10 دول في مرمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب

سبت, 01/23/2016 - 16:15

لم تفاجئ الهجمات الإرهابية التي نفذها فرع تنظيم القاعدة المغاربي في الساحل في عاصمتي مالي (باماكو) وبوركينافاسو (واغادوغو)، الجزائرَ، حيث كانت هذه الهجمات الإرهابية متوقعة، خاصة بعد تحالف تنظيم “القاعدة” مع “جماعة المرابطين”. أكثر من ذلك قال مصدر أمني جزائري إن التنظيم سيبادر بتنفيذ هجمات جديدة في دول أخرى، منها الجزائر والنيجر والمغرب وتونس وليبيا، وقد يصل إلى السنغال.

 لم يسبق أن اتفق الإرهابيان الأخطر على الأمن الجزائري ومن منطقة الساحل وغرب إفريقيا، حيث تميزت العلاقة بين مختار بلمختار وعبد المالك درودكال بالجفاء والنزاع منذ تولي دوردكال إمارة الجماعة السلفية ثم القاعدة في بلاد المغرب، إلا أن وحدة المصالح والمنافسة مع تنظيم الدولة فرضت على خصوم الأمس التحالف اليوم.

بعد باماكو وعاصمة بوركينافاسو واغادوغو. أين سيضرب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب؟ هذا هو السؤال الأهم الذي يحير رجال الاستخبارات في دول الميدان. وتشير تقديرات أمنية إلى أن 10 دول موجودة في قوائم الاستهداف بالنسبة لمنظمة القاعدة في بلاد المغرب الإرهابية، وهذه الدول هي الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد، بوركينافاسو، والسنغال، أما أهم الأهداف بالنسبة لهذا التنظيم فهي الفنادق، منشآت النفط، المطارات، المواقع السياحية، وكل مكان يستقطب سياح أجانب مثل مراكز الترفيه والمراكز التجارية.

تبادل معلومات على أعلى مستوى
تتبادل مديرية الاستعلام والأمن الجزائرية مع مديرية الأمن الخارجي الفرنسية والمخابرات الأمريكية، على وجه الخصوص، المعلومات حول نشاط تنظيم “داعش” في دول إفريقية، منها ليبيا. وقال مصدر أمني جزائري إن هذا التعاون تم تكثيفه في الأشهر الأخيرة بسبب تعاظم التهديد الذي يمثله فرع تنظيم الدولة في ليبيا. وأشار مصدرنا إلى أن الجزائر باتت معنية بالحرب ضد تنظيم الدولة في ليبيا، رغم أن عقيدة القوات المسلحة الجزائرية تحرم عليها خوض حروب خارجية. وتتعلق المعلومات التي تتبادلها أجهزة الأمن الجزائرية مع نظيرتيها في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بالتحذير من عمليات إرهابية وشيكة، تتم إدارتها من ليبيا أو من شمال مالي، وتبادل المعلومات حول هوية الجهاديين القادمين من الدول المغاربية، الموجودين في معسكرات قاعدة المغرب في شمال مالي أو في معسكرات “داعش” ليبيا.

وقال مصدرنا “رغم أن الأمريكيين والفرنسيين يراقبون المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ليبيا من الجو على مدار الساعة، فإن الجزائر لديها أيضا مصادر معلومات من داخل ليبيا يمكن الوثوق بها”. وتتخوف الدول الغربية كلها من تحول معسكرات “داعش” في ليبيا إلى مناطق لتدريب مقاتلين وانتحاريين جدد يهاجمون دولا غربية، ويكررون سيناريو هجمات 13 نوفمبر في باريس، كما تتخوف الجزائر من تكرار تجربة الهجوم الإرهابي في تيقنتورين، وبهذا تكونت مصلحة أمنية مشتركة بين دول غربية معادية لجماعة الخليفة أبو بكر البغدادي والجزائر، وأشار مصدرنا إلى أن الجزائر تتبادل تقارير يومية مع الدول الغربية في موضوع تنظيم الدولة الإسلامية.

حرب بين “ آكمي” و “داقس” (الدولة الإسلامية في القارة السمراء) في إفريقيا
يحاول تنظيم القاعدة المغاربي منع جماعة “داعش” من التمدد في شمال مالي، وأفضل وسيلة يمنع بها فرع القاعدة تمدد تنظيم الدولة هي العمليات الإرهابية وفرض السيطرة العسكرية على المعاقل التقليدية للنشاط المسلح في جبال إيفوغاس ومحيط مدينتي كيدال وغاو، وبينما يتقاتل تنظيم الدولة في ليبيا مع تنظيم القاعدة الدولي (شهدت مدينة درنة في ليبيا مواجهات مسلحة بين القاعدة وفرع “داعش” في ليبيا) يعمل فرع تنظيم القاعدة المغاربي في شمال مالي على تنشيط آلته الدعائية عبر عمليات دموية جديدة.

