سياسيون وقانونيون فرنسيون: التحالف العربي أصبح في مهب الريح

اثنين, 05/28/2018 - 15:58

أكد سياسيون وقانونيون فرنسيون أن خلافات شديدة بدت ملحوظة داخل صفوف التحالف العربي، وصلت إلى حد "حرب المصالح" بين الإمارات والسعودية في جبهة اليمن وبالتحديد بسبب احتلال أبوظبي لجزيرة "سقطرى"، ومع  القاهرة بسبب التدخل في ليبيا بما يضر المصالح المصرية، ومع السودان بسبب منحها لجزيرة "سواكن" لتركيا، ومع موريتانيا بسبب رفض المعارضة الموريتانية للتدخلات الإماراتية في بلادهم، لكن الأزمة الأكبر والأهم هي بين الإمارات من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى.

صفقات مشبوهة
قال كرافييه فوشيه، أمين المكتب السياسي بحزب "الجمهورية إلى الأمام" لـ الشرق، إن الخلافات دبت داخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بسبب المصالح، وظهرت بشكل جليّ حرب المصالح بين أطراف التحالف العربي "مصر والسعودية والسودان وموريتانيا" وبين الإمارات، حيث اكتشف أطراف التحالف أن أبوظبي جرتهم لحروب وصراعات كلفتهم الدماء والأموال الطائلة لتحقيق مصالح شخصية، فالسعودية اكتشفت مؤخرا أنها طوال ثلاث سنوات تحارب في اليمن ودمرتها تماما والآن يعيش مواطنو جنوب المملكة "نجران وجيزان وخميس مشيط" في رعب بسبب صواريخ الحوثيين "البالستية" كل هذا بوهم "توسع النفوذ الإيراني" إلا أن الواقع كشف أن الحرب سببها مصالح إماراتية في اليمن والسعي للسيطرة على المواقع الجغرافية الحيوية في اليمن وخاصة الموانئ وأرخبيل "سقطرى"، وأن الحوثيين مجرد ذريعة استغلتها الإمارات وروجت لها حتى وصلت لحد "الهوس"، هذا ما أدركته الرياض مؤخرا وتراجعت السعودية في اليمن وبدت الخلافات بين السعودية والإمارات ظاهرة جدا، وخلال أيام سوف تظهر أكبر الخلافات أكثر خاصة بعد أن تراجعت مصر خطوة للخلف داخل التحالف بسبب التدخل الإماراتي في ليبيا، حيث تسعى الإمارات لتمكين سيف الإسلام القذافي وفرضه رئيسا لليبيا في حين ترفض باقي الفصائل أو كما يطلق عليهم إعلاميا "الفرقاء"، وعمليات حفتر في الشرق وخاصة "درنة" بجانب صفقات الإمارات مع العصابات المنتشرة في ليبيا، كل هذا دفع مصر للتراجع عن الحلف مع الإمارات، وقد أعلن وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، الجمعة، أن مصر ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا، مؤكدا لوسائل الإعلام أن التدخل الأجنبي في ليبيا هو السبب في تفاقم أزمات الدولة الليبية وقد يؤدي لتفككها، وهذا الأمر دفع مصر للتراجع عن موقفها في التحالف العربي واتخاذ صف الرياض، وخلال الأيام القادمة نحن على يقين من أن الإمارات سوف تخرج من هذا التحالف إما احتجاجا على تهميشها وتحييدها من موقف القيادة الفعلية للتحالف، أو بسبب ضياع مصالحها التي سعت خلفها لسنوات.

ذريعة مكشوفة
وأكد ألكسندر جينيه، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن الدور الإماراتي في العالم العربي قد انكشف مؤخرا، وعلم أعضاء التحالف العربي وخاصة السعودية ومصر بالفخ الذي نصب لهم، فالإمارات استغلت "الهوس الطائفي" في المنطقة لجعله "ذريعة" لجر السعودية لتقود التحالف وخلفها مصر، فهما أكثر الدول المتحمسة في هذا التحالف، أما المغرب فتعلم الأمر جيدا لذلك لم تنسق مثل غيرها ، كما تعلم بمخطط الإمارات ولهذا تحجم دور شركة موانئ أبوظبي في طنجة، وتضع لها  حدودا داخل أراضيها، وموريتانيا أيضا اضطر النظام هناك للتراجع قليلا عن الانسياق خلف الإمارات بسبب ضغط المعارضة الموريتانية عليها، والسودان أيضا جنح إلى صف السعودية ومصر وفترت العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي بسبب جزيرة "سواكن" السودانية التي تعاقدت مع تركيا بشأن إدارتها، الأمور الآن اتضحت أكثر، والتحالف أصبح في مهب الريح، وتتجه دفته نحو تصحيح الأخطاء في اليمن والتراجع عن هذا الاحتلال الواضح للبلاد، وسيتم إجبار الإمارات على التراجع عن احتلال الموانئ واحتلال أرخبيل "سقطرى"، وأيضا التراجع عن دورها المشبوه في ليبيا، الأمور الآن تتغير بشكل كبير.

وقت الحساب
قالت غييتا بيير دو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "مرسيليا"، إن الإمارات وجدت في تغير السلطة في السعودية فرصة لجرها لتبعيتها، فتذرعت بذرائع طائفية لخلق جبهة إلى جانب مصر التي أصبحت تسيطر على رأس نظامها "المرشال السيسي"، فأصبحت مصر والسعودية تحت سيطرتها، إلى جانب بعض الدول التي أخضعتها بالمال بسبب الظروف الاقتصادية، فخلقت تحالفها وقادته خلفها لتحقيق مصالحها في المنطقة، وبعد ثلاث سنوات اكتشفت "السعودية ومصر" ورطتهما، فالسعودية خسرت في كل مكان، في لبنان واليمن وفي العراق وحتى في منطقة الخليج خسرت قطر وسلطنة عمان، ولم تربح شيئا، والحال نفسه بالنسبة لمصر التي اكتشفت حجم مطامع أبوظبي في ثرواتها، ومصلحة مصر مع السعودية وليس الإمارات، وخلال الأيام القادمة سوف تخرج الإمارات من التحالف العربي، أو على الأقل لو "يحجم" دورها وهذا الأمر سوف يدفع أبوظبي لارتكاب حماقات نتائجها ستكون خصومة مباشرة مع السعودية ومصر، فأبوظبي لا تحسن التعامل مع الأزمات، تتعامل بمنطق الدسائس والمكائد، والآن أصبحت مكشوفة لدول المنطقة وللغرب أيضا، حيث كشفت تحقيقات المحقق الأمريكي روبرت مولر الكثير من هذه المؤامرات ودور الإمارات في الانتخابات الرئاسية في أمريكا، وعواقب المؤامرات التي حاكتها أبوظبي خلال السنوات الأربع الماضية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا وأخيرا في أمريكا سيكون وخيما، والآن يمكن أن نفهم السبب وراء إصرار الإمارات على غلق شبكة تلفزيون "الجزيرة"، السبب هو التغطية على فضائح ومكائد أبوظبي، لكن حساباتها كلها كانت خطأ وانكشف كل شيء، ووقت الحساب اقترب، وسيكون الثمن حصار الإمارات وعزلتها إقليميا ودوليا.

الشرق