أمن الطرق ومصيدة الرادار

أربعاء, 09/21/2022 - 08:16

عند مخرج العاصمة انواكشوط على طريق الأمل وفي زاوية منسية على يمين الطريق ؛ توجد لوحة خافتة حزينة كُتب عليها بخط متوسط "خفف السرعة الطريق مراقب " ؛ وهذا هو التنبيه الوحيد على وجود رادار في كامل أجزاء الطريق 

تقنية مراقبة السرعة بالرادارات وُجدت لتحد من السرعة الزائدة لبعض السائقين وتكبح جماح تهورهم وتحمي المسافرين من طيش بعضهم إذ تجعل المخالفين تحت طائلة عقوبات قاسية وغرامات مجحفة تجعلهم يفكرون مرات قبل أن يبالغوا في الضغط على مضخات البنزين ؛ وليست تقنية تحصيل وجباية وجمع أموال 

لكن يبدو أن التجربة التي يجريها أمن الطرق على استخدام الرادار تهدف بالدرجة الأولى والأخيرة لجباية الأموال من سالكي الطريق ولا تعير أي اهتمام لموضوع السرعة حماية لأرواح المواطنين 

عند الكلم 18 غرب واد الناقة قد تستوقفك نقطة تفتيش لتبلغك بأنك ارتكبت مخالفة " السرعة الزائدة " وأن رادارا على الطريق قد التقط سيارتك وهي تسير بسرعة تفوق السرعة المحددة على الطريق

حسنا أيها الوكيل : 
أين هو الرادار ؟ أين هي لوحات التنبيه التي تشعر السائقين بوجوده لكي يتوخوا الحذر وتحصل النتيجة المرجوة ؟ أين الدليل على ماتفضلتم به من أنني تجاوزت السرعة المحددة ؟ عفوا ماهي السرعة المحددة أصلا وكيف يتسنى للسائقين معرفتها ؟ 

يجيب الوكيل : 

الرادار موجود هنالك قريبا من  نقطة تفتيش الشرطة عند مخرج العاصمة ؛ هنالك لوحة أيضا تشعر بوجوده وتحدد سرعة المركبات القصوى حسب أحجامها ؛ ليس لدي دليل ولكن نقطة المراقبة قربه أبلغونا بمخالفتك وبإمكانك أن ترافقنا إليها لترى صورة سيارتك ومؤشر السرعة التي كنت تسير بها 

إذن هي مصيدة سيادة الوكيل  ؛ تنبيه واحد وخجول على لافتة منسية ؛ أنتم بهذا تؤكدون أنكم تسعون للإيقاع بالسائق وحلب مبلغ المخالفة منه أكثر من ماتهمكم سلامته وسلامة الآخرين ؛ وإلا لكانت هنالك عدة لوحات وبالخط العريض على كامل المسافة المراقبة 

الأخطر والأسخف من كل هذا ؛ أنه على امتداد الطريق الذي يبلغ طوله أزيد من 1200 كلم يوجد فقط هذا الرادار الذي يغطي مسافة لاتتجاوز 20 كلم ؛ فأين هي المحافظة على سلامة الناس في أزيد من 1180 كلم متبقية ؟!  ثم أين العدالة وقيمة الردع في ظل  مسامحة البعض من المخالفين بسبب وساطات عبر الهاتف وإجبار البعض على الدفع لأنه لايملك معرفة تخلصه من إعطاء "الجزية " عن يد وهو صاغر ؟!

المدون: الحضرامي الشيخ سيدي محمد