 “داقس” هو اختصار لعبارة الدولة الإسلامية في القارة السمراء، أو فرع تنظيم الدولة في القارة السمراء، تم تداوله عبر حسابات “تويتر” لمتعاطفين مع تنظيم القاعدة الدولي من دول إفريقية، ومن المعروف أن تنظيم الدولة يرفض عبارة “داعش” مثلما يرفض تسمية “داقس”، وتعتبر إفريقيا بالنسبة لتنظيم القاعدة الدولي منطقة نشاط على قدر كبير من الأهمية، لأن دولا كثيرة فيها لا تتوفر على أجهزة أمن فعالة، أما “داعش” فإنه نشر في عام 2014 في مجلته “دابق” خارطة جديدة لمناطق نفوذه.

وقسّم “داعش” دولته من خلال الخريطة الجديدة التي نشرت كذلك على مواقع ومنتديات مقربة منه، إلى 13 ولاية هي: العراق، الشام، الحجاز، اليمن، خراسان، كردستان، بلاد القوقاز، الأناضول، أوروبا، الأندلس، أرض الكنانة، أرض الحبشة، والمغرب. والخريطة السابقة جاءت لتحسم الجدل حول استهداف التنظيم لشمال وغرب إفريقيا. وفي نهاية 2014 اعتقلت أجهزة الأمن الموريتانية في مدينة الزويرات 3 أشخاص في خلية سرية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وتمت محاكمتهم وإدانتهم.

ويقدم خبراء في الأمن تفسيرا للعمليات الأخيرة التي نفذها فرع قاعدة المغرب “لاكمي” في الساحل في مالي وبوركينافاسو بأنها لا تستهدف في الواقع هذه الدول أو جيوشها، بل لها هدف وحيد هو منع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية أو “داعش” إلى منطقة الساحل، عبر إثبات وجود القاعدة في المنطقة.

وجاءت العمليات الإرهابية الأخيرة التي نفذتها قاعدة المغرب بعد تحالفها مع المرابطين بعد أشهر من إعلان قياديين سابقين في جماعة التوحيد والجهاد أو المرابطين عن انضمام الجماعة لتنظيم الدولة. ويتعلق الأمر بكل من الموريتاني حماده ولد محمد الخيري، ثم الإرهابي المثير للجدل حول هويته، بين من يعتبره جزائريا ومن يقول إنه مغربي مندس، ويتعلق الأمر بأبو الوليد الصحراوي الذي أعلن عن انضمام “حركة المرابطين” بكامل عناصرها لتنظيم الدولة، وجاء الرد من الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، الرجل الذي يعتقد أنه مؤسس “جماعة المرابطين”، حيث أكد أن “المرابطين ما زالت على ولائها لتنظيم القاعدة الدولي”، وأضاف بلمختار في بيان له في مارس 2015 إن “أبو الوليد الصحراوي لا صله له بتنظيم المرابطين”.

أما التطورات الأخطر في الساحة فكانت أيضا الانشقاق الذي تعرض له تنظيم القاعدة المغربي في معاقله القديمة، فقد أنشأ منشقون عن قاعدة المغرب جماعة “جند الخلافة” التي تعرضت لعمليات أمنية مركزة في الفترة بين سبتمبر 2014 وماي 2015، وبينما يحاول فرع القاعدة المغاربي في الساحل فرض سيطرته على معاقله الرئيسية، فإنه يتعرض للضغط المستمر من قبل تنظيم الدولة، من خلال جماعاته الموجودة في ليبيا وفي نيجيريا جماعة بوكو حرام التي بايعت خليفة “داعش” أبو بكر البغدادي.

التكتيك الجديد المرعب لجماعة “درودكال”
استفاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من تجاربه السابقة، حيث انتهت عملية احتجاز الرهائن بمصنع الغاز في تيقنتورين بفناء الجماعة الإرهابية التي اقتحمت المصنع، وكان عددها كبير 38 إرهابيا، وبدل من إرسال عدد كبير من الإرهابيين لاحتجاز رهائن، يعتمد التنظيم تكتيكا جديدا، حيث أرسل ما بين 4 و6 إرهابيين في عمليتي باماكو وواغادوغو، وأكدت التكتيكات الجديدة أن القاعدة في بلاد المغرب ستنفذ المزيد من العمليات في دول أخرى.

