قبل رحيل 2015 .. 5 تحالفات عسكرية والهدف واحد

اثنين, 12/21/2015 - 13:00

فبل أيام من رحيل عام 2015 ، نتوقف قليلا على أهم ما شهده هذا العام من تحالفات عسكرية دولية وعربية لمواجهة الارهاب والعنف الذي تشهده عدد من الدول العربية والانقسامات التي أسفرت عن تجلي هذا العنف والإرهاب والذي طال دولا أوروبية كما حدث في باريس نوفمبر الماضي.

ولأن الأزمات تعددت في المنطقة العربية كان فتح الباب لهذه التحالفات أسهل بداية من التحالف الدولي الذي انطلق في سوريا سبتمبر 2014 ضد تنظيم “داعش” الارهابي وواجه انتقادات لعدم تمكنه من انجاز أي هدف من أهدافه المعلنة، نهاية إلى التحالف الاسلامي الذي كشفت عنه المملكة العربية السعودية في 15 ديسمبر 2015، ولاقى ترحيباً عربياً ودولياً كبيرين.. فما بين أول تحالف وآخر تحالف نبحث في تقرير عن التحالفات التي تشهدها البلاد .. أهدافها ..انجازاتها ..مستقبل الازمات من تلك التحالفات.

ونتوقف بداية بعرض التحالفات العسكرية التي شهدها 2015 والتي بلغت حوالي خمس وهي كالتالي:

- التحالف الدولي بشأن سوريا في 23 سبتمبر 2014 واستكملت غاراتها على حتى لحظتنا هذه.

- التحالف العربي ضد الانقلاب الحوثي في اليمن وانطلق يوم 26 مارس 2015.

- القوة العربية المشتركة والتي صارت محل نقاش وخلاف بين #مصر والسعودية.

- التدخل الروسي في سوريا واتفاق أهدافه مع ايران وحزب الله والتي بدأت في 30 سبتمبر 2015.

- التحالف الاسلامي والذي تم الاعلان عنه في 15 ديسمبر 2015.

التحالف الدولي بعد أكثر من عام

والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية ودولية في سوريا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، يعد الأكبر منذ التحالف المشابه الذى تكون فى حرب الخليج الثانية “حرب تحرير الكويت” فى بداية التسعينيات والذي يواصل مهامه منذ أكثر من عام، ولكنه الآن يواجه انتقادات جمة من روسيا وقادة النظام السوري، خاصة وأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن إبعاد بشار الاسد رئيس النظام السوري من البلاد وهو الأمر الذي ترفضه روسيا والنظام بشكل قاطع .

** وعن الدول المشاركة في التحالف فمنها من شارك عسكريا وأخرى كانت مشاركته لوجستية وهي كالآتي: ” الولايات المتحدة ، كندا، فرنسا، بريطانيا، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا، ألبانيا، وبولندا والدنمارك واستونيا، أسبانيا” وهذه الدول المسئولة عن المشاركة العسكرية.

وعن الدولة المشاركة والمسئولة عن الدعم الانساني فكانت: “السعودية، الكويت ، أستراليا” هذا بالإضافة إلى “بريطانيا وكندا وفرنسا والنرويج وبولندا إيطاليا ، وإسبانيا، وآيرلندا ولوكسمبورغ”، حيث أرسلوا أيضا مساعدات إنسانية.

هذا بالإضافة إلى مشاركة سويسرا، واليابان، والنرويج، وأستراليا والدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا والمجر وكوريا الجنوبية.

أما عن مشاركة دول الخليج والدول العربية فقد باتت السعودية والإمارات في طليعة الدول العربية المشاركة فى التحالف ضد تنظيم “داعش”.. وكان للإمارات الدور الأبرز فلم تكتف بالمشاركة ولكنها أصبحت مقرا لقوات التحالف الدولي، ولكن سرعان ما تغير موقفها وانسحبت بعد مقتل معاذ حيث أعربت عن خيبة أملها في الولايات المتحدة الأمريكية.

