات القديمة كالإدمان على التبغ والتعاطي للكحوليات بأنواعها المختلفة بل أضيف إلى قائمة المخدرات.
ولكن بالطبع في الآونة الأخيرة تم انتشار المخدرات بصورة أكبر بسبب القلق والتوتر الذي يعيشه الشباب اليوم وكثرة المشاكل التي يرغب الشخص في الهروب منها عن طريق المخدرات، الأمر لا يقتصر فقط على الانتشار الواسع بل أصبح الوضع يشكل خطورة حقيقية ويهدد الحياة بسبب تصنيع بعض المواد الكيميائية المخدرة التي لها أضرار تفوق ما عرفته البشرية من قبل وللأسف هذه الأنواع تنتشر خاصةً بين الشباب.
أيها الشاب فالتفكر مليون مرة قبل الإقدام على تجربة أي نوع من المخدرات ولو بهدف المتعة وتجربة الشعور أو مسايرة الأصدقاء فالموضوع ليس سهلاً وبمجرد دخولك في عالم الإدمان يصبح الأمر شبيهاً بالمتاهة التي لا تستطيع الخروج منها إلا بصعوبة.
الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسيًّا وجسديًّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى "أعراض الانسحاب" وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.
تختلف أنواع المخدرات وأشكالها حسب طريقة تصنيفها؛ فبعضها يصنف على أساس تأثيرها، وبعضها الآخر يصنف على أساس طرق إنتاجها أو حسب لونها، وربما بحسب الاعتماد (الإدمان) النفسي والعضوي.
وتتفاوت أنواع المواد المخدرة في درجة تأثيرها وطريقة عملها على الجهاز العصبي للإنسان
تعمل أنواع المخدرات بطرق مختلفة على الجسم ولكنها جميعاً تؤدي إلى الإدمان في النهاية ومن أشهر انواع تلك المخدرات وأسمائها:
الحشيش والماريجوانا.
المخدرات المهدئة.
المخدرات المنشطة مثل: الكوكايين.
المواد المهلوسة.
المواد المستنشقة (العطرية).
المسكنات والمهدئات الطبية مثل المورفين.
يعتبر الإدمان على المخدرات خصوصا عن طريق الحقن السبب الرئيسي في انتشار فيروس نقص المناعة VIH السيدا.
للمخدرات أضرارًا عديدة على الفرد والأسرة، وتفشيها وانتشارها يزهق الأرواح وينشر الضلالة، والفسق، والفجور، والجرائم، والشغب بين الناس، وهذا ما يُهدّد أمن الدولة واستقرار المجتمع، لذلك لا بد من التكاتف كأفراد ومنظمات وحكومات للحدّ من ظاهرة إدمان المخدرات حتى نحافظ على الصحة ونضمن استتاب الأمن والأمان، ونظرًا لخطورة ظاهرة إدمان المخدرات سنتحدث عنها اليوم بشكل تفصيلي، وسنسلط الضوء على أسبابها.
 الذين يلجأون إلى تعاطي المخدرات لإسبابٍ عديدة معظمها راجع إلى الوهم والجهل وسوء الفهم ومن هذه الأسباب مايلي:
الحصول على اللذة أو السرور وكما معروف فإن هذه الحاله دائماّ تكون وهمية ومؤقتة.
الظروف الاجتماعية والأسرية غير المناسبة مثل:- التفكك الأسري أو انحراف أحد الوالدين، ورفقةِ السوء والعادات الخاطئة.
الهروب من بعض ضغوط الحياة ومشاقها، ومن بعض مظاهر  سوء التوافق الشخصي أو الاجتماعي في البيت أو المدرسة أو العمل.
نبذ الآبوين للطفل أو المراهق وتهربّ الأب من مسؤولياته، وانعدام طموحات الأبوين بخصوص مستقبل الطفل، وحدوث صراعات مستمرة بينهما أمام الأطفال أو المراهقين.
انخفاض الوازع الديني لدى الفرد، وعدم قيام الإسرة أو المدرسة أو المجتمع بإبراز الأوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات للأفراد على نحوٍ مناسب.
التعامل السيئ من جانبِ بعض وسائل الإعلام مع موضوع المخدرات وتعاطيها.
هناك الأسباب تؤدي لتعاطي المخدرات :
تعتبرُ الأسرة الخلية الأولى في المجتمع، وهي التي ينطلقُ منها الفردُ إلى العالم الذي حوله بتربية معينة وعاداتٍ وتقاليد اكتسبها من الإسرة التي تربها فيها، لذا يبقى الحرصُ عليها شديداً والإهتمام بسلامتها هدفاً يبتغى، لإن الطفل الذي يعيش في أسرةً رصينةٍ متماسكة يبقى وثيق العرى، رصيناً أمام كل المغريات والإنحرافات السلوكية.
