ولد عبداوه : خطة الإقلاع جاءت للتخفيف من الآثار الاقتصادية لكورونا (مقابلة)

ثلاثاء, 10/06/2020 - 17:43

الإعلام نت - أهلا وسهلا بكم معنا في هذا اللقاء الذي أجرته وكالة الإعلام مع الناشط والمحلل السياسي أحمد ولد محمد محمود ولد عبداوه حول مجريات الأحداث في البلد وخطة الإقلاع الاقتصادي التي أعلن عنها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا. 

التقينا الأستاذ وأجرينا معه المقابلة التي بدأناها بالسؤال التالي :

س: أعلن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا عن خطة إقلاع اقتصادي بغلاف مالي يزيد على المائتي مليار أوقية، فكيف ترى هذه الخطة؟؟

ج.  بداية أشكركم جزيل الشكر على هذه السانحة الطيبة، فيما يتعلق بخطة الانعاش الاقتصادي التي أعلن رئيس الجمهورية  فهي في نظري  خطة مهمة وضرورية خصوصا في ظل الأوضاع ما بعد كورونا التي بطبيعة الحال خلفت مشاكل اقتصادية كبيرة ( تباطؤ النمو الاقتصادي – عجز في الميزانية , زيادة معدلات البطالة .... الخ) لذلك جاءت هذه الخطة لتحاول التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لحائجة كورونا لكن وعلى أهمية تلك لخطة يبقى التحدي الأبرز هو تنفيذ تلك الخطة على مدى ثلاثين شهرا حتى تصل إلى غايتها الكبرى وهي انعاش الاقتصاد و مساعدة ذوي الدخل المحدود في تخطي الأزمة، وعليه لا بد الرقابة والمتابعة و التقييم حتى نضمن نتائج أفضل.

س. ماذا تتوقعون من هذه الخطة وهل ترون أنها يمكن أن تنهض بالبلد بشكل كبير؟؟.

ج. بالنسبة للتوقعات من هذه الخطة يؤسفني أن أقول أنها منخفضة جدا نظرا لعاملين اثنين الأول منها يتعلق بالمنظومة  الإدارية التي تتولى عادة تنفيذ المشاريع الاقتصادية فهي تعاني من ركود وغياب الديناميكية وتحتاج إصلاحا عاجلا يأخذ في  الاعتبار الظروف والتحديات التي فرضتها حائجة كورونا، فيما يتمثل العامل الثاني في غياب حملة إعلامية موازية لهذه الخطة تشرحها و تفصلها خطوة بخطوة حتى يتاح الجمهور معرفتها حتى يكون سنادا لها ورقيبا عليها ، وعليه لابد من تغيير إداري جدري يواكب هذه الخطة و يعزز بحملة إعلامية واسعة النطاق لتعبئة الرأي العام وهو أمر لم يتوفر حتى الساعة وأرجوا أن يتوفر حتى يتسنى للخطو الوصول على أهدافها. 

س. البعض يرى أن الخطة جاءت لمجرد الاستهلاك الإعلامي ما هو أملك في تحقيقها بشكل جدي. ؟؟

ج. كمواطن موريتاني لدي أمل كبير في أن لا تكون هذه الخطة للاستهلاك الإعلامي وأن تصل إلى نتائج كبيرة تساهم في التخفيف من الأعباء التي خلفتها الجائحة على المواطنين الأقل دخلا خصوصا القطاع غير المصنف، لكن هذه الخطة على أهميتها تواجه العديد من المشاكل والصعوبات وتحتاج جهدا كبيرا و صرامة وإرادة سياسية تقف في وجه "السيستم" لتعطي أملا في ان المشاريع تلتي يتم الإعلان عنها تصل إلى أهدافها  ومستحقيها من المواطنين الفقراء الذين هم بحاجة ماسة إلى تحسين حياتهم اليومية من خلال سلاسة الوصول إلى الخدمات الأساسية التي ستمكنهم من العيش حياة كريمة في وطنهم.

س. لو حدث ونجحت الخطة ماذا سيكون أثرها على الاقتصاد برأيك.؟؟

ج. نجاح الخطة المذكورة يعني تحسين أوضاع الناس وتخطي الاقتصاد والمواطنين الأزمة التي خلفتها كورنا والأهم أنها ستساهم ولو قليلا في إعادة الثقة بيت المواطنين والسلطة حيث يعتبر غيابها أي الثقة سببا مباشرا في الكثير التعثرات التنموية التي عانى منها هذا البلد.

س. ما أهم ما لفت انتباهك في الخطة وهل تراها ممكنة التجسيد.. ؟؟

ج. ما لفت انتباهي هو أنها شخصت المشكلة و اعطت الحل و لا يبقى سوى التنفيذ الذي علمتنا التحارب أنه صعب جدا نظرا للكثير من العوامل منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي و هم ذلك الذاتي المتعلق بالأشخاص الذين يتولون عادة التنفيذ لذلك الخطة ممكنة التجسيد لو أنها أخت أسباب النجاح و أسباب النجاح معروفة. 