وقدم مصدر أمني جزائري تفسيرين اثنين لعودة القاعدة للنشاط في الساحل: الأول منافسة “الدواعش” أو “الدواقس”، ومنعهم من الحصول على موطئ قدم في شمال دولتي مالي والنيجر. أما التفسير الثاني فهو أن قيادات القاعدة في بلاد المغربي باتوا اليوم على قناعة كاملة بأن مناطق النشاط القديمة في وسط الجزائر باتت شبه ممنوعة عن التنظيم الذي يعاني من حصار مشدد من قبل قوات عسكرية وأمنية ضخمة في الولايات القريبة من العاصمة المالية، ولهذا فإن البديل هو تكثيف العمل في شمال مالي للتعويض.

وفي إقليم أزواد، المعقل الجديد لقاعدة المغرب، نجحت القوات الفرنسية في 2013 عبر عملية “سرفال” العسكرية الضخمة في تدمير قدرات تنظيم القاعدة المغاربي وحلفائه في شمال مالي، حيث تراجعت قدرات التنظيم على تنفيذ عمليات، إلا أن عام 2015 شهد عودة تدريجية لعمليات نفذها التنظيم في شمال مالي، فقد نفذ عمليات ضد قوات تابعة للحركة العربية الأزوادية التي يتهمها بالتحالف مع الجزائر، ثم ضد القوات المالية وقوات الأمم المتحدة.

وأثارت عودة فرع تنظيم القاعدة المغاربي للنشاط في منطقة الساحل المخاوف من عودة الاضطرابات للمنطقة، والسبب هو أن الأشهر الستة الأخيرة شهدت أكثر من 10 هجمات نُفذت كلها من قبل فرع تنظيم القاعدة في الساحل، ومن بينها هجوم على مقر للجيش المالي قرب مدينة كيدال شمال مالي، وهجمات بالصواريخ أعلن عنها تنظيم القاعدة ضد مواقع للقوات الفرنسية في شمال مالي قرب مدينة غاو، لكن الهجمات الأهم كانت ضد قافلة شاحنات للأمم المتحدة، وعملية اختطاف رعية سويسرية، والهجوم على فندق راديسون في العاصمة المالية باماكو في نوفمبر 2015، وأخيرا الهجوم في عاصمة بوركينافاسو قبل أيام.

الجزائر.. لا مجال للخطأ
قرب الحدود الجزائرية المالية، يتحرك رتل عسكري جزائري مكوّن من عدد كبير من السيارات رباعية الدفع، مدرعة ومجهزة برشاشات ثقيلة من عيار 23 ملم، هذا الرتل العسكري مكلف بمهمة محددة هي منع أية تسلل عبر الحدود، وقد تضاعفت المسؤوليات الملقاة على عاتق آلاف الجنود الموجودين في حالة حرب حقيقية مع مهربي السلاح ومع الإرهابيين.
هنا في أقصى الجنوب على الحدود مع دولة مالي، قال مصدر أمني إنه لا مجال للخطأ، “نحن نتعامل مع جماعات إرهابية تعتمد الخيال الواسع وتبدع في التخطيط للعمليات الإرهابية، لهذا فإن قوات الجيش الموجودة على الحدود لا يجوز لها أن تخطئ أبدا”.  وتعمل أجهزة الأمن والمخابرات الجزائرية منذ عدة أشهر على البحث عن خلايا نائمة تنتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كما تطارد أعضاء سريين في ولاية الجزائر في تنظيم الدولة الإسلامية، وقال مصدر أمني إن أجهزة الأمن تعتقد وجود جماعة سرية تختفي في مكان ما قريب من العاصمة على الأرجح. وحسب مصدرنا فإن الجماعة التي لا يزيد عدد أفرادها عن 6 تنتشر في عدة ولايات وتعيش حالة الركون في الوقت الحالي، وتنتظر الساعة الصفر لتنفيذ عمليات. وقال مصدرنا إن المركز الأمريكي لرصد مواقع ونشاط الجماعات الإرهابية على الإنترنت أبلغ الجزائر قبل أشهر عدة بوجود مجموعة من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية، أغلبهم يقيم في العاصمة الجزائرية وضواحيها، ولكن السؤال الذي لا تتوفر إجابة بشأنه هو: هل يوجد رابط تنظيمي بين متعاطفي الدولة الإسلامية في الجزائر؟ أم أنهم مجرد مجموعة من “الذئاب المنفردة”؟
ويعمل مختصون في الأمن الإلكتروني على تعقب هذه المجموعة، إذ كشف مصدرنا أن واحدا على الأقل من أعضائها تمكن من الوصول إلى سوريا، حيث نشر صورة له على حساب فايسبوك وهو يحمل سلاح كلاشنيكوف، ويقف على شاطئ نهر الفرات. وتتخوف أجهزة الأمن من أن تكون حالة الهدوء الحالية هي مرحلة التحضير التي تسبق أي هجوم إرهابي.

