.jpg)
الإعلام نت - قمامة بعد الحصى، ورائحة تزكم الأنوف، وأزيز شاحنات لا يتوقف، نعم إنك يا صديقي في قرية تفيريت التي تبعد نيفا وعشرين كلمتر من انواكشوط، حيث يمنع على السكان رؤية الأرض بلا قمامة واستنشاق هواء بلا تلوث، حتى ولو استصدرت حكما بمنع رمي الأوساخ وإغلاق المكب المشهور بمكب تفيريت.
تعود قرية تفيريت إلى نقطة البداية بعد إغلاق المكب لأقل من سنة بل أشهر معدودة، تفيريت وبعد أن عانت عقودا من رمي أوساخ مدينة انواكشوط بالقرب منها ثار شبابها واعتصم وجالد حتى استطاع بجهوده وبضغطه المستمر وبصبره أن يصدر حكما من أعلى محكمة في البلد (المحكمة العليا) بإغلاق المكب وتجريم العودة له في قادم الأيام.
لكن يبدو أن السلطات المعنية بالحكم لم تعر أي اهتمام لهذا القرار وعادت حليمة لعادتها القديمة، وعادت قرية تفيريت لمسلسل الرعب من جديد، وعاد شبابها للإعتصام ولسان حالهم يقول وإن عدتم عدنا وكانت العزيمة حاضرة، عدنا للمواجهة بصدور عارية.
المواجهة هذه المرة كانت أشد من سابقتها حيث أقدم عناصر من الدرك الوطني على مجابهة المحتجين بالقوة الذين أرادوا الوقوف في وجه سيارات القمامة ومنعها من تفريغ حمولتها في المكب، وبحسب ماتداولته صفحات مواقع التواصل الإجتماعي فقد تعرض كثير من المحتجين للضرب من بينهم أئمة ونسوة وصغار، بالإضافة إلى توقيف معظم شباب القرية واقتيادهم إلى عاصمة المقاطعة واد الناكه واحتجازهم في غرفة صغيرة بعيدة عن المعايير الصحية والإجراءات الإحترازية في زمن يفتك فيه كوفيد 19 بالبلاد وتدعو الحكومة إلى التزام المعايير الصحية.
هذا الظلم وهذه الإهانة دفعت كثيرا من رواد موقع الفيس بوك إلى التضامن مع سكان القرية.
وقد رصدت وكالة الإعلام الإخبارية بعضا من هذا التضامن نجمله فيما يلي:
كتب المدون عمار ابوه:
الجيش الصهيوني، و تعامله مع النساء، في ظل التعهدات و المسحة الأخلاقية...
وكتب المحامي محمد المامي ولد مولاي اعل:
بشأن تيفريت:
نادت السلطة التشريعية من خلال عشرات النواب برفع الظلم عن سكان تيفريت، وقالت السلطة القضائية كلمتها من خلال قرار قضائي نهائي صادر عن أعلى هيئة قضائية في البلد، وعبرت السلطة التنفيذية عن تفهمها للأمر وعن اصدارها للتعليمات بشأن رفع الضرر.
ثم عادت تيفريت للمربع الأول!!
وكتب المهندس أحمد سالم افكو:
تصل براحة ولد بوحبيني صاحب حقوق الإنسان:
خرص يكان ذاك الراجل المتكي عاكب ادبيز الدرك الوطني يكانو داخل تحت ذي ارواية التابعالك الينكالها حقوق الإنسان.
وكتب النائب البرلماني محمد الأمين سيدي مولود:
حتى أيام الأوبئة والأمراض، يقمعون المواطنين ويسحلونهم. أي نمط من السلط هؤلاء؟!
#مع_تيفريت
وكتبت الصحفية منى محمد:
#الموالاة والدعم الحقيقيين هما النصح وتبيان الحقائق ، أما غير ذلك فخداع ومضرة وخبث !
ما أعرفه عن الرئيس #محمد_الغزواني الذي سعيت بكل جهدي ( وعلى قدري) خلال حملته الانتخابية ليتولى قيادة وطني ،ثقة فيه وفي نبل أخلاقه.. يجعلني أرفض تماما الاقتناع أنه على علم بمثل هذه الممارسات أحرى أن يباركها !