س. سياسيا : كيف تقيمون السنة الأولى من حكم الرئيس غزواني ؟؟

ج. سنة أولى أظهرت رغبة من لدن الرئيس في تطبيع الحياة السياسة و أحداث جو هادئ من خلال لقاءات ومشاورات مع بعض زعماء المعارضة و الخصوم السياسيين  وهو أمر مهم لكنه ليس مافيا إذا كان الهدف هو تطبيع الحياة السياسية البلاد حيث يتطلب الأمر إشراكا حقيقيا للقوى السياسية في تسيير البلاد خاصة في المناصب الإدارية الفنية حيث أن للمناصب السياسية عادة اعتبارات معروف، لذلك هي سنة شهدت بوادر  تكريس دولة القانون و الفصل بين السلطات و هو أمر يجيب الاحتفاء به و العمل على استدامته.

   
س. تداعيات ما بعد إحالة ملف لجنة التحقيق البرلمانية تابعتموها فما هو تقييمكم لمجريات الأحداث.. ؟؟

ج. ملف التحقيق البرلماني ملف مهم شكلا على الأقل حيث أن البرلمان قام جزء من عمله كان غائبا في المضمون، الزمن كفيل بإثبات أو نفي أن محاربة الفساد خيار استراتيجي لا غنى عنه لكي  تتقدم موريتانيا ، وعلى كل حال إن أعظم مكسب يمكن أن نكسبه كموريتانيين موالين و معارضين هو أن يكون لدينا دولة مؤسسات وقضاء مستقل وعادل ،  وذلك هو الرهان الذي علينا جميعا أن نكسبه.

س. هل ترون فيما يجري الآن من تحقيقات أي استهداف سياسي للرئيس السابق.. ؟؟

ج. كمراقب للساحة السياسية لا أعتقد أم هناك  استهدافا سياسيا لشخص رئيس السابق الموضوع يتعلق بتحقيق قام به برلمان منتخب من طرف الشعب وهو أمر يجب أن يتكرس ويشمل الجميع و تفتح فيه كل الملفات و يتم محاسبة كل الفاسدين وعليه من،  فقد شمل التحقيق والاستجواب معظم الذين عملوا مع الرئيس السابق والذين أشار اليهم التحقيق البرلماني بصفة أو بأخرى وعليه ينتفي الاستهداف الشخصي.

س. تحدث الكثيرون عن انفتاح سياسي جديد جاء بعد تنصيب غزواني ما هو تقييمكم له..؟؟

ج. الانفتاح السياسي سمة الدول الديمقراطية ويتطلب مستوى من الرقي والنضح أرجوا أن يصل إليه مجتمعنا السياسي لذلك الخطوات لتي قيم بها مهمة و يجب ان تفعل و تتخذ إجراءات عملية لتعزيزها خدمة للوطن والمواطن.

س. كيف تقيمون أداء النشطاء على مواقع التواصل وأثرها على هذا الانفتاح ، وهل ترون تأثير الإعلام البديل في القصايا السياسية وغيرها.. ؟؟

ج. وسائل التواصل الاجتماعي بدا يظهر تأثيرها تدريجيا في السياق الموريتاني خصوصا في السجال الذي بصاحب القضايا العامة المتعلقة بأداء الحكومة والمشاكل الناتجة عن التسيير وهو أمر مهم حيث باتت تشكل هذه المنصات الرقمية رقيبا كبيرا عن السياسات العامة مع ملاحظة أنها تحتاج إلى ضبط وتقنين.

س. كيف ترون مستقبل موريتانيا عموما في ظل حكم الرئيس غزواني..؟؟

ج. يمتلك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فرصة تاريخية لتحقيق شيء ملموس لبلده ومواطنيه ليذكره التاريخ لذك ترى حجم الانتظارات و التوقعات كبير ترجوا أن يوفق في مهمته الصعبة، لننتظر ونرى لعل وعسى.

س. هل من كلمة أخيرة تحبون أن توجهوها للقائمين على الشأن العام حول السير في طريق الإصلاح..؟؟

ج. إذا كان من كلمة توجه القائمين على الشأن العام فهي أن الوقت يمر سريعا  والمشاكل كثيرة و الناس تنتظر تحسين أوضاعها المعيشية لذلك المسؤولية كبيرة وجسيمة وعليه الأمر يتطلب حزما وحسما و قوة وإرادة في تحقيق الفعل التنموي فقط الأمر يتعلق بالإرادة.

أشكركم جزيلا المحلل السياسي أحمد ولد محمد محمود ولد عبداوه على رحابة الصدر والأجوبة الشافية ،وأرجو لكم أوقاتا سعيدة.
ج. شكرا جزيلا لكم على إتاحة الفرصة.