وقد أظهرت نتائج تعاطي المخدرات أن تغلغل الإستقرار في جوّ الإسرة، متمثلاً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين، وتأزم الخلافات بينهما إلى درجةٍ من الهجرِ والطلاق، يولد أحياناً شعوراً غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به. ومن الإسباب التي تعود للإسرة وتساهم في تعاطي المخدرات
انشغال الوالدين عن الإبناء:-  إن انشغال أحد الوالدين عن تربيتهما لإبنائهما خاصةً في مراحل زمنية مبكرة بدوافع السفر للخارج، او تحقيق العائد المادي فلن يجلب لهما سوى الضياع  والوقوع في مهاوى الإدمان، وما يترتبُ على ذلك من أضرارٍ جسيمةٍ تلحق بالإبناء كالادمان، والانهيار الخلقُي وغيرها من المشكلات النفسية  التي تلحق بهما نتيجة غياب التنشئة السليمة لهما من قبل والديهما.
فضلاً عن حالات غياب الأم عن البيت لفترات متباينة قصيرة أو طويلة، فإن الإطفال في هذه الحالة لا يجدون سوى الشارع لقضاء أوقاتهم،دون تمييزٍ بما يحمله أمثالهم وغيرهم من قيمٍ وسلوكياتٍ سلبية تصبحُ السمة الغالبة فيهم يمارسونها عن قصد أو غير قصد.
رفاق السوء: يشكل رفاق السوء أحد المتغيرات المرتبطة بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات حيثُ أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من بلدان العالم إلى أن رفاق السوء لهم دوراً كبيراً ومؤثراً في دفع بعضهم البعض لتعاطي المخدر، كما اتضح من معظم تلك الدراسات أن رفاق السوء يشكلون المرتبة الأولى وبنسب مرتفعة في دفع الأفراد لتعاطي المخدرات، مما يؤكد أن رفاق السوء وصحبتهم تعتبر من العوامل الرئيسية في زيادة أعداد المتعاطين والإقبال على المخدرات وزيادة انتشارها.
المدرسة كالمؤسسة اجتماعية لا تعمل وحدها، ولكنها جزءٌ من الثقافة العامة للمجتمع الذي تعملُ فيه، ظروفها هي ظروف ذلك المجتمع، فإن هي وجدت في مجتمعٍ جانح متفكك، وفي أحياء خربة فاسدة، فإنها بلا شك لا تجد من حولها من يحميها من أثر هذه الظروف الاجتماعية غير الملائمة، وبالتالي فهي اعجز من أن تحمي أطفالها من التعرض إلى تلك الأنماط السلوكية الجانحة التي تشيع حولهم.
لا يقتصر دور المدرسة تحقيق التكامل والتساند الوظيفي بين آدوار العاملين بالمدرسة بل تقديم مناهح غنيةٍ واسعةٍ ومشوقة، كما يجب أن يكون ذلك البيت الهادئ المريح الذي تتفتح بين جدرانه طاقات الفرد وكفاءاته، وعليها أن توفر المدرسين الإكفاء المتخصصين في شؤون تربية المتعاطين، والقادرين على التعامل معهم بروحٍ أبوية تنفذ إلى أعماقهم.
دور العمالة الوافدة في ترويج المخدرات  إلى أن أكثر من العمالةِ الوافدة ترويجاً للمخدرات إضافةً إلى بعض الطرق والإساليب التي اعتمدت عليها العمالة الوافدة في ترويجها للمخدرات كإخفاء المواد المخدرة في آماكن آمنة، وتجنيد بعض ضعاف النفوس لمساعدتهم في بيعها وترويجها، فضلاً عن استئجار الشقق واستعمالها كأوكار لبيع وترويج المخدرات، والتركيز على بعض سائقي الأجرة والشاحنات في نقل المواد المخدرة والترويج لها، ومن أكثر المواد المخدرة  التي يروجّ لها الوافدون هي الحشيش، الكبتاجون، الهيرويين.
نقص التوجيه الديني لدى الفرد المتعاطي: إن عدم وجود تنشئة دينية منذ الضغر للإبناء وحثهم ومتابعتهم على الإلتزام بالتعاليم الإسلامية، سيكون لها الأثرُ في بناء شخصيةٍ غير متزنة مضطربة تعاني من القلق والوساوس والإضطربات فعندها يسهل عليها الإنقياد والتعاطي لإيّ مؤثر من قبل الإشخاص المتعاطين، مما يحرفها عن طريق الحق والخير إلى طريق الفساد والضلال.
