محمد عليه الصلاة والسلام رسول ورجل دولة / محمد طالب بوبكر

اثنين, 10/24/2022 - 09:58

بعد الهجرة النبوية كان أول عمل قام به عليه الصلاة والسلام بناء المسجد النبوي
يعتقد الكثيرون أن بناء المسجد كان لتأمين مكان للصلاة والعبادة بِحُرية وخاصةً بعد المضايقات والحصار في مكة المكرمة.
لكنَّ المسجد كان في النظر النبوي الشريف هو:
 مكان اجتماع المسلمين لتبليغ القرارات و الرسائل النبوية وكان ينادى (الصلاة جامعة) وهي خلاف الأذان للصلاة 
 دار القضاء وفض النزاعات والخلافات
 مكان اجتماع مجلس شورى الصحابة للتشاور واتخاذ القرارات الهامة
 مكان مجالس حلقات العلم والتعليم (القراءة والكتابة والقرأن)
مكان لقاء القادمين من خارج المدينة من الضيوف أو أصحاب المصالح والحاجات
إذاً المسجد هو مقر الحكومة لإدارة البلاد....نلاحظ أن أول ماقام به صلى الله عليه وسلم  هو  تأسيس مقراً حكومياً لإدارة أعمال الدولة الناشئة الجديدة. وفيها يراجع المواطن أي استفسار أو حاجة.

نظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شعب المدينة فوجد أن الشعب مقسم ومجزأ وهذا لا يدعو إلى الاستقرار والاطمئنان على المدى البعيد، فكانت الخطة دمج أجزاء المجتمع (المسلم منهم )وبداية نواة للأمة الإسلامية. كانت الخطوة الأولى إطفاء نار الحرب التي استمرت أكثر من 120 عام بين الأوس والخزرج وهم الكتلتين العربيتين بالمدينة المنورة وكان باقي المجتمع المدني من القبائل اليهودية 
تم دمج الأوس والخزرج (المسلمين منهم) تحت مسمى الأنصار، وهذا الاسم له دلالات، فهو يوحي بالنصرة، ونصرة الضعيف من الأعمال الجليلة عند العرب، كما أن اسم الأنصار مشتق من النصر ويعطي القوة والمنعة عند صاحبه، ولم يستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم مفرد الأنصار وهي نصير لأنها تدفع باتجاه الفردية وهذا عكس التوجه الإسلامي بالعمل الجماعي. كما أنه لم يذكر المؤيدين أو المساندين أو الداعمين وكان اللفظ المختار هو الأنصار وهذا دليل على أن الاسم تم اختياره بدقة وعناية.

مقاربات وفروقات بين أهل مكة والمدينة تُمَهِّد لإنشاء المجتمع الجديد.
كان سكان مكة المكرمة يعملون في التجارة، ويغلب عليهم طابع الخشونة بسبب طبيعة عملهم (السفر والترحال للتجارة) وبسبب طبيعة مكة الجغرافية فهي منطقة صحراوية قاحلة، في واد غير ذي زرع تحيط بها الجبال. والمجتمع المكي تغلب عليه الأمية فقليل منهم من يجيد القراءة والكتابة.
أما سكان المدينة فكان عملهم في الزراعة، ويغلب عليهم طابع الليونة والسهولة بسبب طبيعة عملهم، وبسبب الطبيعة الجغرافية، فهي منطقة سهول وهضاب يكثر بها الماء والزرع، تحيط بها مزارع النخيل وبعض الجبال، وكان شعبها أكثر ثقافة من أهل مكة وأكثر تعلماً للقراءة والكتابة بسبب مجاورة اليهود واختلاطهم بهم، فاليهود أهل كتاب وأهل علم فأثَّر ذلك على سكان المدينة المنورة بشكل عام.
كان مخطط مكة المكرمة العمراني يتكون من وادٍ محدود المساحة بسبب وجود الجبال المحيطة والكعبة المشرفة تتوسط الوادي تقريباً، وكانت بيوت أهل مكة تحيط بالكعبة المشرفة بشكل دائري، والبيوت متقاربة ومتلاصقة ببعض وبينها الدروب والأزقة.
أما مخطط المدينة المنورة العمراني  يختلف تماماً، فالمدينة بحكم طبيعتها الزراعية مقسمة إلى مزارع، ولكل قوم مزارع خاصة بهم، وفيها 59 مزرعة، مقسمة بين الأوس والخزرج واليهود. يوجد حصون لتأمين سكان المدينة من هجوم الأعداء، وكان للأوس حصن خاص بهم  وللخزرج حصنهم الخاص ولليهود ثلاثة حصون بحكم أنهم الأكثر عدداً.

