يعقوب بياه : الإحساس بالإنسانية في أبهى تجلياته يحدث حين نخدم الإنسان دون مقابل (مقابلة)

جمعة, 09/25/2020 - 10:06

الإعلام نت - أهلا وسهلا بكم معنا في هذه المقابلة التي خص بها الإعلامي المشهور والناشط في العمل الخيري  يعقوب ولد بياه وكالة الإعلام، وقد تناولنا في المقابلة جوانب متعددة تتعلق أساسا بنشاطه الخيري وطرحنا أسئلة متشعبة أجاب عنها ضيفنا بكل أريحة مشكورا. 
-التقينا الاستاذ يعقوب وبدأنا مقابلتنا معه بالسؤال الأول: 

 

-رغم أنك صحفي وناشط في ميدان التعليم اخترت التطوع في العمل الخير فلماذا.. ؟؟

 

 

بداية أشكركم على هذه السانحة وإجابة على السؤال : لكل إنسان شغفه وقد وجدت شغفي في العمل التطوعي إذ أن الإحساس بإنسانيتك في أبهى تجلياته حين تخدم الإنسان دون مقابل وتعطي بعض الأمل لمن يحوم حوله القنوط، ومن ذلك المنطلق كان إختياري للتطوع كشغف أملأ به الفراغ.

 

 

-من هو يعقوب الإعلامي ، ومن هو يعقوب الناشط في العمل الخيري.. ؟؟

 

 

أتيت إلى الإعلام باحثا عن ألق القلم وسحر الكلمة فقد كنت أدمن الكتابة منذ الصغر وأحاول التفنن في التعبير وإبداء الآراء في مختلف ما يحيط حولي مما يسمى بالحياة، وشاءت الصدف أن ألج مجال الإعلام المسموع من خلال الإذاعة الوطنية مع طاقات شابة كونت معهم فريقا ساعدني كثيرا في مسيرتي الاعلامية المتواضعة، فكنت المقدم للبرامج والمخرج والكاتب لبعض المسلسلات الإذاعية التي بالمناسبة لم تنتج الإذاعة مثلها، لا قبل دخولي الإذاعة ولابعد ذهابي عنها إلى التلفزيون الذي كانت له قصته التي عشت خلالها مسارا فيه بعض النجاحات والكثير من الاخفاقات التي تسببت فيها كثرة العراقل الموضوعة في ذلك الحقل.

أما عن النشاط الخيري فلم ألجه صدفة كما قلت لكم في البداية بل كان شغفا ربما تولد عن ظروف قاسية عشتها في بداية حياتي، تمثلت في الفقر والحرمان الذي عانيته وكان سببا رئيسيا ومحفزا لأكون عونا لكل من ذكرني بتلك الظروف، التي عشت فيها التمريض والفقر المدقع والحرمان، والحمد لله الذي وفقني في ذلك إذ أعتز كثيرا بما حققته في مجاله..  

 

 

-متى بدأت فكرة التطوع في الأعمال الخيرية تتحمض في ذهنكم ، وكيف ترى مستقبل هذا الميدان في البلد.. ؟؟

 

 

كما أشرت في إجابتي السابقة فقد عشت ظروفا قاسية كنت وحيدا عند الوالدة وقد عاشت آخر سنواتها تعاني شللا نصفيا إثر جلطة، لنعيش ظروفا لا يعلمها إلا الله، وتبلورت أثناءها عندي فكرة العمل الخيري ونذرت نفسي له وأجدني ضعيفا جدا أمام أي حالة تذكرني بتلك المعانات ولعل ابتغاء الأجر والثواب هما المحفزان الأكبر.

اما عن مستقبل العمل الخيري فأرى قتامة تلف قابله لأنه للأسف أصبح مطية يمتطيها الكثيرون للعيش على معانات الناس، ويركبون بها السيارات الفارهة ويبنون القصور مما جعل كل والج لمجالها متهم بذلك وفاقد الثقة عند الخيرين الباذلين في مجال الخير غاليهم والنفيس، وإن لم تتخذ الدولة نهجا ينظم العمل الخيري فقد تفقده كدعامة وعون لها ونفقده كمتنفس وأمل لمن سدت في وجهه أبواب المساعدة..   

