تدوير النفايات... موهبة النجاة التي تطورت مع الوباء العالمي/ أموه أحمدناه

اثنين, 11/21/2022 - 19:15

"الفراغ الذي أتاحه حظر التجول كان وراء اكتشاف موهبتي في إعادة تدوير بعض النفايات،لتحويلها لأدوات زينة وألعاب أطفال" ، هكذا تروي النجاة فياه بدايتها مع صناعة أدوات الزينة بواسطة بعض النفايات المرمية في الشوارع،بدايتها في العمل الذي وجدت فرصة لتطويره وتحسينه خلال كوفيد 19.

 

حسب قول النجاة انطلقت من ملاحظة الإقبال على اكسسوارات الزينة عند النساء،فبدأت باستغلال بعض النفايات المرمية بغية إعادة التدوير،حيث تصنع منها عدة أشياء تدخل في مجال الزينة،إلى جانب بعض ألعاب الأطفال،ومع اكتشاف الأسرة لما تنتجه من اكسسوارات لمسوا فيها موهبة حرصوا على أن تخرج للوجود وأن تنافس بها في ميدان الحياة،وتضيف النجاة:

"لقد كانت الأسرة خير سند لي من البداية حتى اليوم،حيث عملوا على دعمي ومساندتي من أجل المواصلة،في ظل حاجة البلد للأعمال اليدوية التي قد تسهم إلى حد ما في تحقيق بعض الاكتفاء الذاتي".

 

المشاركة في المعارض المخصصة للأعمال اليدوية أتاح للنجاة فرصة التعريف بمنتجاتها،ولها مع الأمر قصة ترويها بالقول:

"أثناء المشاركة في أحد المعارض لم يصدق الحضور أن ما أعرضه هو صنع يدوي،وعندما عرضت المواد الأولية ومراحل الإنتاج وتنسيق القطع والألوان نال الأمر إعجاب الجميع،مع أن البعض كان يظن أن المعروض مستورد".

 

من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وجدت النجاة فرصة مواتية لعرض ما تنتجه أناملها من أدوات الزينة مضيفة:

"بدأت في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي (سناب شات-تيك توك-فيسبوك) من أجل عرض بضاعتي والترويج لها،وقد أفلح الأمر حيث وردتني الاتصالات والطلبات،ولم أتوقف عند هذا الحد،بل عرضت منتجي في بعض المحلات النسائية،وفي كل مرة كانت الكمية تنفد في وقت قصير ويبدأ الطلب من جديد".

 

بعد تزايد الطلب على أدوات الزينة التي تنتجها النجاة،وفي ظل حرصها على مواصلة التحصيل المعرفي الجامعي ،قررت أن تفتح مشروعا يشكل وجهة للنساء الباحثات عن عمل والقادرات على الإنتاج،ففتحت الباب حسب تعبيرها أمام غيرها مضيفة:

"عندما أصبح الطلب أكثر من العرض فتحنا المشروع،كانت معي عدة نسوة أشرفت على تكوينهن على العمل،وهذا من ناحية يوفر لهن فرصة عمل،ومن ناحية أخرى يساعدني أنا على دخول السوق،ومده بالكميات الكافية،خاصة أن الطلب كان يتزايد يوما بعد يوم،ومع تزاحم الأفكار بدأت لمسات الإبداع تظهر وأصبحنا نأتي بالجديد والمميز في كل مرة".

 

لم يعد العمل في مشروع "أيادي عاملة" يقتصر على تدوير النفايات،بل شمل أكثر من ذلك،حيث تم التركيز على مختلف اكسسوارت الزينة،مع عجز السوق عن توفير بعض الأدوات المستخدمة حسب النجاة التي تقول:

"جل الأدوات التي نستخدم توجد في الأسواق المحلية،لكن هناك نقص في متطلبات من قبيل بعض اللؤلؤ والحجر التركي،لذلك نضطر في المشروع للتعامل مع موردين لجلب هذه الأشياء،وأثناء العمل نحرص على أن تكون على قدر من الجمال،كي تجذب الزبناء والأمر نجح بالفعل،حيث نشهد إقبالا مقبولا يوفر دخلا".

 

يعد مشروع "أيادي عاملة" من المشاريع الشبابية النسائية التي كتب لها النجاح،فما يتم إنتاجه داخل المشروع من اكسسوارات الزينة يشهد إقبالا يتزايد بمرور الأيام،مع أمل النجاة أن يتسع المشروع ليشمل أكبر قدر ممكن من النساء،وحول الحث على عمل المرأة وقدرتها على خلق عالمها الخاص تقول النجاة:

"المرأة الموريتانية قادرة على المزاحمة في مختلف ميادين الحياة،وبما أنها تشرف على تربية الأجيال فعملها يزرع في نفوس الأطفال الاعتماد على الذات،بدل الاتكال والكسل،والأعمال التي يمكن أن تشكل مصدر دخل للمرأة أكثر من أن تعد".

 

إن حضور المرأة في مجالات عدة يعكس حسب مهتمين بالشأن الاجتماعي مستوى من الوعي بضرورة العمل،في وقت لم يعد حصر دورها في مجالا محدد مقبولا حسب الباحث الاجتماعي محمد المختار أحمد مولود الذي يقول:

"حصر دور المرأة في الجانب المنزلي أضحى متجاوزا في الزمن الراهن،حيث أثبتت قدرتها على الإسهام في شتى ميادين الحياة،وتغييبها يعني تغييب نصف طاقة المجتمع،إذ تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول،لذلك يجب تمكينها كي تقوم بأدوارها الفعالة،بتوفير الموارد لضمان الاستفادة منها وإدارتها لتحقيق التنمية والرفاه".

 

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.