قرى آفطوط الساحلي وقصة لا تنتهي مع العطش

اثنين, 08/17/2020 - 11:19

الإعلام نت - يعاني الآلاف من سكان قرى آفطوط الساحلي، أزمة قديمة متجددة مع العطش، وتتفاقم الأزمة عادة مع بداية فترة الصيف، لتبلغ ذروتها مع قدوم موسم الأمطار، حيث تشهد المنطقة زحمة بسبب الإنتجاع، ونزوح الآلاف من سكان المدن نحو أرياف المنطقة القريبة من العاصمة، والأكثر اعتدالا في المناخ بسبب قربها من الأطلسي. 

ورغم أن رئيس الحكومة المستقيلة إسماعيل ولد بدة ولد الشيخ سيديا، كان قد صرح في بداية السنة الحالية أمام البرلمان، أن الأزمة سيتم حلها في المنطقة قبل نهاية السنة، إلا أنه لاتوجد مؤشرات تدل على بدأ أشغال مد القناة المتجهة جنوبا حتى الآن. 

وحسب السكان فإنه خلال العشرية الماضية، تقدم العشرات من تجار المنطقة بمباردة إلى الحكومة، يتم بموجبها مد أنبوب مياه من الخزان المركزي الواقع عند الكيلو ميتر 17 جنوبي العاصمة، على نفقة التجار، ليعبر المنطقة جنوبا مستهدفا الأحياء الواقعة على طريق نواكشوط روصو، لكنه تم رفض المبادرة من قبل القائمين على الشأن العام آنذاك، متحججين بأن القضية مسؤولية حكومية، لا دخل للقطاع الخاص بها. 

رفضت الحكومة مبادرة التجار آنذاك، إلا أنها في نفس الوقت لم تحرك أي ساكن في اتجاه حل المعضل، ليظل آلاف المواطنين يعانون من ندرة في وجود المياه الصالحة للشرب، حيث يعتمدون في سقايتهم على صهاريج مستجلبة من العاصمة، يصل متوسط سعر حمولتها إلي 3000 أوقية جديدة.

عشرات القرى في المنطقة ينتظرون عدة أيام كي يحين دورهم في صهريج يتيم تابع لبلدية العرية، يعد عصب الحياة الوحيد في المنطقة، لكن خللا فنيا حدث للصهريج خلال الأيام الماضية، لتتفاقم الأزمة ويصل سعر برميل المياه الصالحة للشرب والمستجلب عن طريق عربات تجرها الحمير إلى 150 أوقية جديدة إن وجد أصلا. 

كنا في وكالة الإعلام نت شاهدا على تداعيات تلك الأزمة خلال الأيام الماضية، وتحت وابل استغاثات سكان المنطقة، اتصلنا بعمدة منطقة العرية محمدن ولد أمغر، مستفسرين عن أبعاد الأزمة، ومبلغين استغاثات أحد أحياء المنطقة، كي يتم توفير صهريج مياه لهم بعدما بلغ بهم العطش منتهاه. 

العمدة صرح لنا خلال الاتصال الهاتفي، أن خللا معقدا حدث على مستوى الصهريج اليتيم وأنه لا يعلم بالضبط متى سيتم التغلب عليه، لكن عملية إصلاحه قد بدأت بالفعل، وإن تم ذلك فإن مشكلة العطش سيتم حلها مؤقتا. 

وبين خردة صهاريج آيلة للسقوط، ووعود حكومية لا تريد أن تتحقق، ينتظر عشرات الآلاف من سكان آفطوط الساحلي، فاغرين أفواههم في انتظار حل أزمة مياه عايشوها عشرات السنين، في منطقة تعبر منها أنابيب أحد أضخم مشاريع الري في المنطقة...!