علمني وادان..

ثلاثاء, 07/21/2020 - 08:05

زرت مدننا وقرى كثيرة، سافرتُ وتغربت، إلتجأتُ وافتقرت مرضتُ حزنت، ضحكتُ واستبشرت وأملتُ وتألمت، لكنني ما وجدتُ مثل وادان يعلمني كيف أقف منتصبا في وجه زوبعة الحياة وإعصار الزمن، كيف أقاوم وأقاتل.. كيف أكافح وأصمد.. كيف أخفي واضمر وكيف انسى واصبر. 
ما وجدث مثل وادان يعلمني أن الغصن ينحني فقط حين يكون مليئا بالثمار وأن العرجون القديم ليست معرّة فقد كان في يوم من الأيام يحمل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ..
ما وجدت مثل وادان يعلمني كيف اقري الضيف وأحن على المسكين واطعم الجائع وأساعد الضعيف..
ما وجدت مثل ساكنته الطيبة تعلمني معنى البساطة والكرم والرقة والحنان والعطف، معنى العز والشرف معنى التواضع والانكسار ورفض التكبر والعجرفة ..
ما وجدث مثل نخله الباسقات ذات الطلع النضيد تعلمني معنى الشموخ والانفة والكبرياء معنى العطاء والسخاء والرأس مرفوع في السماء ..
ما وجدت مثله صخوره الصماء تعلمني كيف اصبر ولا اشكو بثي ولا حزني إلا إلى الله، فالناس إما محب وإما مبغض فالمحب سيحزن لأجلك والمبغض سيشمت بك وكلاهما لايملك من أمر حزنك شيئا ..
ما وجدت مثل كثبانه تعلمني معنى بياض النفس البشرية ونقاء سريرتها وحسن صفاءها وألقها..
ما وجدت مثله معلما ومربيا يعلمني كيف أتجاهل لإبقاء علاقة ود وأن أتصرف كأني لم أفهم لإبقاء علاقة أخوة ..
ما وجدت مثله يعلمني معنى قول العرب "ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ"

 

ما وجدت مثله يعلمني ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻﻳﻐﺪﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ.
ما وجدت مثله يعلمني أن ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ وأن الصبر مفتاح كل خير وأن الدنيا بسيطة جدا إذا أخذناها ببساطة وأن الزوال هو العاقبة وأن ليس للانسان إلا ما سعى..
شكرا وادان
شكرا لساكنة تنلبه
شكرا لأرض الكرم والنبل فعلى مر سبع سنين لم تتغير تلك الابتسامات الصادقة حتى كأن آخر يوم لي بينهم هو أول يوم ألقاهم فيه سواء كنت صحيحا ابطش في نعم الله أو مريضا سقيما لا أقدر على حمل نفسي.
ألف تحية لوادان وأهله

عبد العزيز اظمين رئيس النقطة الصحية "بتنلبه" - وادان