بعد المؤاخاة بين مسلمي الأوس والخزرج ظهر مسمى الأنصار ويشمل مسلمي سكان المدينة المنورة وكان عددهم يتجاوز (500) بقليل، وكان عدد سكان المدينة 6 آلاف نسمة تقريباً، أي أن نسبة الأنصار أقل من 10% من سكان المدينة المنورة.
وأصبح مجتمع المدينة المنورة السكاني مكوناً من:
1. الأنصار وهم المسلمون من سكان المدينة المنورة الأساسيين.
2. الأوس وفيهم (مشركون وبعض النصارى واليهود).
3. الخزرج وفيهم (مشركون وبعض اليهود والنصارى).
4. اليهود وهم بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النظير ومجموعهم 12  قبيلة.
5. المهاجرون وهم المسلمون القادمون من خارج المدينة المنورة.
كان عدد المهاجرين يقارب 450 نسمة، أي حوالي 7٪ من سكان المدينة المنورة. وكانت الخطوة التالية تجميع المسلمين من المهاجرين والانصار تحت مسمى المسلمين، وإلغاء مسمى المهاجرين ومسمى الأنصار، وكان ذلك بداية تشكل الأمة الإسلامية. وقد تم ذلك بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وتشكل المجتمع الإسلامي الموحد الذي لا يميز بين لغة أو عرق أو لون أو جنس أو جاه أوسلطة.
إن الزمن الذي استغرقه الرسول عليه الصلاة والسلام في تكوين نواة المجتمع الإسلامي أكثر من عام ونصف ، أي أن الأمور لم تكن سهلة وبسيطة وتطلبت التخطيط العميق والاستراتيجي والكثير من الجهد والعمل للوصول الى هذه النتيجة. 

بعد تشكيل الهيكل الإسلامي لمجتمع المدينة المنورة المسلم ، بدأ الرسول عليه السلام بترتيب العلاقة بين  مكونات المجتمع المدني من المسلمين واليهود والمشركين، وهو ما نسميه اليوم (الدستور)، ففي مجتمع متعدد الأديان والثقافات والأعراق يجب أن يكون هناك قوانين حاكمة تُنظِّم الحياة اليومية لهذا المجتمع، ومن هنا وضع رجل الدولة (محمد رسول الله) أول ميثاق للعرب في التاريخ وسمي ميثاق المدينة، وكان يهدف إلى تنظيم العلاقات الاجتماعية والتجارية بين سكان المدينة.
واشتملت الوثيقة على ما يقارب (60) بند، وضَّح فيها عليه السلام المبادئ الأساسية لتنظيم أمور الحياة والعمل للمجتمع المدني الجديد ومنها:
1) التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المدني.
2) حرية الإنسان في الاعتقاد والدين.
3) العدل للجميع وبين الجميع.
4) الخصوصية المالية لكل فرد بالمجتمع.
5) الدفاع عن الوطن مسؤولية الجميع، (بالمال والنفس).
6) المرجع لأي خلاف هو الرسول عليه الصلاة والسلام، ما عدا الخلاف الديني.
7) حرمة الأموال والأنفس لكل من (يدخل المدينة أو يسكنها)
وقد استفاد اليهود من هذا الميثاق في تنظيم العلاقات فيما بينهم (النضير وقريظة وقينقاع)، فقد كان قَويِّهم يأكل ضعيفهم والغش والخداع سمتهم الأساسية حتى فيما بينهم.