فضلاً عن الفهم الخاطئ للتعاليم الدينية في سلوك المراهقين، إذ لوحظ أنهم أكثر انقياداً إلى من يدفعهم ويستويهم بإسم الدين إلى سلوكٍ معين يتضمن خروجاً على قواعد المجتمع، ولذلك يمكن القول أن كلاً من الفهم الديني الخاطئ، أو نقص التوجيه الديني يعتبر من أهم الأسباب الدافعة إلى تعاطي المخدرات.
رفاق السوء: يشكل رفاق السوء أحد المتغيرات المرتبطة بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات حيثُ أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من بلدان العالم إلى أن رفاق السوء لهم دوراً كبيراً ومؤثراً في دفع بعضهم البعض لتعاطي المخدر، كما اتضح من معظم تلك الدراسات أن رفاق السوء يشكلون المرتبة الأولى وبنسب مرتفعة في دفع الأفراد لتعاطي المخدرات، مما يؤكد أن رفاق السوء وصحبتهم تعتبر من العوامل الرئيسية في زيادة أعداد المتعاطين والإقبال على المخدرات وزيادة انتشارها.
الشعور بالفراغ: إن عدم استثمار الفراغ بشكلٍ مجدٍ وفعال يصبحُ مفسدةً من قبل الإفراد خاصةً إذا تلازم وقت الفراغ مع عدم توفرِ الإماكن الصالحةِ التي تمتصُ طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات، فعندها ينبغي تعليم هؤلاء الأفراد البدائل المختلفة للإستمتاع بوقتِ فراغهم دون اللجوء إلى المخدرات، مثل: الرياضة، والهوايات المختلفة، بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، فالنمو والتقدم يعتمدُ على المستوى الفكري الذي يعيش فيه الإفراد.
توفر المال بكثرة: إن توفر المال في يدّ بعض الإفراد لا يقتصر على الإقدام على تناول بعض الإطعمه ذات السعر المرتفع، بل يدفعهم حبّ الإستطلاع إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات في سبيل تحقيق المتعة الزائفة مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتكاب الجريمة.
السهر خارج المنزل: قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها الحرية المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بالآخرين، ومن هذا المنطلق يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل، وغالباً ما يكون في أحد الأماكن التي تشجع على السكرِ والمخدرات وخلافه من المحرمات.
السفر إلى الخارج: يعدّ السفر خارج البلاد ملاذاً للأفراد خاصةً فئة الشباب، حيثُ لا توجد مراقبة أو متابعة لهم في غالبية الإحيان من أسرهم مما يجعلهم يفكرون في تناول العقاقير والإرتياد إلى آماكن اللهو وتناول جرعاتٍ كبيرة من المنبهات والمواد المخدرة بدون أيّ مساءلة أو محاسبة من أي جهةٍ ما.
الهموم والمشكلات الاجتماعية: هناك العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية لا يقوى أفرادها على تحملها، فيلجأ البعضُ منهم إلى تناول بعضاً من العقاقير والمواد المخدرة آملاً في الهروب من الواقع المعاش، وتغييرٍ فعلي في حياته النفسية، لكن خطورة مثل هذه الحالات ربما تعدّ أكثر فتكاً من أي سببٍ آخر حيثُ أنها تضاعف من حالته النفسيه، وتجعله مدمناً ومستهلكاً لها بإستمرار، من شأنها أن تحدث أضرارً بالغةً ليس فقط على جسده فحسب، بل تضاعف من همومه ومشاكله الاجتماعية.
الإعتقاد بزيادة القدرة الجنسية: يعتقد العديد من الشباب بأن هناك علاقة وثيقة بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية، من حيثُ تحقيق إشباع جنسي، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً حيثُ تؤكد الحقائق العلمية بأن مدمني المخدرات يعانون من صعوبة كبيرة في النشوة الجنسية وحدوث القذف، مما يجعل الممارسة الجنسية في هذه الحالات عذاباً كبيراً وعملية مرهقة ومؤلمة خاصة للزوجة لأنها عملية ليس لها من نهاية ممتعة، وبالطبع لن يشعر الرجل بعذاب زوجته لسبب بسيط وهو أنه مُخدر.
