موريتانيا...الجرعة التعزيزية ضد كوفيد بين الدعوات الرسمية وانحسار الإقبال

خميس, 08/04/2022 - 20:58

تبدأ مريم بنت السالم _طبيبة بقسم وحدة كوفيد بمركز بن سينا  _ يوما جديدا في وحدة التطعيم ضد فيروس كورونا بمركز بن سينا الصحي بمقاطعة عرفات بانواكشوط الجنوبية حيث تتواصل الحملة السادسة المفتوحة للتطعيم ضد الوباء التي دخلتها البلاد في 8 من يوليو الماضي بغرض تعميم الجرعة الثالثة التعزيزية على متلقي الجرعة الأولى والثانية والذين حددت عددهم في 179509 مواطن. 
تتحدث "مريم" عن ضعف في الإقبال على المراكز ووفق الأرقام فقليلا مايكسر عدد المطعمين يوميا بالجرعة الثالثة حاجز 15 شخص ، وهو ماتسقطه على بقية مراكز العاصمة بما في ذلك وحدة كوفيد بالمستشفى الوطني ومستشفى الصداقة .
تضيف بنت السالم" كانت الحملة 6 ناجحة نسبيا في أيامها الأولى ونتحدث هنا عن الفترة التي حددتها الوزلرة مابين 8 و17 من يوليو ، فقد كان الإقبال معتبرا ربما بفعل الحملة الإعلامية والدعوة الرسمية التي عزز منها ظهور أعضاء الحكومة وهم يتلقون الجرعات رفقة وزير الصحة المختار ولد داهي ، لكن سرعان ما لاحظنا بعد ذلك أن العدد بدأ يتراجع إذ لم يعد بتلك الكثافة وأضحينا نقضي ساعات دون أن نجد من يهتم للأمر ، إلا إذا استثنينا حالات خاصة يود أصحابها السفر للخارج أو التوجه للداخل في ظل الإقبال على موسم الخريف وكما تعلمون منعت السلطات في أوقات العبور دون تلقي اللقاح.
مع ذلك يمكن القول إن الحملة كانت ناجحة بالنظر للنسبة المئوية المعلنة"
أكدت الوزارة نجاح الحملة بنسبة 107% حيث تجاوز عدد المطعمين 192150 حالة ، في حملة كلفت الوزارة 450 مليون أوقية قديمة وفق تصريحات لوزير الصحة. 
محمد ولد اليسع ( 35 سنة) واحد من اثنين فقط من عائلته المكونة من سبعة أفراد مكتملي التطعيم ، أخذ الجرعة الثالثة مؤخرا مثل أخيه الأصغر الذي أقنعه بها أيضا ، لكن قصة الأخير تختلف فقد أجبر على الجرعة الأولى بعد أن منع من ولوج إدارة خدمية بنواكشوط ، يقول محمد" في البداية كنت مقتنعا بفكرة أن أكتفي بحرعتين فقط ولكن أصبت بوعكة صحية تبين بعد الفحوص أنها إصابه بمتحور أوميكرون وفق ما أخبرني الأطباء ، بعدها بدأت أفكر في الجرعة التعزيزية ، ولكن كان علي أن أنتظر انتهاء فترة النقاهة ...
بعدها توجهت إلى مركز للتطعيم في أوج الحملة الخامسة وتلقيت جرعة تعزيزية من لقاح "استرازينيكا" وأشعر الآن أني أكثر قدرة على تحمل الإصابة من ذي قبل ، فقد لا أشعر بالأعراض حتى" ينهي ولد اليسع كلامه. 
دخلت البلاد موجة رابعة من انتشار الوباء نهاية عام ألفين وواحد وعشرين ، ثم مرحلة متحور أوميكون التي أظهرت أن الوقاية فقط في التطعيم ، بل و"في إكمال الجرعات الثلاث" يقول الدكتور الحضرمي ولد أحمد - طبيب عمل بوحدة كوفيد بمستشفى الصداقة بانواكشوط - ، يضيف "تابعنا الوضعية الوبائية في أطوار عدة منذ دخول الوباء للبلاد كان الوضع ليكون كارثيا بداية لكن مع عناية الله ولطفه جرى كل شيء وفق نسق شبه طبيعي فس مجتمع مثل المجتمع الموريتاني ، وبعد أن دخلنا مرحلة التطعيم ومنذ الإعلان عن الجرعة الأولى بدأت حدة الخوف تتقلص تدريجيا كما وتيرة الإصابات والوفيات ، مايؤكد أن الحل فقط في الإقبال على التلقيح خاصة أن الدراسات الطبية تؤكد أن مكتملي التطعيم أقل تعرضا للإصابة من غيرهم وكذلك الأعراض المصاحبة للإصابة خاصة عند الأشخاص المتقدمين في السن".

مايربو على مليون مطعم بالجرعة الأولى وما يقارب العدد ممن تلقوا الجرعة الثانية ، إلى أن الإقبال على الجرعة الثالثة مازال يعرف انحسارا يبرره كثيرون بضعف الوعي المجتمعي بالوضعية وآخرون بطبيعة سلوك المجتمع.

 

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

 

بقلم :عبد الله علي