المنسق العام لبرنامج وطننا : واثقون من قدرة الشباب على كسب الرهان (مقابلة)

جمعة, 11/20/2020 - 09:16

الإعلام نت - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في هذا اللقاء الذي أجرته وكالة الإعلام مع المنسق العام لبرنامج وطننا، المفتش أحمد ولد عبد الرحمان، التقيناه وطرحنا عليه السؤال:

 أهلا بكم في رحاب موقع وكالة الإعلام الإخبارية كيف كانت بداية برنامج وطننا؟، و ما الذي دفع الوزارة إليه؟.

منسق وطننا: ج 1:
عليكم السلام ورحمة الله اهلا وسهلا بكم وبموقع وكالة الإعلام الإخبارية.
سأبدأ بالشطر الثاني من السؤال، الحقيقة أن البرنامج الوطني للتطوع وطننا هو برنامج رئاسي يدخل في تنفيذ تعهد قطعه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على نفسه للشعب الموريتاني في برنامجه الانتخابي تعهداتي هذا التعهد يقضي باستحداث  هيئة وطنية مكلفة بتنظيم وتوجيه وتنسيق العمل التطوعي في موريتانيا تسمى وطننا تحت وصاية الوزير المكلف بالشباب.
أما بالنسبة للشطر الأول فالبدايات غالبا ما تكون صعبة، خصوصا أن إنشاء البرنامج الوطني للتطوع وطننا جاء في في منتصف العام 2020، بعد توزيع ميزانيات المرافق والقطاعات الحكومية وفي ظرف خاص تميز بظهور جائحة كورونا التي اجتاحت العالم ولم تسلم منه بلادنا وفرضت عليه النزول إلى العمل الميداني حتى قبل تعيين إدارة له وتجهيز مقر بل حتى قبل استكمال إجراءاته القانونية والإدارية ورغم ذلك فقد أبلى حسنا في الوقوف ضد انتشار الجائحة ومحاصرتها بشهادة الجميع بما فيهم قطاع الصحة ومنظمة الصحة العالمية واليونسيف. لقد لعب معالي الوزير الطالب سيد أحمد دورا بارزا في توجيه عمل البرنامج ومتابعته ولا زال رغم مشاغله الجمة يتابع أدق التفاصيل المتعلقة به، والذي أحييه هنا بالمناسبة على مايبذله من مجهود كبير أصبح محل إجماع للنهوض بقطاعه تنفيذا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية.
س2:
هل واجه البرنامج صعوبة في بداية إنطلاقته؟، وكيف استطعتم التغلب على تلك الصعوبات؟، هلا ذكرتم لنا بعض الأمثلة؟.
منسق وطننا: ج 2
كما أسلفت فالبدايات دائما صعبة وخاصة في ظرف دقيق أصاب الدول الكبرى بالارتباك وكذلك مع نقص الوسائل وانحسار ثقافة التطوع في السنوات الأخيرة  وطغيان الجانب المادي على الجانب المعنوي وأمور أخرى يضيق عنها المقام، لكنني أؤكد من خلال مؤسستكم الإعلامية أننا استطعنا بعون الله تعالى وبفضل إرادة معالي الوزير ودعمه لنا المستمدين من نظرة فخامة رئيس الجمهورية للدور الذي يمكن أن يلعبه التطوع في نهضة الأمة والمجتمع أن نتغلب على معظم تلك الصعاب وبأننا نسير في الاتجاه الصحيح.
س3: كانت الخرجة الأولى إعلاميا لبرنامج وطننا بداية تفشي موجة كورونا ببلدنا، حيث أشاد طاقم القطاع الصحي بأهمية تدخل وزارة التشغيل و الشباب و الرياضة من خلال برنامج وطننا في مشروع اليقظة المجتمعية لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد19 .
فهل اسفر نجاح هذا التعاون عن شراكة و تعاون مع قطاعات وزارية اخرى أو مؤسسات خصوصا في البرامج الموجهة للشباب؟.
منسق وطننا: ج س 3
كما تعلمون قطاع الشباب عموما قطاع مفصلي يتقاطع مع عديد القطاعات الحكومية والمنظمات والجمعيات والفاعلين الوطنيين والدوليين وليس التطوع بطبيعة الحال استثناء من هذه القاعدة.  لذلك نحن نعمل على خلق عديد الشراكات مع مختلف القطاعات الحكومية المعنية بالتطوع كالتعليم والصحة والبيئة والداخلية واللامركزية والزراعة وغيرها... كما نسعى لخلق شراكات مع المنظمات الدولية والعربية كذلك المهتمة بالعمل التطوعي وكذا الهيئات والمؤسسات والأفراد في البلد ... 
قمنا ببعض الاتصالات ومازال أمامنا الكثير من العمل لنقوم به في هذا المجال
س4:
وقعت إتفاقية تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية بقيمة2مليون دولار يستفيد منها البرنامج الوطني للتنمية المستدامة( وطننا) في الفترة: 2020▪︎2024
فما هي نوعية المشاريع التي ستجد الضوء من خلال هذه الإتفاقية؟.