الأكثر خطورة في موضوع الهجوم الإرهابي المتوقع في الجزائر، هو أن تتعرض مواقع ما لهجمات متزامنة من قبل مجموعة إرهابية تنتمي لخلية نائمة، وهذا هو السيناريو الأسوأ بالنسبة لأجهزة الأمن الجزائرية، والسيناريو الذي يستحيل توقعه أو التحكم في نتائجه، ولا يبقى أمام أجهزة الأمن سوى التضييق على الخلايا النائمة عبر التحقيقات المكثفة وتكثيف إجراءات الأمن.

وقال مصدر أمني إنه لا يمكن استبعاد أي فرضية أثناء تحليل المعلومات التي تتعلق بالتهديد الإرهابي، لأن الإرهابيين عادة ما يبتكرون وسائل وأساليب جديدة أثناء التخطيط لعملياتهم. وأضاف “الواقع بالنسبة للأمن والمخابرات الجزائرية هو أننا نعيش حالة استنفار مستمرة منذ 1992، تاريخ بداية النشاط الإرهابي في الجزائر”، وتابع “لقد علمتنا تجربة مكافحة الإرهاب أن أي هجوم إرهابي متوقع في أية لحظة، ولا مجال لحصر خيال الإرهابيين”، إلا أنه بالرغم من هذا فإن أجهزة الأمن، حسب مصدر أمني ثانٍ، وزعت في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2015 تعميما يتضمن التحذير من وقوع هجوم إرهابي يستهدف مباني ومقرات أمنية أو سيادية يكون في شكل هجوم انتحاري مزدوج، وأشار التحذير الأمني الذي جاء في شكل برقية إلى احتمال وقوع هجوم إرهابي يستهدف أجانب بغرض الاختطاف.

وقد بلغت حالة الاستنفار في جهاز أمن الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن مرحلة متقدمة في الأسابيع الأخيرة، والسبب هو أن كل المؤشرات تشير إلى أن عملية إرهابية يتم التحضير لها في سراديب ومخابئ الجماعات الإرهابية، وقد باتت المخاوف الآن متزايدة من خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة أو ذئاب منفردة.

وحسب مصدرنا، فإن جهازي أمن الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن تحذران باستمرار من عمليات إرهابية متوقعة، أهمها التهديد الذي تتعرض له صناعة النفط في الجزائر، كأن تتعرض قاعدة نفطية في الجنوب لهجوم بسيارة مفخخة أو اثنين، وقد بدأت أغلب شركات النفط قبل عدة أشهر، وحتى القواعد العسكرية القريبة منها، في وضع سواتر ترابية في محيط شركات النفط، أما اليوم فقد تقرر تشديد عمليات المراقبة حول السواتر الترابية حتى لا يتمكن الإرهابيون من إزالتها ليلا لتنفيذ عملياتهم. الأخطر في موضوع السيارات المفخخة هو أن تتعرض مواكب سيارات للهجوم، لذا تعمل قوات الجيش وأجهزة الأمن في الجنوب، حسب مصدرنا، على تغيير مواعيد التنقل باستمرار في إطار إجراءات أمنية إضافية.

كما لا تستبعد التحذيرات الأمنية أن يتعرض أجانب في مكان ما بالجزائر للاختطاف من قبل مجموعة مسلحة، وفي هذا الصدد تعمل كل قوى الأمن، من شرطة ودرك وأمن عسكري وجيش، على تكثيف الحماية والمواكبة الأمنية للأجانب الموجودين في الجزائر.

وفي السياق، ألزمت وزارة السياحة شركات السياحة والوكالات السياحية بأن تُبقي على تفاصيل زيارات الأفواج السياحية للجزائر سرية، حيث تخضع الوكالات السياحية الموجودة في الجنوب لتحقيقات أمنية مستمرة، تشمل العاملين في الوكالات والمرشدين السياحيين.

