بعد يومين من وفاته، وبالتحديد، يوم 02/08/2019م، في غرفته المستأجرة بأحد أحياء إقليم سيبينغ الصيني، عثر على جثمان المرحوم آبه ولد العيد ولد اسويلم، لأمه فاطمه منت أحمد سالم ولد جمعه، من مواليد 1990 في الزويرات.
وحسب تقرير تفتيش الجثة الذي قامت به المصالح المختصة: Feiqiang Medical Technology Service Research Co., Ltd. district de Tiexi, ville de Siping، فإن الوفاة كانت طبيعية، وذلك ما أكده، لا حقا، تقرير مركز الطب الشرعي التابع لإدارة الأمن العام بمدينة شيبينغ، الذي طالبت به أسرة الضحية قبل نقل الجثمان إلى الوطن.
ورغم أن المرحوم يتمتع بمنحة دراسية من الصين للدراسات العليا، منذ سنة 2017، بما في ذلك التأمين طيلة المرحلة الدراسية (2017-2021) فإن ذلك لم يشفع له في تغطية تكاليف التحقيق والتشريح ونقل الجثمان إلى أراضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بل إن وكالة النقل طلبت تحويل مبلغ خيالي تخطى عتبة العشرة ملايين أوقية قديمة لاستعادة الجثة، ومع ذالك فان الجهة المانحة لم تتكفل ولم تتدخل، والسفارة قبلت بما تطلبه وكالة النقل، وأبلغت ذويه بعد برهة من الوقت، بأن المرحوم لا يمكن نقله، وتتحجج بأنه قد تحلل ولم يعد صالحا للنقل، وبعد أن رفضنا ذالك، وطالبنا بالتشريح وضرورة النقل، فوجئنا بقولهم بان التشريح يكلف كذا والنقل، الذي كان مستحيلا، يكلف كذا، بالإضافة إلى أن الأمر قد يتطلب الوقت، و توقيع الكثير من الأوراق، وما إن وافقنا حتى صار كل شيء يجري على قدم وساق حتى الآن، دون عرقلة، لأن المشكلة اتضح أنها المادة والمادة قد وجدت ؟!
السفارة الموريتانية في بكين، ممثلة في شخص السفير، أكد أن الأمر طبيعي ولا دخل للسفارة فيه، وأن أي نقل للجثمان يتطلب الدفع المسبق لتلك التكاليف الباهظة!
شركة التأمين الخصوصية Ping An Annuity Insurance Co., Ltd.، ليست أحسن حالا من السلطات الصينية ولا السفارة الموريتانية، حيث وعدت، بعد تزويدها بالكثير من الوثائق، بدفع مبلغ 100.000 رممبي أي مايعادل 500.000 أوقية جديدة تقريبا. بعد عدة أشهر ربما، مع ضرورة إعطائهم رقم حساب شخص مقيم بالصين، ليقوموا بتحويله له، في إشارة إلى أنهم يخشون من الرسوم البنكية، لذا لا يريدون تحويله، إن وجد، إلى موريتانيا مباشرة على حسابهم
السفارة الصينية في انواكشوط، بدورها، طلبت منا، مقابل تصديق ورقة مصدقة سلفا من الخارجية الموريتانية، مبلغ 8000 أوقية في الحالة العادية أو مبلغ 17000 أوقية لتسريع تصديقها ؟!
فمتى أصبحت المبالغ تضاعف بحجة تسريع إجراءات شكلية ؟ أم أنه الابتزاز واستغلال الفرص، حتى في الحالات الإنسانية، كحالتنا هذه ؟
إننا، باسم أسرة الضحية، نستغرب كثيرا كل ما حدث في هذه القضية ! إذ كيف تمنح الصين طالبا على نفقتها الخاصة، في جامعة عريقة مثل جامعة Jilin Normal University، بموجب مذكرة القبول(Admission Notice) رقم 2017GBJ001666 ثم تتنكر لكل الحقوق المترتبة على وفاته من فتح تحقيق جنائي في أسباب الوفاة، ومصاريف التشريح والطب الشرعي، وإعادة جثة المرحوم إلى ذويه لدفنه على الطريقة الإسلامية، ؟
ورغم تجشمنا عناء كل هذه المصاريف الباهظة التي وصلت حتى الآن مبلغ إلى ما يقارب 11مليون أوقية قديمة،ورغم مضي أكثر من 20 يوما على وفاة ابننا فإننا مازلنا ننتظر وصول جثته مساء الأربعاء المقبل 28 أغسطس؟! .
وعزاؤنا أن ابننا سيكون "ممن زحزح عن النار وأدخل الجنة"، بإذن الله، أما الدولة التي يحمل جواز سفرها، فلم تكلف نفسها عزاء ذويه أو مواساتهم، أحرى المؤسسة التعليمية، التي درس فيها، والتي يشهد له الجميع فيها بحسن السيرة والسلوك والالتزام الديني.
وأخيرا لا يسعني إلا أن نلفت انتباه السلطات الموريتانية لضرورة إبرام اتفاق مع الحكومة الصينية يقضي بنقل جثامين مواطني الجمهورية الإسلامية الموريتانية دون دفع الضرائب المجحفة عليها، وفي انتظار ذلك، عليها أن تخطر جميع مواطنيها بأن مصير كل من وافاه الأجل المحتوم في هذه الدولة هو دفع ضريبة قد تصل في مجملها إلى 11 مليون أوقية قديمة.
شقيق الضحية:
الشيخ محمد المأمون ولد العيد ولد سويلم
الزويرات، ت:47.44.49.10