أما موقف قطر فكان منذ البداية غير واضح إذ يشتبه الغرب في أن الدوحة تمول المجموعات المتطرفة، واقتصر الدعم المصري على التسهيلات اللوجيستية المعتادة كالمرور السريع في قناة السويس، واستخدام الأجواء الجوية المصرية، وربما ارسال أسلحة خفيفة للقوات العراقية.

** ولكن هذا التحالف واجه انتقادات كبيرة من الجانب الروسي وقادة النظام السوري، والذي اعتبروه فشل في مهمته ، خاصة بعد مرور أكثر من عام على غاراته الجوية دون نتائج مربحة في القضاء على التنظيم الارهابي، وكانت هذه الانتقادات دافعاً للقوات الروسية لشن غارات مدمرة على سوريا، ولكن هذه المرة بتوافق مع بشار الأسد رئيس النظام.

** وعن نقاط الضعف التي واجهت التحالف وأعاقته في تحقيق أهدافه، هو عدم تجانس الدول المشاركة حيث يعتبر أحد نقاط الضعف الرئيسة في الحرب ضد “داعش”، فغالبية البلدان في المنطقة التي تحارب ضد الدولة لديها أجندات مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان، والتي قد تكون في نهاية المطاف متعارضة مع الأهداف الأمريكية، كما كان غموض أعضاء التحالف حول الملف السوري يعتبر عقبة أخرى.

التحالفات العسكرية العربية .. انفوجرافيك نقلا عن جريدة عكاظ السعودية

التدخل الروسي والدعم الايراني

ومن التحالف الدولي ننتقل إلى التدخل الروسي في سوريا والتي يتوافق موقفه وأهدافه مع إيران وحزب الله ، والذين يدعمون جميعا نظام بشار الأسد، ولأن أهدافهم متوافقة كان للتدخل الروسي ترحيب إيراني وسوري، حيث بدأ غاراته في سوريا يوم 30 سبتمبر 2015، وجاء هذا التدخل وسط سيل من الانتقادات الروسية لغارات التحالف الدولي ومؤكدة فشلها في سوريا.

وجاء هذا التدخل بعد أن طلب رئيس النظام السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

كما كانت هذه الضربات تأكيداً على الدعم العسكري المعلن لنظام الأسد من قبل موسكو، والإعلان عن تشكيل مركز معلوماتي في بغداد تشارك فيه روسيا وإيران والعراق وسوريا لمحاربة تنظيم “داعش”.

ولم يتوقف الانتقاد على غارات التحالف الدولي بل طال أيضا الغارات الروسية، ففي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الدفاع الروسية أن أولى ضرباتها أصابت مواقع تابعة لتنظيم “داعش”، كان انتقاد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة والذي صرح بأن الغارات قتلت مدنيين في مناطق ليست تابعة للتنظيم، كما شكك قادة غربيون في الغارات. وكان هؤلاء القادة الغربيون قد طالبوا روسيا بتوضيح مسبق للأهداف التي تنوي ضربها في سوريا.

واستمرارا للانتقادات التي اعتبرت الغارات الروسية تستهدف المدنيين، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بياناً دعت فيه إلى الجهاد ضد ما وصفته بـ”الاحتلال الروسي السافر لسوريا” معتبرة ذلك واجباً شرعياً على كل قادر على حمل السلاح.

وومن جانبه، أكد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين أن الغارات الروسية استهدفت وحدات من #الجيش السوري الحر دربتها وكالة المخابرات المركزية، قائلًا “يمكنني أن أؤكد تمامًا أنهم يشنون غارات على مجندينا المنتمين للجيش السوري الحر الذي سلحته ودربته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لأننا نملك اتصالًا مع أشخاص هناك”.

وهو الامر الذي كذبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذات اليوم وأكد أن مجرد ادعاءات واعتبر أن التقارير التي أشارت إلی سقوط ضحايا بين المدنيين “هجوما إعلاميا”. مشيراً إلى ان هذه الإدعاءات ظهرت قبل بدأ الغارات الروسية.