منسق وطننا: ج4
في الواقع هناك فرق بين البرنامج الوطني للتطوع وطننا والبرنامج الوطني للتطوع والتنمية المستدامة.  فالأول برنامج خاص بالدولة الموريتانية مهمته الأساسية تكمن في ترسيخ ثقافة التطوع وتوجيه وتنسيق وتنظيم العمل التطوعي  وتوجيه الطاقات الشبابية وتأطيرها وتكوينها لنجعل منها رافعة تنموية للبلد ونبعد الشباب  رويدا رويدا عن الانحراف والتطرف والإرهاب...
و هو برنامج غير محدود المدة و هذا يترك الإنطباع بأنه سيبقى ما دامت هناك حاجة للتطوع. 
 أما الثاني فهو ثمرة شراكة بين الوزارة ومنظومة الأمم المتحدة وخاصة برنامج الأمم المتحدة للتنمية تستمر لأربعة أعوام وينتظر منه أن يدعم مختلف الأنشطة والتكوينات المبرمجة في خطة عمل برنامج وطننا.
س5:
إقبال الشباب الموريتاني على التطوع ذكورا و إناثا هل تعتبرونه مؤشرا إيجابيا للعمل التطوعي بالبلد؟، و هل يمكن دعمه بأمثلة؟.
 منسق وطننا: ج5
بكل تأكيد هو مؤشر إيجابي فنحن كنا نتوقع الوصول إلى 10000 متطوع في السنوات الأربع الأولى فإذا بنا نقارب الوصول إلى 7000 متطوع في الأشهر الخمسة الأولى وهذا جد مهم للغاية رغم أن العديد من هؤلاء المتطوعين لازال بحاجة ماسة إلى التكوين والتأطير في مختلف مجالات العمل التطوعي.  هؤلاء المتطوعون يرسمون صورة حقيقية للمجتمع الموريتاني بكل أطيافه وفئاته تعكس ثرائه وتنوعه. وفئتي النساء وذوي الإحتياجات الخاصة تلعب أدوارا طلائعية في الميدان.
س6:
يقال أن خبرتكم كمفتش رئيس للشباب مكنتكم من زيادة قاعدة المتطوعين من خلال تعاطيكم الطيب مع الشباب و سنكم لسنة الباب المفتوح مما جعل مكتبكم قبلة للشباب. 
ترى ما الذي أستفدتم من خلال لقاءاتكم بالشباب؟، و كيف ترون من باب التقييم الشباب و طموحاته؟، و هل السياسة العامة لقطاع التشغيل و الشباب و الرياضة تجسد رؤية هذا الشباب؟.
ج.س6:
ليس من طبيعتي أن أتحدث عن نفسي فأنا موظف عمومي أخدم المرفق الذي تم اكتتابي وتكويني فيه؛ أما تقييمي فمتروك لمرؤسي وللمستفيدين من الخدمة العمومية التي أقدمها أنا وطاقمي وإن كنت أرى أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على أداء البرنامج وطاقمه فإنني لامست ارتياحا لدى الشباب عموما بخصوص اعتماد الوزارة لمبدإ تقريب الإدارة والخدمات من المستهدفين وهذا يعزز بدون شك الثقة بين الإدارة والشباب.
أما بخصوص الشق من سؤالكم المتعلق باستفادتي من لقاءاتي بالشباب فؤكد لكم أني ما خرجت من لقاء أو نشاط شبابي إلا واستفدت فكرة أو أفكار تساعدني على حسن القيام بالمهام الموكلة إلي وأني غالبا ما أأخذ ملاحظاتهم وانتقاداتهم على محمل الجد.
