الشاي الموريتاني: الفوائد السوسيولوجية

ثلاثاء, 03/16/2021 - 14:02
الأستاذ : أحمد سالم ولد عابدين

الإعلام نت - إذا اختفى الشاي بطريقته المعروفة اختفى المجتمع الموريتاني. 

 

إنَّ أكثر ما أدى إلى "التفكك الثقافي" هو تَغَيُّر صناعة الشاي. "الشاي المحمول" و"الشاي المبيوع" مثلا قد أَدَّيا تِباعاً إلى إشاعة الخلاف الاجتماعي وإلى المزيد من ترسخ الثقافة المادية في مجتمعنا.

 

إنَّ دخول ماكِنات صناعة الشاي على الخط هو تهديد كبير لهوية موريتانيا.

 

تقاليدُ الشايِ وخاصة "جيمات" الشاي الثلاثة هي من الأهمية بمكان حيث تؤثر على كل المنظومة الثقافية الموريتانية.

 

لقد اختفت إحدى الجيمات (الجمر) واختفت معها تقاليد عريقة في الحفاظ على صحة الجسد وعلى نوع النكهة الناتجة عن "شاي الفحم"...الخ

 

إنَّ هاذين "الجيمين" المتبقين هما الرهان الأقوى المتبقي لحفظ مجتمعنا وثقافتنا، لذلك فلا معنى للقول إن "الشاي" بنسخته التقليدية هو مضيعة للوقت.

 

خِتاما: يجب علينا الحفاظ على الجيمات المتبقية إذا أردنا الحفاظ على مجتمعنا، وخاصة طول فترة إقامة الأتاي، والجماعة التي تَحْضُرُه أو تشربه، وباقي طقوس الشاي.. ففي ذلك آلية تعليمية وتأكيدية كبيرة على القيم الاجتماعية وعلى التفاوض الاجتماعي ومجالس الأنس والتماسك الاجتماعي... الخ.