أكثر من 2000 مقاتل “عربي” في صفوف “داعش” ليبيا
لا يقل عدد الإرهابيين المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية أو “داعش” في ليبيا عن 2000، من دول منها اليمن، مصر، السودان، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، وغيرها. وتشير تقارير أمن جزائرية إلى وجود ما لا يقل عن 300 مقاتل من أصول سعودية في ليبيا، على رأسهم المدعو أبو حبيب الجزراوي مفتي تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا. وقال مصدر أمني جزائري عليم إن تزايد عدد المقاتلين السعوديين ومن باقي دول الخليج العربي، أثار مخاوف الجزائر من انتقال المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق إلى ليبيا، مع تزايد الضغط العسكري الروسي عليهم.

وقال مصدرنا إن تقارير أمنية جزائرية أكدت وجود ما لا يقل عن 300 مقاتل من جنسية سعودية في ليبيا، منهم قيادات “صف أول”. وأشارت التقارير إلى وجود 3 من قيادات الصف الأول في تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، مع ملاحظة أن الأربعة تمكنوا من التسلل إلى ليبيا قادمين من سوريا:

-الأول هو تركي البنعلي، وهو فقيه على العقيدة السلفية الجهادية، نشرت مواقع إخبارية ليبية أنباء عن وصوله إلى إمارة برقة. ويبلغ تركي البنعلي 31 سنة من العمر، وهو من جنسية بحرينية، وتشير تقارير أمنية إلى أنه كان واحدا من القلائل المسموح لهم الاقتراب من الرقم “واحد” في تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي. وتشير تقارير ليبية غير مؤكدة إلى أن تركي البنعلي الذي انتقل من الموصل في العراق إلى سوريا، ومنها إلى ليبيا، هو الآن الأمير العام لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.

- أما الشخصية الثانية فهي أبو خالد البندقداري، ويحمل الجنسية الكويتية، يبلغ من العمر 27 سنة، وقد عمل في إمارة الرقة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ثم أكد القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في إمارة برقة يونس القيرواني، في حسابه على موقع “تويتر”، أن البندقداري وصل بحمد الله ومنته إلى أرض الرباط في برقة الإسلامية.
-وأخيرا أبو ميسرة القحطاني، وهو مواطن سعودي في العقد الثالث من العمر، وقد سافر في 2012 إلى سوريا، ويعد أحد قيادات تنظيم الدولة الإسلامية. 

وأشارت مواقع إخبارية ليبية إلى أنه يقاتل منذ شهر جوان 2015 في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة درنة، بل إنه كان قائد الحملة العسكرية في شهر جوان 2015 التي حاول من خلالها تنظيمُ الدولة الإسلامية استعادةَ مدينة درنة من جماعة مجلس شورى مجاهدي درنة التابعة للقاعدة. وإضافة إلى هؤلاء انتقلت مجموعة من قيادات تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا إلى ليبيا، أبرزها التركماني “أبو علي الأنباري”.

قيادات “داعش”

أبو نبيل الأنباري
 عراقي الجنسية من مقربي من أبو بكر البغدادي، اسمه الحقيقي وسام عبد زيد، كان “أميرا” على محافظة صلاح الدين وسط العراق، وهي نفس المنطقة التي تسعى قوات الحكومة العراقية هذه الأيام، بمساعدة مستشارين عسكريين إيرانيين، لاستعادة السيطرة عليها، يعتقد أنه دخل ليبيا في عام 2014.

أبو البراء الأزدي
 رجل دين يمني متشدد، جاء من سوريا إلى ليبيا بناء على أوامر من زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، وعين “واليا” على “ولاية برقة”، وهو الاسم الذي أطلقه التنظيم على شرق ليبيا.

أبو حبيب الجزراوي
 يعتقد أنه قائد دواعش ليبيا ومفتي التنظيم وقاضيه فيها، ويعتقد أنه من أمر بإعدام المسيحيين والأقباط في ليبيا، سعودي الجنسية، يعمل كمرشد روحي تابع للتنظيم، ويقوم بتجنيد الشباب للانضمام إلى “داعش”.

أسامة الكرامي
 قائد “الدولة الإسلامية” في منطقة سرت، وقد أصبح التنظيم ينشط فيها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وقام بالعديد من العمليات لعل أبرزها قتل 21 قبطيا مصريا على شاطئ سرت في منتصف فبراير الماضي، والهجوم على حقول النفط جنوب المدينة، وقتل حراسها واختطاف بعض الأجانب.

