وحدكم حتى بعد موته ... فلن يكن جبار ولا شقيا

ثلاثاء, 02/14/2023 - 21:10

وَحَّدَكم حتى بعد موته ...

هاأنتم اليوم على صعيد واحد كما أرادَ لكم ، على قلب رجل واحد كما ابتغى لكم ، في شأن واحد ورأي واحد وخيارٍ واحد وغاية واحدة.

ماكان المغفور له الصوفي ولد الشين بدعاً من ذوي الرأي ولم يكُ معروفا بالخِضام ، ماكان جبارا ولا نَفورا ،ولم يكُ "مفرق جماعة" ، دعاكم حيا للاجتماع  ،ولبيتم بموته في هبة مهيبَةٍ علت منها الهيبة والتكبير.

وقفتم عليه مسجىً بوشاح الخير والود والعطاء ، بثوب النبل والوحدة والكرامة والشهامة ، تداعيتم مُلبين بغض النظر عن اختلاف ألوانكم وأعراقكم وتوجهاتكم ، بل استجابة لقيمكم ونداء أرواحكم وقلوبكم وإنسانيتكم ووطنيتكم.

 

وحدكم بعد موته بإرادتكم ، وقد ناداكم قبلُ أن هلموا إلى مايجمعكم ويرفعكم ويحفظ شأنكم ويبلغكم المُراد.

 

وحدكم بعد موته الفاجع المفاجئ فكنتم له كما كان لكم ، ومشيتم في شأنه كما مضى يوما في شأنكم.

اليوم ووريَ ولد الشين الثرى مأسوفا عليه ومثله تبكيه البواكي وتضرب عليه الخدود والصدور ، ووريَ الثرى وترك أما ثكلى وأبناء حُمر الحواصل يتامى ونسوة أرامل.

غادرْ... فقد بلغتَ وأسمعت ، ووصلت رسالتك في غير قطيعة ولا عدوان ، وظهرت عاجلة ولو بعدك .

نمْ قرير العين في رحمات الله وجناته.

 

بقلم: عبد الله علي