#متضامنة_مع_تيفيريت ومع قهر هذا الأب ومع قلب طفلته المكسور !!!!
وكتب المدون والصحفي والناشط في المجتمع المدني المصطفى ولد محمدن:
واد الناكة: الدرك يحتجز خمس شباب في غرفة لا تتجاوز المترين مربع..
وتحث السلطات على التباعد الاجتماعي!!
النائب البرلماني: أنيسه با
إن مهمة الدولة هي رعاية مصالح المواطنين والحفاظ على صحتهم ونظافتهم.
ولكن للأسف في القرن 21 مازال حكام بلدنا يحولون بعض القرى والأحياء إلى مكب للأوساخ والمخلفات، بدلا من التنظيف وإبعاد النفايات وتدوير ما يمكن تدويره منها.
يحسن النظام فقط تدوير المفسدين وقمع المتضررين، عوضا عن القيام بالواجب اتجاههم وكف الأذى عنهم.
ما يتعرض له سكان قرية تفريت ظلم وانتهاك للحق والكرامة.
وكتب المدون: حميد ولد محمد
قمع عنيف لسكان تيفريت؛ ضرب وسحل واختناق بسبب الكمية الهائلة من مسيلات الدموع التي تم إطلاقها واعتقال جميع شباب القرية .....
كل هذا بسبب تحركهم ضد نكث الدولة لوعدها بتحويل المكب إلى منطقة غير مأهولة بالسكان ...
ما هذا الإجرام ؟
وكتب الأستاذ: اممو الخراشي
تفيريت مرة أخرى
هذا البلد يحتاج رئيسا، ومستشارين ناصحين، هل يعقل أن لا تستجيب الدولة إلا تحت الضغط، وأن تعدل في لحظة غدر عن وعودها السابقة.
إن جنون الأنظمة أخطر من الأوبئة، ومن أشد مظاهر الجنون إيلاما نقض العهد، وإطلاق يد الزبانية للبطش والتنكيل، أهذه أخلاقك وتربيتك؟
كما نشر حزب الخيار الوطني بيانا ندد فيه بما يحدث في تفيريت وتضامن مع المحتجين فيها:
بيان
تابعنا في حزب الخيار الوطني صباح اليوم ما أقدمت عليه قوات الأمن في قرية تفريت شرقي العاصمة من قمع و تنكيل بالنساء و الأطفال و المرضى و ذلك لأنهم رفضوا قبول عودة المكب الذي تم إبلاغهم رسميا بإغلاقه سابقا إننا في حزب الخيار الوطني إذ نأسف لمثل هذه التصرفات المشينة من طرف السلطات لنسجل ما يلي :
أولا : تنديدنا بمثل هذه الممارسات القمعية البغيضة في حق المدنيين العزل
ثانيا : وقوفنا مع ساكنة قرية تفريت في حقهم المشروع المتمثل في مواصلة إغلاق المكب الذي أثر وجوده سلبيا في صحة و حياة الساكنة و مواشيهم .
ثالثا : تذمرنا من التراجع الفج الذي قامت به السلطات في قرارها السابق بإغلاق المكب نهائيا .
و نسجل كذلك مطالبتنا للسلطات بالتراجع عن مثل هذه التصرفات القمعية و المضايقات الوحشية لحريات الأفراد و الجماعات كما نطالب من المنظمات الحقوقية و الأحزاب السياسية و القوى المدنية الوقوف بجنب سكان قرية تفريت المظلومين حتى يتم رفع الظلم عنهم .
و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
حزب الخيار الوطني
الأحد 27 ديسمبر 2020
اللجنة الدائمة
وبين التعاطف والتنديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، والإحتجاج من أبناء القرية ومنعهم شاحنات القمامة من تفريغها في المكب آخذين على عاتقهم هم حماية أرضهم صابرين على ضرب عصي الدرك الوطني.
بين هذا وذاك يظل سكان القرية ينادون بإماطة الأذى عنهم ورفع الجور والظلم.. فهل من أذن صاغية؟؟
