"تعديل يُعدل تعديلا ، لإصلاح قطاع وزاري" قراءة في التعديل الحكومي

ثلاثاء, 09/27/2022 - 18:38

هل أحرج سوكو الحكومة؟ وغيرُه....!!

 

ظل الوزير آداما بوكار سوكو في حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مذ عهدها الأول أيام إسماعيل ولد بده يوم كان وزيرا للتهذيب وإصلاح قطاع التعليم بمسماه القديم ، هز ملف العشرية أركان ولد بده وظل سوكو شامخا ، فكان أمينا عاما للرئاسة ، في عهد الوزير محمد ولد بلال الأول ، ثم وزيرا للزراعة في عهده الثاني وفي تعديله الثالث عاد -والعود هذه المرة ليس أحمد- إلى وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي بمسماها الجديد و"إصلاحاتها" التي خلف ولد أييه ، المتفرغ "للإنصاف".

 

هل كانت تركة "التهذيب" ثقيلة حد أن تلقي بسوكو خارج أسوار الوزارة والحكومة؟ أم أن سوكو أثقل أو أراد أي يثقل الحمل ،فخُففَ به عن الوزارة والقطاع؟

أسئلة تردد صداها في مكتب الوزير قبل إعلان "التعديل الجزئي" وبلغ المعاونينَ ، فكان الوزير إذن يعلم بقرار استبعاده !!
ليس الأمر اعتباطيا....

حتما لاعلاقة لمغادرة الوزير بترسيم اللغات الوطنية ، ولكن له علاقة بموقفه من تعجيل الافتتاح المدرسي ، إذ أن المدارس في اعتقاد الوزير المغادر غير جاهزة لاستقبال التلاميذ بعدُ ، وتلك إن حدثت وتوقفت الدراسة أحرجت الحكومة والوزير ، ولها علاقة أيضا بقرار إلزامية التعليم العمومي في السنة الأولى ابتدائية ، الذي أعلن عنه الأمين العام للوزراة المنصرف لوزارة العمل الاجتماعي سلي سوماري ،فآداما يرى أن المتوفر من الحجرات لا يفي بالغرض ،وسوكو ضد ماأسمته الحكومة "اليوم الوطني للتعليم" والعام الدراسي لم يحضر له جيدا بسبب غياب الخريطة المدرسية" وفق مصادر مقربة من الرجل .

كانت السلطات تريدها أولى "سنوات المدرسة الجمهورية" فهل تكون؟ ، إلا أن سوكو خير من بقي في الحكومة يعرف القطاع.

 

قطاع التنمية الحيوانية هو الآخر عرف تغيرات بتغير الحكومات"غير المدروس والمرتجل" وفق مراقبين ، فبعد ولد بناهي جاء ولد اسويدات ولم يكد يرتب ملفاته ويلم شمل النقابات المتصارعة في "سياق تهدئة" حتى أبدل بغيره ، فكان الخيار "الأمثل للحكومة إبراهيم فال ولد محمد الأمين ، هذا الأخير ماكاد يعرف عدد مصالح قطاعه وعدد إداراته الجهوية حتى صدر مرسوم رئاسية بتعيينه على "التهذيب" وبين التنمية الحيوانية والتهذيب في الحكومة "علاقة" و"حبل وصل" قديم.
فأبدل بوزير الوظيفة العمومية التي فشل في ملف ترسيم المتعاونين في قطاعات حكومية عديدة ، وهو الذي بدأ عمله بقوله "أمهل 15 يوما لتشخيص وضعية المتعاونين وحلها" فذهب... ولم تُحلْ ، وأمامه في "التنمية" الحيوانية صراعات وملفات وتمويلات ومشاريع ووعود قطعت وأخلفت ولكن ...ربما يشفع له "خريف" هذا العام في بعض مشاكل قطاعه.

 

جرت عدوى "التهذيب" و " التنمية الحيوانية" على "الزراعة" ، فقد أَبدلت سوكو بيحيى ولد أحمد الوقف الذي "فشل" في ملف الحوار السياسي حسب متابعين ، ولكن ليحيى "علاقة قديمة مع الزراعة" فليس بالغريب على القطاع ،لكن القطاع نفسه بات غريبا على نفسه ومثله قطاعات حكومية أخرى ، فلم تكد ملفات "الإصلاح" فيها تبرح مكانها حتى تفاجأ بتعديل يعدل تعديلا قبله ، وينعكس ذلك على أقطاب القطاع والفاعلين فيه وعلى العلاقة مع الممولين والشركاء الفنيين والماليين.

ويُسألُ عن الإصلاح والإقلاع...