** الموقف الإيراني

أما عن الموقف الإيراني من هذا التدخل الروسي في واضح ، فتدخل روسيا في الحرب الدائرة في سوريا يعد دفعة قوية للتدخل الإيراني هناك، كما يعطي مزيدا من الثقل، لوضع إيران كقوة رئيسية في الشرق الأوسط.

ويرى أحمد نقيب زادة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طهران، هذا التدخل تطورا يلقى ترحيبا من الساسة المعتدلين أيضا.

وأكد زداه أنه بالنسبة لهؤلاء المعتدلين، فإن قرار روسيا بدعم بشار الأسد وقصف كل المجموعات المسلحة المعارضة له يعني على الأرجح، أن كل الأطراف السورية ستضطر في النهاية إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات دون شروط مسبقة، للتوصل لحل سياسي للنزاع.

وصرّح زادة لبي بي سي: “إقناع الغرب بالتخلي عن المطالبة برحيل الأسد عن السلطة سيكون نصرا، للسياسة الخارجية الإيرانية، وسيسهل حينها تطبيع العلاقات بين إيران والغرب”.

** وأخيرا فإن التدخل الروسي قبل ثلاثة أشهر من الآن غير مجريات الأمور على الساعة الدولية السورية فبعد أن كان المطلب الذي لارجعة له هوا مغادرة بشار الأسد السلطة السورية ، أصبحت الآن هناك مفاوضات على حكومة انتقالية ، وفترة معينة لخروج بشار الأسد .. وليس طرده من السلطة كما كان يصر البعض.. ولكن وحتى الآن تتواصل غارات التحالف الدولي تواصل مهمها إلى جانب مهام الغارات الروسية .. وذلك في إطار تواصل المفاوضات بشأن الأزمة السورية والتي كان آخرها قرار مجلس الأمن بشأن سوريا والذي لاقى ترحيباً عربيا ودولياً.. وقبل أيام من العام الجديد 2016 هناك توقعات بوأد الأزمة السورية وتنفيذ المرحلة الانتقالية ..

التحالف العربي

ومن سوريا وما شهدته من تحالفات عسكرية إلى اليمن والسعودية .. وإطلاق “عاصفة الحزم” في 26 مارس 2015، وهي عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة “الحوثيون” والقوات الموالية لهم ولعلي عبد الله صالح.

وتعتبر عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية “التحالف العربي” بقيادة السعودية في اليمن، عملية عاصفة الحزم تم فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية.

وكان الهدف الأول من تلك العملية هو إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية، وكانت السعودية وعلى لسان وزير دفاعها قد حذرت قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن.

وأعلنت #مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين.

وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.

** انجازات التحالف العربي

ونجحت دول التحالف العربي، منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس الماضي، في السيطرة على المجال الجوي اليمني ومنع المليشيات الحوثية وأعوانها من استخدام القوات الجوية ضد عمليات التحالف أو#الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المناهضة لهم.

كذلك قضت دول التحالف على الدفاعات الجوية، ودمرت مراكز القيادة والسيطرة التي تدار منها عمليات مسلحي الحوثي وصالح، فتم تدمير الأسلحة الثقيلة كالدبابات والطائرات والصواريخ الباليستية، التي لم تعد موجودة في المعادلة القتالية للحوثيين، وكل ما تبقى لهم لا يتجاوز بعض الأسلحة الفردية والذخيرة التي يستخدمونها للدفاع وليس للهجوم.

وترافقت السيطرة الجوية لقوات التحالف مع حصار بحري أدى إلى عرقلة وصول المساعدات إليهم من الخارج أو تهريب الأسلحة إليهم.

وشملت خسارات الحوثيين الشريط الساحلي لليمن، بينما حققت دول التحالف أهدافها بالسيطرة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون، وأصبحت معظم موانئ اليمن آمنة، كما تم تشغيل بعض المطارات بعد تعطلها لفتر طويلة.

وفي 21 أبريل 2015 كشفت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدأ عملية “إعادة الأمل”، التي ترافقت مع تحرير محافظات استراتيجية، بدأت بعدن وامتدت لتبلغ مشارف تعز والجوف، مرورا بانتصار استراتيجي في مأرب.

