عودة الصراع في الشمال المالي....انبعاث الحركات الأزوادية وعودة المطالبة بالانفصال

اثنين, 09/18/2023 - 13:42

عودة الأزواديين للواجهة في الشمال المالي بعد انسحاب فرنسا والقوات الأممية، يعني باختصار توقد الصراع من جديد بين الفصائل والجيش النظامي المالي وإذكاء مكامن توهجه.

 

اندلاع معارك عنيفة بين تنسيقية الحركات الأزوادية والجيش في مناطق الشريط الحدودية المالي الموريتاتي كان آخرها معركة قرية "ليرة" التي حسمها الأزواديون بالاستيلاء على القرية وأخذ جنود ماليين رهائن وتحطيم طائرات حربية مالية.

 

مالي التي تعيش مثل منطقة الساحل على وقع توتر وغياب استقرار تضاعف بعد الانقلابات العسكرية التي شهدتها عدد من دول المنطقة أعلن رئيسها الانتقالي عاصيما غويتا السبت الماضي التوقيع على وثيقة ثلاثية الأطراف لإنشاء "تحالف الساحل" الهادف إلى التنسيق المشترك للدفاع.

 

الوثيقة وقع عليها إلى جانب غويتا الرئيس الانتقالي النيجري عبد الرحمن تياني والرئيس البروكينابي إبراهيما تراوري.

 

تحالف المتمردين الأزواديين، الذي يطلق عليه اسم تنسيقية حركات أزواد، يقاتل الجيش النظامي منذ أغسطس الماضي في صراع اندلع لأسباب منها رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي ساعدت لسنوات في الحفاظ على الهدوء الهش.

 

لكن، يبدو أن الاشتباكات تتصاعد مع سعي الجانبين للسيطرة على الأراضي في وسط الصحراء وشمال الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، مع انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

 

قوات حفظ السلام والقوات الفرنسية، اتهمتها الحكومة المالية قبل مغادرتها بتسليح المتمردين ضدها بعد إرغامها على الخروج وإلغاء الاتفاقيات معها.

وفي الأسبوع الماضي، قالت تنسيقية حركات أزواد، التي شكلها الطوارق شبه الرحل، إنها هاجمت أربعة مواقع للجيش حول بلدة بوريم ولاذت بالفرار بمركبات وأسلحة وذخائر. وتقع ليري على بعد حوالي 500 كيلومتر غربي بوريم.

 

وأعلنت القوات المسلحة في مالي في تغريدة على منصة "إيكس" في وقت متأخر من مساء أمس الأحد أن هجوما وقع في ليري وأن الرد جار دون تقديم تفاصيل.

 

ووقعت تنسيقية حركات أزواد على اتفاق سلام مع الحكومة والميليشيات الموالية لها في عام 2015. لكن التوترات عادت إلى الظهور منذ أن عزز الجيش سلطته في انقلابين في عامي 2020 و2021 وتعاون مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وطرد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

 

وتعاني مالي كذلك من تنامي نفوذ الجماعات الإسلامية خاصة تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة واتي صعدت في الاونة الاخيرة من هجماتها مستغلة انسحاب القوات الفرنسية وتوقف عمليات "برخان" التي تضم عددا من جيوش منطقة الساحل والصحراء