صحفي بقناة الموريتانية يصف حال المزارعين والقطاع

ثلاثاء, 11/09/2021 - 14:12

كتب الصحفي محمد الأمين سيدي محمد

أكن الكثير من الإحترام و التقدير لشخص معالي وزير الزراعة و لكن لايجب أن تمعني علاقة أخوية من قول الحقيقة التى وقفت عليها بأم عيني، خلال تحقيقات صحفية فى شمامة و فى آدرار.

المكاتب الجهوية الخربة للمندوبية تعرفني جيدا ، و كذلك المندوب الجهوي الذي يعترف بفساد و فوضوية قطاعه و ضيق حيلته أمام الكوارث الطبيعية و مطالب الإكتفاء الذاتي. و طبعا لايمكن للمندوب أن يلوم الحكومة أمامي حتى لا أنقل عنه ما يسوؤه، لذلك يضع كل اللوم على المزارعين و يصفهم بالكسل و الإتكالية و الإنتهازية و يحملهم مسؤولية فساد القطاع.

حسب نتائج التحقيق الميداني الذي قمنا به و تحدثنا خلاله مع عشرين مزارع من عين المكان بالإضافة إلى كل المسؤولين و الفاعلين فى القطاع : 

- لسنا قريبين من تحقيق الإكتفاء الذاتي و لم نكن قريبين من ذلك يوما ، و لم يحدث مؤخرا أي شيء يجعلنا نقترب.  

- أكبر مساحة استصلحتها الدولة فى شمامة مزارع" امبريييه" يصل حجمها ثلاثة آلاف هكتار . كانت مساعدة من الصين فى منتصف السبعينيات من القرن الماضي بدأت بخمس مئة هكتار وصلت ثلاثة آلاف هكتار مع نهاية ( العشرية) و لم تزد هكتارا واحدا . حتى هذا المساحة الضئيلة مقارنة مع مساحتنا الصالحة فى شمامة ، متوقفة فيها الزراعة للسنة الثالثة على التوالي بسبب تعطل المضخة. منذ اشهر انهت شركة " آزيما" تأهيل مزارع أمبرييه ...و لكن المنطقة لم تبدأ فيها الزراعة بسبب الخلاف على التقسيمات التى تعتريها الكثير من الزبونية. 

- قناة آفطوط الساحلي مازالت مهجورة فى غالبية أجزائها فى انتظار الأوراق و الاجراءات الإدارية و الوعود العرقوبية المألوفة .

- مشروع الششية (جدر المحكن) و هو مشروع ضئيل ممول من طرف شركائنا الأوروبيين باشراف منظمة استثمار نهر السينغال لا تتجاوز مساحته المستصلحة ست مئة هكتار و لكن تم ترويجه فى وسائل الإعلام الرسمية على أنه ضمن برنامج لاستصلاح ألاف الهكتارات! ذلك أن مشروع الششية الصغير هو أهم مشؤوع دشنه رئيس الجمهورية فى زيارته الأخيرة لمدينة لكوارب. سيكون لهذا المشروع نتيجة ايجابية بشرط أن تسير الأمور على ما يرام و حسب ما وصلني هناك استياء فى صفوف السكان من طريقة تقسيم الأرض.

- تم تهميش شركة صونادير التى كانت تدعم آلاف المزارعين و دورها الآن يتوقف على الإرشاد الزراعي فى برامج أجنبية التمويل.

- تم نهب معدات الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي التى كانت توفر الآليات للمزارعين بأسعار معقولة. الآليات تقاسمها رجال أعمال بأسعاؤ رمزية و اليوم يؤجرونها للمزارعين بأسعار فاحشة. و لا توجد صيانة و لا قطع غيار و لا يد عاملة يمكنها أن تستوعب الطلب رغم صغر حجم مساحتنا المزروعة مقارنة بجارتنا الجنوبية..

- يحتاج المزارع إلى الماء ...و فى شمامة جاور الماء تعطش...من المفروض أن تشق الدولة قنوات للري و تنظفها باستمرار و تشق طرق بين المزارع . و لكن أغلب القنوات التى وقفنا عليها تسدها الحشائش....المندوبية عاجزة عن طلب المساعدة من الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي لأنها تعرف أنها أعجز منها. لم يبق أمامهم سوى إلقاء اللوم على ( وعي المزارع).

- عندما سألت عن فائدة المندوبية و حرت جوابا قال لي المندوب أنهم يوفرون الأسمدة للمزارع ! ولكن المزارعين غاضبين هذه الأيام بسبب إنعدام الأسمدة. فمالذي حدث للأسمدة التى أكد لي المندوب أنها موجودة فى المخازن؟ .

- منتوج الأرز الموريتاني فى مزارع شماشة ضئيل و لا يكفي لتلبية طلبات ثلاثين مصنعا للتقشير ...لذلك يعملون على خلطه بالأرز السينغالي المهرب ليلا. 

 

- القرض الزراعي و التأمين الزراعي كلمات نسمعها فى خطابات الساسة عند الحديث عن ( النهضة الزراعية) الموهومة . على الأرض وجدت بنكا صغيرا يقرض مبالغ زهيدة مقابل ضمان ملكية أرض. و هذا ما تتعامل به البنوك الأخرى. فأي انسان يملك عقارا يمكنه الحصول على سلفة سواء كان مزارعا أو طيارا. 

فلماذا يتحدث معاليه عن المكننة و الكهربة و مضاعفة المساحات المزروعة ...ثم يقول ذلك على صفحته على الفيس بوك ؟ 

هذا سؤال يوجه إلى معاليه ...أنا أقوم بعملي فقط كصحفي و سأظل مستقلا إن شاء الله.