 

 

-مرسول الخير البرنامح الذي قمتم بتقديمه على عدة قنوات محلية ، ماذا أفادكم في ميدان العمل الخيري.. ؟

 

 

مرسول الخير كانت لدي فكرته منذ إنشائي لشركة خمس نجوم للإنتاج الإعلامي مطلع 2009 لکنه لم یری النور إلا سنة 2014 وقد کان تجربة فتحت عيوني على مجال العمل الخيري وكونت لدي تجربة وخبرة وعرفني على الكثيرين من أهل الخير الذين مازالو حتى هاذه اللحظات جنودا مجهولين لإنقاذ كل الحالات التي نعرضها في وسائل التواصل الاجتماعي، لأرخص بعد ذلك هيئة مرسول الخير التي أصبحت حضنا لأنشطة البرنامج.

 

 

-هل ترى أنه يمكن تغيير الواقع المزري من خلال تكاتف الخيريين مع المحتاجين. ؟؟

 

 

طبعا ففي الدول المتقدمة والتي يجد فيها المواطن أغلب حقوقه من صحة وتعليم ورفاهية مازال المجتمع المدني ركيزة تحل إشكالات كثيرة لم تستطع تلك الدول رغم تنظيمها المحكم حلها، وعندنا مثل حساني غاية في البلاغة (شغل اجماعة ريش) فجهود الخيرين إن تكاتفت ونظم المجال وأغلق الباب في وجه المرتزقة فيه حتما ستغير حال الكثيرين ممن يستهدفهم عمل الخير الى أحسن.

  

 

-البعض يتهم بعض المنظمات العاملة في الحقل الخيري باستخدامها لأهداف سياسية أو شخصية، هل تلقيتم أي تهم مشابهة..؟؟

 

 

من الناحية السياسة لا.. لأنني حرصت كل الحرص أن لا أتخندق في أي مسار تشتم فيه رائحة السياسة، أما عن الاتهام بالثراء وغيره فحدث ولا حرج، لكن لله الحمد أغلب من اتهمني وبحث عن واقعي يطلب مني السماح، حين يجدني مستأجرا لا أملك قطعة أرضية وبالكاد أحصل على قوتي هههه والحمد لله لدي الكثيروم يثقون في، والحمد لله أولا وأخيرا على ذلك.. أما من جهة اتهام بعض المنظمات الخيرية بتوظيف مال التبرعات لأغراض خاصة فهي تهم ثابتة كالشمس في رابعة النهار، وهي من المسائل التي قد تقضي على العمل الخيري في البلد وتفرغه من مضمونه.

 
-من هم أبرز الداعمين لنشاطاتكم الخيرية ومن هي الجهات المستهدفة أساسا بما تقدمونه من مساعدات؟؟

 

 

أثناء السنوات الست خصلنا على قائمة كبيرة من أهل الخير كأفراد مستعدين للدعم في أي وقت ما سنحت لهم الظروف، وقد حصلنا على سجل يحتوي على أسماء وأرقام المئات منهم، وأغلبهم مغتربون أو موظفون أو تجار نعرض عليهم الحالات الإنسانية وأغلب الأحيان نجد من تبرعاتهم ما يفرج كرب المستهدفين الذين هم في الأساس مرضى تقطعت بهم السبل أو أيتام يحتاجون إلى متكفل بهم أو فقراء يحتاحون مؤن أو أحياء تحتاح السقاية.

 

 
-هل هل لديكم أية علاقات بجهات داعمة من هلال أحمر أو منظمات خارجية ناشطة في المجال..؟؟

 

 

على الإطلاق.. مجرد لائحة من خيرين أكذب عليك إن قلت لك أنني أعرفهم شخصيا بل أرقامهم في متناولنا و يدعمون بتبرعاتكم كل حالة نعرضها وهم ولله الحمد في ازدياد، وإن تأخر بعضهم فلظروفه فهم أولا وأخيرا متطوعين.

 

 

-كمدون كيف تنظر الى العمل الخيري وهل استفدتم من الفضاء الافتراضي إجابيا أو أثر عليكم سلبيا..؟؟

 

 

شكلت صفحتي دعما كبيرا للبرنامج وانشطته، ولم يُقصر أصدقاءها ومتابعوها في الدعم بالمشاركة وإعادة النشر فلهم مني كامل الشكر والعرفان، وكان تأثير الوسائط الاجتماعية في أغلبه إيجابيا إلى حد كبير، وإن كانت هناك رسائل على الخاص تتهم وتكيل التهم بمالا دليل لها عليه ولا أجد الوقت للدخول معها في جدل لا طائل من وراءه، يقول المثل الحساني (اللي ما اصرگ ما يخلعوه الگصاصه هههه).