وبات من شبه المؤكد أن تكلفة الاستمرار في المسار العسكري ستكون باهظة على الحوثيين وحلفائهم.

ومهد تحقيق الانتصارات والأهداف، فعليا، إلى عودة الشرعية في اليمن والتي تمثلت باستئناف عمل الحكومة المعترف بها من عدن.

التحالف الإسلامي

وبعد النجاح الذي حققه التحالف العربي كشفت السعودية يوم 15 ديسمبر 2015 عن تحالف جديد أطلقت عليه “التحالف الإسلامي” يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب.. وهو التحالف الأوى والذي لاقى ترحيبا عربيا ودولياً بالإجماع.

والسعودية التي شاركت بداية في التحالف الدولي ضد “داعش” في سوريا والعراق، ومنها إلى مساندة اليمن وقيادة تحالف عربي لمواجهة الانقلاب الحوثي وتمكنها من إعادة الشرعية إلى الحكومة اليمنية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، جاءت الخطوة الأقوى بالتحالف الإسلامي.

ويأتي الإعلان عن هذا التحالف في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على الدول العربية في الخليج لبذل المزيد من الجهد في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

** الدول المشاركة

ومن بين الدول المشاركة في التحالف دول من آسيا، مثل “تركيا والأردن”، وإفريقيا، مثل “نيجيريا”، والعالم العربي، مثل “#مصر، وتونس، وليبيا”، لكن إيران، منافس السعودية الرئيسي في المنطقة، غير موجودة.

وفي التفاصيل فتضم قائمة الدول الـ34 الأعضاء كلا من: “السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وبنين، وتشاد، وجزر القمر، وساحل العاج، وجيبوتي، ومصر، والغابون، وغينيا، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والسودان، وتوغو، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية، واليمن”.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن 10 “دول إسلامية” أخرى عبرت عن تأييدها للتحالف، من بينها إندونيسيا.

وصرّح الأمير محمد “على هذه الدول أن تمر بإجراءات قبل انضمامها إلى التحالف، ولكنا - حرصا علىتأسيس التحالف في أسرع وقت ممكن - أعلنا عنه بمشاركة 34 دولة”.

وقالت وكالة الأنباء السعودية في إعلانها عن التحالف إن الإسلام يحرم “الفساد، والتدمير في العالم”، وإن الإرهاب يمثل “انتهاكا خطيرا للكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، خاصة الحق في الحياة، والحق في الأمن”.

وصرّح وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، إن التحالف الجديد سينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وأفغانستان.

وقال الأمير محمد أن “هذا ينطلق من يقظة العالم الإسلامي في محاربة هذا المرض “التطرف الإسلامي” الذي أضر بالعالم الإسلامي”.

** الترحيب يعم

ويقول رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: “إن بلاده وافقت على الانضمام إلى التحالف العسكري الجديد، وإنها مستعدة لأداء دورها”، مضيفاً “عندما تسلمنا الدعوة لتأسيس تحالف أوسع، كان ردنا إيجابيا. وأفضل رد لمن يحاول أن يربط الإسلام بالإرهاب هو وحدة الدول الإسلامية ضد الإرهاب. ولذلك، فتركيا مستعدة للمساهمة في أي جهد لمحاربة الإرهاب. ونحن نعتقد أن هذه الخطوة من جانب الدول الإسلامية هي الخطوة الصحيحة في هذا الاتجاه”.

وقالت #مصر على لسان السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية - في تصريحات لبي بي سي: “إنها تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه سواء أكان إسلاميا أم عربيا”، مؤكداً أن#مصر ستكون جزءًا من هذا التحالف.

القوة العربية المشتركة

وأخيرا عن “القوة العربية المشتركة” وهي مقترح مصري لم يتم تنفيذه إلى الآن ولكنه من الخطط الأبرز والقريبة جدا من أرض الوقع، وما يؤكد ذلك تصريح المتحدث باسم الخارجية المصرية بأن #مصرستكون جزءًا من التحالف الإسلامي ولن يكون ذلك بديلا عن المقترح المصري بإنشاء “قوة عربية مشتركة”.

