اقدام الوزير السابق إبراهيم ولد امبارك قبل 10 سنوات على تدمير مزرعة امبوريي

اثنين, 11/16/2020 - 15:10

أدى الحصار الذي فرضته جبهة البوليساريو مدة ثلاثة أسابيع تقريبا على المنطقة العازلة في الكركارات، بين الحدود المغربية الموريتانية، قبل أن يتم رفعه، إلى نقص غير مسبوق في الفواكه والخضروات في السوق الموريتانية.

 

وكمثال لا للحصر بلغ سعر كيلوغرام الطماطم الواحد الرقم القياسي التاريخي 3000 أوقية مما اضطر المتسوقات الي البحث عن بديل وتجاوز بائعي الخضار

 

والغريب في الامر ان موريتانيا تمتلك آلاف الهكتارات من الأراضي الخصبة والمياه الموفورة، دون ان تستطيع بعد 60 سنة من الاستقلال ان ترفع تحدي الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية عالية الجودة و حتي جلب العملات الاجنبية عن طريق تصدير جزء منها.

 

من المؤكد أن الدولة استثمرت عشرات المليارات في هذا القطاع الا ان النتائج كانت دائما تحت التوقعات.

فكان مصير الاموال الهائلة المرصودة هو كل شيئ ما عدا الزراعة وواصلت الدولة خدعة تدفق الاموال حتى نفذت

 

 وجدير بالذكر ان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز امر بضعة أشهر بعد انتزاعه السلطة بالقوة  سنة 2008 وزيرة التنمية الريفية آنذاك مسعودة بنت بحام، باستعادة أراضي مزرعة امبوريي التي كانت تستغلها مجموعة عبد الله ولد انويكظ

 

لكن الوزيرة اعتذرت بأدب في اجتماع لمجلس الوزراء، مدعية أن ذلك ليس من صلاحية قطاعها.

 

وكان لابد من انتظار 2010 تعيين إبراهيم ولد مبارك (نائب الرئيس الحالي للعلاقات الدولية في كينروس تازيازت) علي الوزارة لاستئناف الملف من جديد خاصة وان ولد عبد العزيز لم يهدأ  له بال منذ رفض تنفيذ تعليماته آمرا وزيره بفعل ما هو ضروري.

 

و لم يكن إبراهيم يحتاج للإلحاح حيث انطلق بعد اختتام مجلس الوزراء الي روصو  قبل ان يشرف بنفسه في اليوم الموالي، رفقة الوالي وعدة ممثلين من قطاعه، على اقتلاع ما يقرب من عشرة آلاف شجرة مثمرة وإتلاف محاصيل الخضار المزروعة على مساحة تزيد علي أربعمائة هكتار.

 

كما قام بحماسة بعد ذلك بتدمير نظام الري المعمول به، بما في ذلك ما يسمى بنظام الري بالتنقيط الذي تم إدخاله لأول مرة في موريتانيا.ورغم كل ذلك لا تزال مجموعة اهل انويكظ تكظم غيظها وهي التي حفرت 25 كلم من الانابيب لجلب الماء للمزرعة مع استفادة القرويين علي ذلك الخط من الماء الشروب كما استثمرت مئات الملايين لاقتناء المعدات و بدأت في تزويد السوق المحلي والأجنبي بالفواكه والخضروات ذات الجودة العالية.

 

ولا ينسي علي الاطلاق محمد ولد انويكظ هذه الكارثة متسائلا "كيف تريدنا أن نكون مكتفين ذاتياً عندما تكون الدولة تدمر بدلاً من أن تشيد؟ ويتساءل ايضا كيف لوزير، يتمثل دوره في النهوض بالزراعة، أن يقدم بنفسه على تدميره وحتى بأمر صادر من الرئيس مزرعة تضم آلاف الأشجار المثمرة؟ ".  يا له من تناقض في موريتانيا العزيزية!

 

تري فأي مصير كان لهذه الأراضي؟ لقد تم التنازل عنها لصالح الخريجين العاطلين عن العمل مع رصد مليارات الأوقية لاستغلالها.

 

الا انه بعد سنوات، لم يتم حصاد أي حبة أرز كما ان الاموال تبخرت كما تبخر المستفيدون المحظوظون

 

بن عبد الله

Le Calame

ترجمة "الاعلام "