نحن والحرب الروسية الأوكرانية: تعزيز خصال التضامن وتجنب التوترات

أربعاء, 07/20/2022 - 20:50

لقد سعى الرئيس الغزواني منذ انتخابه رئيساً للبلاد في يونيو 2019، أي قبل ثلاث سنوات، إلى تقديم الدعم الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً في مختلف ولايات البلاد، مما ساعد في تخفيف الهموم اليومية للمواطنين الأكثر احتياجًا.

 

ومن المعلوم بمكان ان الرئيس الغزواني سجل هذه الإرادة الخيرية التي منحها لهؤلاء ولولائك مع اهتمام خاص للفقراء، في إطار عمل حكومي متكامل وبدعم من شركاء التنمية

 

ويتعلق الامر ببرامج حماية وتضامن ومساعدة اجتماعية تشمل رعاية المحتاجين ومساعدة المواطنين المعرضين للكوارث والأزمات الطبيعية، فضلاً عن التكفل وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء المعيلات علي الأسر، من خلال تمويل مشاريع مدرة للدخل و تدخلات أخرى ذات طابع اجتماعي وإنساني.

 

وقد كانت تدابير الطوارئ المعتمدة والمتخذة بحكمة وموجهة بشكل جيد، لمواجهة جائحة كوفيد-19، ناجحة وكان من المتوقع بالفعل عودة الوضعية إلى طبيعتها ما قبل الوباء ، قبل ان تندلع الحرب الروسية الأوكرانية و التي تسببت بسرعة في صدمات اقتصادية ومالية كبيرة الحجم.

 

فارتفعت أسعار النفط والغاز والقمح، وحذر البنك الدولي من احداث هذه الحرب الدائرة في أوكرانيا "لأكبر صدمة للسلع " منذ السبعينيات من القرن الماضي.

 

وقد اختار الرئيس الغزواني، مرة أخرى، في مواجهة هذه الصدمة السلبية الجديدة ذات المدة والحجم غير المؤكدين والمتمثلة في الحرب في أوكرانيا، وبالرغم من استمرار الازمة الصحية لجائحة كوفيد-19، اتخاذ تدابير تمكن من حماية المواطنين من الضغوط المفرطة للأسعار العالمية، علما أن أسعار الطاقة في الأسواق سترتفع إلى حد كبير وأن المستهلك سيعاني بشكل مباشر من تلك الاضطرابات الخارجية.

 

 

ومن أجل التخفيف من هذا التأثير الفوري للأزمة، أي من صدمة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على دخل الأسرة، فقد مثلت التدابير المالية المؤقتة والسريعة والموجهة بشكل جيد، أفضل حل.

 

وهكذا، خصصت الدولة 138 مليار أوقية قديمة لمواجهة ارتفاع الأسعار كما أنفقت ميزانية الدولة بشكل فعلي هذا العام حوالي 100 مليار أوقية لدعم المشاريع الاجتماعية.

 

وعلى الرغم من استمرار الدولة في دعم المحروقات بنسبة كبيرة (42 مليار أوقية خلال الربع الأول من عام 2022) ، فقد ادرك المواطنون الذين يعانون من معنويات متدنية ويخشون تدهور أوضاعهم المالية بشكل سيء للغاية، الزيادة الأخيرة في الوقود

 

ان المواطن الذي يوجد امام أسباب وجيهة ك الخروج الهش بعد سنتين من جائحة كوفيد-19، التي تمثل باستمرار تهديدًا حقيقيًا من جهة وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت تفرض انعكاساتها من جهة أخري علي حق حين يبدي خشيته على قدرته الشرائية وهو يري بأم عينيه قفز أسعار الوقود ولو كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية - في الوقت الحالي - أقل تأثيرا

 

وبالتأكيد فإن الرئيس الغزواني سيواصل، لتجنب فقدان المصداقية وتجنب الأسوأ، دعم الاستهلاك كما سيتخذ إجراءات طارئة لدعم جميع المشاريع التي تنعكس ايجابيا على حياة المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود، الا انه من واجب الموريتانيين ان لا يتجاهلوا الحقيقة التالية:

 

1- الدعم العمومي قد يثقل كاهل حسابات الموازنة الهشة بالفعل.

 

2 - ارتفاع أسعار النفط وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية هو حقيقة شاملة للجميع لا قدرة للرئيس الغزواني وحكومته عليها ولا على أي شيء من شأنه أن يخفف من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

 

 

الا انه لا ينبغي لهذا الامر أن يطغى علينا أيضًا. بل يجب أن نعزز خصال التضامن للتخفيف من المخاطر، وأهم من ذلك بكثير، ان نسهر على الحفاظ على تماسكنا الاجتماعي لأننا نحتاج إلى القوة الجماعية لمواجهة الصدمات القادمة.

 

محمد ولد خطاط

[email protected]