وعن وجه الاختلاف بين التحالف العربي والقوة العربية المشتركة القريبة من تفعيلها، ذكر المتحدث المصري أن “التحالف الإسلامي” المعلن عنه يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط.

وكانت جامعة الدول العربية أطلقت فكرة “القوة العربية المشتركة” التي طرحتها ومصر السعودية عقب تعرض كل منهما إلى هجمات إرهابية قال “داعش” مسئوليته عنها، إضافة إلى تعرض الرعايا المصريين في ليبيا للذبح على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي.

ولأن تشكيل القوة العربية المشتركة شابها كثيرا من الغموض، خاصة بعد تأجيل اللقاء الذي كان مقرر له26 – 27 أغسطس/آب الماضي، اختلفت الآراء باختلاف المراقبين والمحللين والباحثين، فالبعض يرى أنه من الصعب تنفيذ هذا المشروع بسبب الخلافات الجوهرية بين الدول العربية من جهة، والتباين الواضح في تحالفاتها السياسية والأمنية مع الدول الأخرى من جهة ثانية.

والبعض الأخر يرى أن المشروع مجرد فرقعة إعلامية من أجل التلويح بورقة أمنية – سياسية لمواجهة أطراف إقليمية ودولية، والظهور أمام الرأي العام العربي بمظهر من قام بدوره على أكمل وجه.

والبعض الثالث يعتقد أن المشروع لن يرى النور، وإلا كانت الدول العربية قد قامت أصلا بتفعيل اتفاقية “الدفاع المشترك” المنصوص عليها كبند أساسي ضمن بنود ميثاق جامعة الدول العربية.

** أهداف القوة العربية المشتركة

ولكن على الرغم من جميع هذه التكهنات، جاءت التأكيدات المصرية على اقتراب تشكيل القوة العربية المشتركة، فمن جانبه أكد اللواء أركان حرب مجدي شحاته الخبير العسكري، أن كل الشعوب العربية تطلع لإقرار اتفاقية القوة العربية المشتركة، لأنها بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن الأمن القومي العربي لا يمكن اختراقه.

وقال “شحاته”، أن القوة العربية المشتركة ستقف أمام المؤامرات والتحديات التي تحيط بالأمة العربية، وستعمل على القضاء على الدسائس التي يمكن أن تحدث من دول مختلفة، متابعا: “أن المرحلة القادمة ستشهد تفعيل دور القوة العربية المشتركة وقضبيها الأساسيين هما #مصر والسعودية ودول الخليج الفاعلة للقضاء على ظاهرة الإرهاب”.

وأكد أن كل من يعارض تكوين القوة العربية المشتركة لم يدرك حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بالمنطقة، معربا عن أهمية تكوين القوة العربية المشتركة الآن، وتوحيد الهدف والإمكانيات العربية لإيجاد حل لمشاكل المنطقة المختلفة، مشيرا إلى أن هذه القوة للردع وليس للتدخل في شئون الدول الأخرى.

وأخيراً نعرض أهداف القوة المرتقبة كما وردت في بيان الجامعة والتي جاءت كالتالي:

١- التدخل العسكري السريع لمواجهة التحديات والتهديدات الإرهابية التي تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي.

٢- المشاركة في عمليات حفظ السلم والأمن في الدول الأطراف، سواء لمنع نشوب النزاعات المسلحة أو لتثبيت سريان وقف إطلاق النار واتفاقيات السلام أو لمساعدة هذه الدول علي استعادة وبناء وتجهيز قدراتها العسكرية والأمنية.

٣- المشاركة في تأمين عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين في حالات الطوارئ الناجمة عن اندلاع نزاعات مسلحة، أو في حالة وقوع كوارث طبيعية تستدعي ذلك.

٤- حماية وتأمين خطوط المواصلات البحرية والبرية والجوية بغرض صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة أعمال القرصنة والإرهاب.

٥- عمليات البحث والإنقاذ.

٦- أي مهام أخري يقررها مجلس الدفاع.