للمخدرات الاضرار الاقتصادية والاجتماعية  كالجرائم المتعددة كالسرقة والدعارة والقمار والقتل والفساد والعنف، حوادث السير، حوادث الانتحار، تكاثر العصابات المنظمة الخاصة بغسل الأموال وتسللها إلى مراكز النفوذ والتي تسبب خسائر فادحة في اقتصاد البلد ذلك النزيف الذي يرهق كاهل المجتمعات ويدمر الأفراد والجماعات، وتؤدي المخدرات كذلك إلى نبذ الأخلاق والارتماء في أحضان الرذيلة مثل الزنا والخيانة الزوجية والاغتصاب التي تقع غالبا تحت تأثيرها كذلك تظل العديد من المشاكل المستترة تبعات أضرار المخدرات تلوح في الأفق كذلك فيصبح المدمن عالة على نفسه وأسرته ومجتمعه، ومن جهة أخرى الحمولة الثقيل يتحملها اقتصاد الدول من خلال إنفاق مبالغ مالية هائلة من اجل مكافحة المخدرات وتبعاتها من رواتب الموظفين والمسؤولين في الأجهزة الأمنية وإنشاء المحاكم والمستشفيات والسجون ونفقات المصالح الاجتماعية من أجور وتجهيز ومعدات ومصاريف إعادة تأهيل  من التكاليف التي تتكلفها الدولة بسبب تلك المخدرات اللعينة.
ويتم إنفاق الگثير من دخل الأسرة التي يتعاطى أحد أفرادها أحد أنواع المخدرات، على تلك المخدرات ما يسبب نقص في الدخل المتاح للصرف على السلع والخدمات المشروعة الأخرى التي قوم بإنتاجها القطاع الإنتاجي للدولة والتي تؤثر في الاقتصاد القومي، وقد يؤدي صرف مال الأسر على المخدرات بدلا أن يصرف على المشروعات الإنتاجية في الدولة  إلى حالة كساد واضحة في الاقتصاد القومي.
أما بالنسبة للبلاد التي يتم فيها زراعة  تلك المواد المخدرة فهي تتعرض لخسارة تلك الأراضي التي تزرع فيها هذه المواد الغير مشروعة بدلا من استغلالها في زراعة المحاصيل التي يحتاجها مواطني الدولة والتي تعود عليهم بالنفع.
أما بالنسبة للبلاد التي تهرب إليها تلك المواد المخدرة يعني لها هذا التهريب إنفاق وإضاعة الكثير جدا من الأموال التي تصرف على هذا التهريب الغير مشروع بدلا من استغلال تلك الأموال في استيراد مواد تفيد المجتمع وينتفع بها.
تتطلب الوقاية من تعاطي المخدرات نشر التوعية عن طريق تعزيز دور الأعلام في التوعية من مخاطر المخدرات وأساليب ترويجها وسبل معالجتها وأنواعها على كافة المستويات. عبر البرامج الثقافية والندوات والبرامج الأذاعية والتلفزيونية بأسلوب سهل ومبسط وجاذب للمتابعة.و توفير فرص عمل للشباب ووسائل الترفيه وأنشطة للقضاء على أوقات الفراغ و التفكير في أمور أخرى.
و وضع القوانين والتشريعات التي تشدد العقوبة على تجارها ومهربيها ومروجيها ومتعاطيها لتكون بمثابة اردع لمن تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم وكذا ضرورة التعاون الدولي والأقليمي في مجال مكافحة المخدرات بجميع  جوانبها.
أن تعاطي المخدرات و إدمانها لم يعد مشكلة محلية تعاني منها دول بعينها بل أصبح مشكلة دولية , تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية , لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها وترصد لذلك الكفاءات العلمية والطبية والاجتماعية، لمحاولة عالج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية وتنفق الأموال الطائله لتضيق الحد من تفشيها وانتشارها مما يتطلب من الدول والحكومات تدعيم دور وسائل الإعلام في تنمية الوعي الثقافي وبيان الأضرار التي يتلقاها المدمن من خلال تجربة الإدمان.والعمل على تنمية الوعي الديني للشباب وزيادة تقديم الوعظ واإلرشاد لهم. و ترسيخ المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية في نفوس الشباب مع التركيز على تحريم الإسلام للمخدرات والخمر.بالإضافة إلى توفير فرص عمل حقيقية للشباب حتى يشغل ذهنه بما يفيده ويفيد المجتمع، وكذا ومساعدة المدمن في الحصول على العلاج من خلال عرضه بسرعة على الاطباء وتوفير المستشفيات لذلك . ناهيك عن إجراء المزيد من البحوث والدراسات الميدانية حول عادات الإدمان وأسبابه وأعراضه وأضراره وسبل الوقاية والعلاج ورسم خطط وبرامج العلاج القائم على أسس دقيقة.