س7:
الصحة و السلامة في مكان العمل من أهم العوامل التي تضمن بيئة آمنة و مشجعة على العمل التطوعي، فما الآليات التي يضمنها برنامج وطننا لمتطوعيه؟.
ج س7:
سنعمل من خلال التكوينات المبرمجة على تكوين المتطوعين بالتعاون مع  مصالح الحماية المدنية تكوينا عاليا في مجالات الإسعافات الأولية والإنقاذ وإدارة الأزمات والكوارث مما يقلل من المخاطر الناجمة عن ذلك و هناك تكوين ل 75 متطوع في هذا المجال سيرى النور قريبا ، وقد ناقشنا بعض تفاصيله مع الإدارة المعنية في الحماية المدنية ،  كما نفكر في تأمين المتطوعين الذين يتعرضون لمخاطر من أي نوع أثناء قيامهم بعملهم التطوعي.
س8:
يعد التدريب من أهم الضرورات لتطوير مهارات المتطوعين و رفع كفاءاتهم و ضمان ضبط عملهم. 
فأين مكونة التدريب في مخطط برامج برنامج وطننا؟، و ما المجالات أو المواضيع التي سيركز عليها؟.
ج س8 :
تقوم خطة عمل البرنامج الوطني للتطوع وطننا للسنة المقبلة على دعامتين رئيسيتين هما  : 
- دعامة الأنشطة 
- دعامة التكوين 
وقد اتصلت في بداية تكليفي بتنسيق هذا العمل بالمندوبيات الجهوية للتشغيل والشباب والرياضة وطلبت منهم بالتشاور مع السلطات الإدارية والمحلية والمنظمات والجمعيات والفاعلين إعداد تصورات عن أولويات كل ولاية في المجال التطوعي، هذه التصورات شكلت العمود الفقري لخطة عمل البرنامج من خلال الأنشطة والتكوينات كما أسلفت.
س9: ماهي أهم الأهداف و الخطط المستقبلية لبرنامج وطننا؟.
ج س9:
أهم الأهداف يبقى بدون شك هو غرس ثقافة التطوع وتعزيز اللحمة الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية وتوجيه الشباب وتأطيره وتكوينه والإسهام في جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وفقا لأهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 واستراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك.
س10: هل من كلمة أخيرة خلال هذه المقابلة؟.
ج س10:
إذا كان لابد من كلمة أخيرة فإنني أوجهها للشباب ، هذا الشباب الذي يمثل أكثر من ثلثي المجتمع و الذي يمتلك في يده إنجاح أو فشل العمل التطوعي لأنه هو من يتعين عليه القيام به بالدرجة الأولى،  ولذلك فإني أدعوه للتحلي بالشجاعة والصبر والجدية والمثابرة في مواجهة مختلف التحديات التي سنمر بها. فرغم طموحنا الكبير للبرنامج إلا أننا واعون لصعوبة وجسامة المهمة و مع ذلك نحن واثقون من قدرة الشباب على كسب الرهان بل تحقيق نتائج تفوق التوقعات.

أشكركم جزيلا المفتش أحمد وأرجو لكم أوقاتا ممتعة.