أنهى عليه السلام خطوات ترتيب البيت الداخلي للمجتمع المدني الجديد، وأصبح هناك نُظُم للتعايش بين مكونات المجتمع، وأصبح هناك مرجعيات وقيادات للمجتمع، وبدأ التفكير بترتيب العلاقات مع المحيط  الجغرافي للمدينة المنورة، 
تواصل الرسول عليه السلام مع زعماء القبائل المحيطة بالمدينة المنورة، وعقد معهم عدة معاهدات منها مع بني مدلج وبني ضمرة وقبائل جهينة. وكان يهدف عليه السلام الى عدة أمور:
• إرسال رسائل للقبائل أنه رجل سلام وأنه يرغب بالتعايش السلمي مع جيرانه ومحيطه.
• تأمين محيط المدينة المنورة، فأبرم معاهدات وبنى تحالفات مع القبائل أو عقد موادعة (عدم اعتداء) مع قبائل أخرى لا تريد عقد تحالفات (إما خوف أو تحالف مع قريش أو اليهود).
• إقامة الحجة على من يقوم بالغزو أو خرق المعاهدات أمام القبائل الأخرى، ويكون مبرر لغزوه وردعه أمام القبائل، ويكون الرسول في موقف القوي صاحب الحق. 
• تأمين خطوط سير القوافل التجارية لأهل المدينة ومحيطها.
• تأمين المراعي للغنم والإبل وحمايتها من قطاع الطرق وغارات الغزاة. وهي مهمة للاقتصاد المدني.
• هذه الخطوة كانت جديدة على العرب، فكانت القبائل العربية تعتمد على العلاقات الشخصية فيما بينها.
نرى مما سبق كيف سار الرسول صلى الله عليه وسلم بخطى مدروسة لتأسيس دولته، وأن ما قام به لم يكن تصرف تِبعاً للظروف وإنما استبق الظروف ووضع الأمور بمسارها الصحيح، وتجنب بذلك الكثير من الإشكاليات والمشاكل التي كان يتوقع حدوثها نتيجة التركيبة السكانية للمدينة المنورة أو نتيجة وقوع المدينة بين العديد من القبائل التي لها علاقات مع قريش أو مع اليهود.

بعد صلح الحديبية، توجه عليه السلام إلى الدول الكبرى والمؤثرة في العالم، فأرسل أكثر من 15 سفير ومبعوث إلى ملوك وعظماء العالم، منهم:
• السفير دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل عظيم الروم.
• السفير عبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى عظيم الفرس.
• السفير عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة.
• السفير حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر.
• السفير شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث ملك الغساسنة.
• السفير عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد ملكي عمان.
• السفير سليط بن عمرو إلى هوذة الحنفي ملك اليمامة.
• السفير العلاء بن الحضرمي إلى المنذر ملك البحرين.

وكان يهدف عليه السلام من ذلك إلى:
¤ توجيه المسلمين بأن الإسلام دعوة عالمية وليست مخصصة أو مقتصرة على أحد.
¤ نشر رسالة الإسلام في أصقاع المعمورة.
¤ لفت أنظار قيادات العالم إلى الدولة الجديدة الناشئة.
¤ إيصال رسالة لقيادات العالم بأن الدولة الجديدة عربية ولكنها متحضرة.
¤ نفي صفة الفوضى والجهل عن العرب (كانت صفتهم قبل الإسلام)
¤ ظهور الدولة الناشئة بمظهر الندية وليس التبعية كما كانت دول العرب قبل الإسلام.
¤ اعتمد عليه السلام ختم للرسائل، وكان أول العرب الذين يتخذون ختم رسمي.

قراءة في الرسائل التي حملها سفراء الرسول عليه الصلاة والسلام إلى زعماء وملوك العالم.
 تختلف رسالة كل سفير من حيث طريقة العرض وفحوى الرسالة ولكن المضمون واحد، فلكل سفير رسالة خاصة ينقلها لمن أرسل له، أي لم تكن رسائل عامة. وكانت الرسالة تحتوي على نصوص وعبارات تناسب المرسل له من الناحية الدينية والاجتماعية والثقافية، مثال ذلك
رسالة ملك الحبشة
( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة، أسلم أنت، فإني أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول، فحملت به، فخلقه من روحه، ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى).
رسالة عظيم الروم
( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين، { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
رسالة المقوقس عظيم مصر
(‏بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط، "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ").
نستشرف مما سبق كيف كانت طريقة تفكير الرسول عليه السلام، من حيث طريقة كتابة كل رسالة واختيار الكلمات بعناية لتناسب ثقافة الشخص المرسلة له وديانته وعقليته.

قراءةً لطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار سفرائه ومبعوثيه إلى زعماء وملوك العالم.
كان عليه السلام سابق عصره في اختيار رسله إلى زعماء الدول، فكانت هناك صفات عامة وصفات خاصة للمبعوث أو السفير، 
*من الصفات العامة أن يكون 
 حسن الوجه والمظهر بشكل عام 
يتكلم أكثر من لغة وخاصةً لغة البلد المرسل لها
رجاحة العقل والحكمة وحسن التصرف
متكلم ومتحدث ، واسع الثقافة والمعرفة.