 

 

-كيف تقيم نشاط العمل الخيري في موريتانيا وما أبرز ما يعوقه في نظركم..؟؟

 

 

العمل الخیری فی موریتانیا یشکل متنفسا للکثیرین ممن ضاقت بهم السبل، ويساعد في حل إشكالات كثيرة إلا أن فوضويته ودخول الإنتهازيين مجاله ينغصان عليه، كما أن غياب دعم الدولة للجمعيات الناشطة جعل مسارها يترنح ولعل في تنظيمه وإفراغه من الشوائب حلا جذريا يمكنه بالاطلاع بدوره الذي لاغنى عنه مهما وصلنا من الحوكمة الرشيدة.

 

 

-هل ترى بأن العمل الخيري يسير على النهج الصحيح ، وبماذا تنصح القائمين عليه..؟؟

 

 

أرجوا أن يكون كذلك وأنصح الصادقين منهم بالصبر على العراقل والتهامات والمضي قدما في ذلك فالناس لاترمي الشجرة بالحجارة إلا إذا رأت ثمارها.

 

 

-ماهو رأيك في إغلاق الجمعيات التي قام الحكم السابق بإغلاقها ، وهل ترى من فعلوا ذلك كانوا على صواب..؟؟

 

 

لست على اطلاع بأنشطة تلك الجمعيات ولا على القرار الذي تم به إغلاقها، لذلك لا يمكنني تقييمه.

 

 

-لو حدث أن توليت قطاعا مكلفا بقوننة العمل التطوعي كيف ستكون معاملتك للناشطين في ميدانك.. ؟؟

 

 

لا قدر الله هههه... ولكن إن شاءت الأقدار ذلك فسأحرص على إبعاد العمل الخيري عن أي أجندة تخدم فاعلا سياسيا أو نهجا عنصريا أو ما من شأنه استخدام الدين كيافطة وسأحرص على أن يصرح الناشطون المرخص لهم بممتلكاتهم قبل الشروع في العمل الخيري حفاظا على عدم الثراء على حسابه وسأقوم بتوفير الدعم اللوجستي والمادي للجمعيات الناشطة بالفعل فيه.

 

 

-العمل الخيري بالنسبة لك ، هل هو رسالة أم عمل أم عبادة.. ؟؟

 

 

العمل الخيري رسالة (وتعاونو على البري والتقوي) 
وعمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)
 وعبادة (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره).

 

 

-هل سبق أن ساعدت شخصا وتبين لك فيما بعد أنه تحايل عليك.. ؟؟

 

 

أوووه... كثيرون لكنها كانت تجارب جعلتني أحرص على التحقق بصفة شخصية والتحري عن حقيقة أي حالة قبل عرضها وقد افادتني كثيرا ..

 

 

-لو حدث أن تحايل عليك شخص وقدمت له مساعدات هل ستستخدم الأسلوب الحاد في حقه أم ستكون متسامحا.. ؟؟

 

 

حدثت معي عدة قصص تحايل، لكن لم يكن بيدي سوى تعنيف الشخص لفظيا وإبدائي للامتعاض مما فعل والاعتذار للمتبرعين عبر أرقامهم عن صرف تبرعاتهم فيمن لا يستحق، وترك الباب مفتوحا أمامهم لاسترجاعها من المعني أو سماحها وللأمانة لم يطالب أحد منهم باسترجاعها، وكان الجواب دائما صرفناها لوجه الله والله حسيب من أخذها بغير حق.

 
بما تنصح من يبدأون أولى خطواتهم الآن على طريق التطوع في العمل الخيري.. ؟؟

 

 

الصبر والثبات وصدق النية وعدم الاكتراث بكلام الناس والمثبطين، وعدم الإعجاب بالنفس في حال تميزو في العمل الخيري.

 

 

برأيك ماذا يمكن أن تقدم الدولة لتشجيع التطوع في العمل الخيري ، وماذا ستكون نتائج ذلك عليه .. ؟؟

 

 

التنظيم المقنن للعمل الخيري، وفتح أبواب القطاعات أمام الصادقين فيه لتمثيل المحرومين وتسهيل حصولهم على الخدمات والدعم اللوجستي والمادي للمنظمات الفاعلة..

 

أشكرك جزيلا أستاذنا يعقوب ولد بياه على رحابة الصدر وعلى وقتك الذي خصصت لنا ، وأرجو لك أوقاتا ممتعة.

 

 

شكرا لكم وأرجوا أن لم أكن ضيفا ثقيل الظل عليكم 
وفقكم الله.