أبو زكريا التونسي
 اسمه الحقيقي أحمد الرويسي، تونسي الجنسية، أحد قيادات تنظيم “أنصار الشريعة” في تونس، متورط في جريمتي اغتيال سياسي هزتا تونس: شكري بلعيد خلال فبراير 2013، ومحمد البراهمي في شهر جويلية من نفس السنة، وقد أصبح الرويسي قياديا في صفوف تنظيم “الدولة”، وقتل في سرت يوم 14 مارس الماضي.

أبو عياض
اسمه الحقيقي سيف الله بن حسين، زعيم تنظيم “أنصار الشريعة” في تونس، كان قد قاتل في أفغانستان، وألقي عليه القبض في تركيا سنة 2003، وحكم عليه بالسجن لمدة 43 سنة في تونس، إلى أن تم إطلاق سراحه بفضل العفو غداة الثورة في سنة 2011. وقاد أبو عياض الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس خلال سبتمبر 2011، وبعد وقت قصير تمت محاصرته في جامع الفتح من قبل قوات الشرطة، لكن لم يتم القبض عليه تجنبا للمواجهات، ثم هرب مع الرويسي إلى ليبيا بعد تورطهما في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ليستقر الرويسي في سرت، فيما مكث أبو عياض في صبراتة، وهي منطقة قريبة جدا من الحدود مع تونس.

أبو بكر محمد شيكاو
 هو أحد مؤسسي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد التي غيّرت اسمها بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية إلى ولاية غرب إفريقية المعروفة في “الهوساوية باسم “بوكو حرام”، أي “التعاليم الغربية حرام”، وهي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.

القائد الحالي لها هو أبو بكر محمد شيكاو، وسميت هذه الجماعة أيضا “طالبان نيجيريا”، وهي مجموعة مؤلفة خصوصاً من طلبة تخلَّوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

ولد زعيم حركة “بوكو حرام” أبو بكر محمد شيكاو، وفقا لوزارة العدل الأمريكية، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر، ترأس شيكاو “بوكو حرام” عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السابق محمد يوسف. ويعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه الإسلاميين السابقين فضلوا قطع الصلة معه.

يحيى أبو الهمام
 اسمه الحقيقي عكاشة جمال، من منطقة الرغاية شرق العاصمة الجزائرية، من مواليد 1978. أمير فرع قاعدة المغرب في الساحل، التحق بالجماعات المسلحة في 1998 بعد الإفراج عنه من السجن، يعتقد أنه من أكثر المقربين من عبد المالك درودكال الذي أوفده في 2004 إلى الصحراء بعد انشقاق مختار بلمختار، وتشير التقارير إلى أن دوره القيادي كان ثانويا في قيادة كتائب الصحراء، إلى غاية 2013 عندما قتل القائد العسكري لكتائب الصحراء عبد الحميد السوفي أو أبو زيد غدير محمد، ويقود الآن كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة.

إياد آغ غالي
 مؤسس “جماعة أنصار الدين” المتحالفة مع القاعدة في بلاد المغرب، تفاوضت معه السلطات الجزائرية لتسليم نفسه في 2014 إلا أنه رفض. قيادي سابق في الحركة الشعبية لتحرير أزواد، اشتهر بدوره الكبير في المفاوضات مع مختطفي الرهائن التابعين للقاعدة. أسس وتزعم حركة أنصار الدين شمالي مالي.

ولد إياد آغ غالي عام 1954 في مدينة كيدال بمالي، وينتمي لقبيلة إيفوغاس العريقة. كان طفلا عندما نزع الرئيس المالي الراحل موديبو كيتا الزعامة من قبيلته إيفوغاس في إطار مساعيه للقضاء على المشيخات القبلية. وفي مدينة تمبكتو حيث أقام فترة من الزمن، يقول السكان إنه ليس من السهل معرفة حقيقة، غالي لأنه لا يتحدث مع السكان المحليين إلا نادرا.

مختار بلمختار
 من قدامى المقاتلين في أفغانستان، يلقب خالد أبو العباس، مسيو مارلبورو، والأعور. من مواليد 1972 بغرداية جنوب الجزائر، بدأ النشاط المسلح في الجزائر في نهاية 1992، أسس كتيبة الملثمين، انشق عن الجماعة الإسلامية المسلحة ثم عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يعد أبرز قيادات تنظيم القاعدة حاليا في شمال إفريقيا، تتضارب الأنباء حاليا حول مقتله.

elkhabar.com