* الصفات الخاصة للمبعوث تتناسب مع البلد المرسل لها فمثلاً 
سفير الروم دحية الكلبي رضي الله عنه كان يُضرب به المثل في حمرة الوجه وكأنه رومي، وكان حسن المظهر وفارساً ماهراً، وكان عليماً بالروم وثقافتهم، مطلع على دينهم يتكلم لغتهم. وهذا يتناسب مع ثقافة المجتمع الرومي.
سفير الفرس عبد الله بن حذافة رضي الله، كان له دراية بالفرس ولغتهم، وكان مضرب المثل في الشجاعة ورباطة الجأش، ليتناسب مع عقلية وتفكير الفرس الهمجية.
سفير مصر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، كان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية، وكان له علم بالنصرانية، ولديه القدرة على المحاورة. وهذا يتناسب مع الثقافة العريقة لبلاد النيل.
سفير اليمامة هوذة رضي الله عنه، كان نصرانياً، وكان ممن عاش مدةً من الزمن في أرض الحبشة عندما هاجر إليها بعض المسلمين فراراً من قريش، فعرف بتقاليد النصارى ومنطق تفكيرهم .

* التعامل الدبلوماسي للرسول عليه السلام
وضع الرسول عليه الصلاة والسلام قواعد وأنظمة للرسل القادمين إلى المدينة المنورة المبعوثين من زعماء قبائل وملوك وركز على نقطتين:
1.المعاملة بالمثل 
2.الكرم والضيافة عند العرب
 ومن هذه الأنظمة والقوانين:
• إنشاء دار للضيافة لاستقبالهم على نفقة بيت مال المسلمين.
• التكفل بجميع مصاريفهم وضيافتهم
• ضَمنَ لهم ولمرافقيهم أداء عبادتهم وشعائرهم الدينية بحرية
• لا يتعرض أي منهم للإكراه أو الإغراء لترك دينه أو قومه.
• يحمل كل مبعوث هدايا من بيت مال المسلمين له أو لمن أرسله حسب تقدير الموقف.
• وضع أشخاص مرافقين للمبعوثين  يتحدثون لغتهم ويعرفون ديانتهم وثقافتهم، يؤَمنون لهم متطلباتهم ويرافقونهم في جولاتهم داخل المدينة المنورة.
ولعلنا نلاحظ كيف خطط صلى الله عليه وسلم للوصول بدولته الإسلامية الحديثة إلى مصاف الدول المتقدمة في عصره بل أصبح منافساً وموازياً لهذه الدول من الناحية السياسية.

تلخيصاً لما سبق من المنشورات نجد أنه صلى الله عليه وسلم كان رجل دولة وقائد أمة يرسم خطواته بشكل مدروس وعملي، فقد استطاع
1\ تأسيس هيكل داخلي مكتوب للدولة وتجميع شعب متعدد الأعراق والثقافات والديانات.
 2\ أمَّن محيط هذه الدولة باتفاقات ومعاهدات مكتوبة.
 3\ وضع لدولته  مبادئ وقوانين لتنظيم علاقاتها مع الدول الأخرى تتناسب وحجم الدولة والأمة التي يرسمها.
لم يستطع العرب قبل ذلك على مدى التاريخ تكوين دولة موحدة لها قوتها ومنعتها أو حتى هيكل دولة كما هو متعارف عليه بين الدول، بل كانوا قبائل متفرقة مشتتة تتبع كل قبيلة لدولة من دول الجوار تخضع لها وتكون تحت حمايتها
إن كتب السيره النبوية التي قرأناها واطلعنا عليها تركز دائماً على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه 
(رجل دين + رجل معارك وغزوات  + مصلح اجتماعي).
لم تركز الكتب بشكل موسع على أي من الجانب الإداري أو السياسي، وكيف كان يؤسس صلى الله عليه وسلم  أركان دولته ويضع القواعد العملية لتسيير أعمال هذه الدولة لتكون دولة حضارية مؤسساتية، ولكنه واقعياً استطاع تأسيس دولة من لا شيء وبأبسط الإمكانات وجمع حوله كثيراً من قبائل الجزيرة العربية.