التثقيف الصحي بموريتانيا خلال الجائحة ... الرسالة والأداء /عبد الله علي

اثنين, 09/12/2022 - 22:28

"لم أكن أعلم كيف أتقي الإصابة وكنت في حالة هلع من الأرقام والإحصائيات من خلال متابعة وسائل الإعلام في بداية انتشاره" ، بهذه العبارات يلخص سيد ألمين لكويري ( 56 عاما) بداية قصته مع فيروس كورونا الذي أصيب به مرتين . 
يتذكر ولد لكويري كيف عرف من توجيهات الأطباء داخل مركز الحجر الصحي طرق الحماية والمحافظة على الصحة بأخذ إجراءات السلامة الصحية ، يقول" كانت إرشادات الأطباء للمحجوزين مدعومة بملصقات على الجدران داخل الأروقة ، لم نكن على كبير معرفة بها قبل الإصابة ، لكن بعد 72 ساعة من الحجز كنت أعرف على الأقل مسافة الوقاية وطريقة تعقيم اليدين ووضع الكمامة وعزل المصابين أو من تظهر عليهم أعراض" 
سارعت وزارة الصحة الموريتانية خلال الموجة الأولى إلى فتح رقم أخضر بمصلحة التثقيف الصحي التابعة لها ، يتوفر على 18 خطا هاتفيا ، توكل للرقم المجاني تزويد المتصلين بالمعلومات وتوجيههم وتقديم إرشادات لهم ، كان الإعلام عن الخط في 9 من مارس عام 2020 كجزء من خطة الوقاية الوطنية لمكافحة فيروس كورونا. 
بات الرقم الأخضر حجر الزاوية في مكافحة جائحة كورونا ، لما يوفره من معلومات للوزارة على عموم التراب الوطني ، بل بات مرجعا لقاعدة البيانات الصحية في البلاد . 
ضم المركز 10 مشرفين بينهم أخصائيون في علم الأوبئة ، وأطباء عامون وقابلات وفنيون في الصحة  ، وبجميع  اللغات الوطنية واللغة الفرنسية ، كان المركز يوجه المتصلين ، ويتولى الربط بينهم والجهات الصحية على عموم موريتانيا . 
وبحسب مديرة المركز أوحيدة منت عاليون فإن المركز كان يستقبل أربعة أنواع من الإتصالات هي : 
– إتصالات المواطنين الراغبين في معرفة مستجدات جائحة  كورونا بصفة عامة في موريتانيا . 
– إتصالات المواطنين الراغبين في معرفة طرق العدوى و الوقاية ،  من فيروس كورونا . 
– إتصالات المواطنين اللذين يعانون من أعراض تشتبه أعراض كوفيد19 ، وهؤلاء ، يتم التعامل معهم بشكل دقيق ، إذ يقوم المشرف بالتواصل معهم ، وتوجيههم ، والربط بينهم ، وبين الجهات الصحية في الأماكن التي أتصلو منها. 
تضيف أوحيدة أن الإتصال الرابع الذي يتلقاه المركز ، يتعلق بإتصالات المواطنين الغير جادين ، وهو ما كان يخلق تشويشا للعاملين بالمركز ، عن طريق شغل الخطوط. 
وكان المركز يستقبل ما بين 2000 الى 4000 إتصال من هذا النوع. 
كان الرقم  يستقبل الاتصالات باللغات الوطنية وهو مرتبط بكل مقاطعات البلاد من أجل الإبلاغ عن كل الحالات واتخاذ التدابير اللازمة"
لم يكن الرقم الأخضر الوحيد الذي يوفر طرق الحماية والتوجيه ، فقد كثرت الاسكتشات والملصقات على التلفزيونات والإذاعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، لقد لعبت دورا بارزا في الحد من انتشار الفيروس ، كانت كذلك هناك الحملات التحسيسية الراجلة ، مولاي ولد الطالب أحمذو 23 عاما أحد 15 شابا وشابة اجتمعوا داخل إطار جمعية أسموها "النخبة الشبابية " نشطت الجمعية 
وفق مولاي في مجال تحسيس الساكنة وتوجيههم في بلدية الرياض جنوبي العاصمة نواكشوط، "كان نشاطنا يكثر غالبا في سوق البلدية كنا نوفر مواد التعقيم والكمامات بالتعاون مع البلدية ووزارة الصحة ، كان الأمر صعبا فالبعص لايرضى ولايقتنع غالبا بالمعلومات التي نقدم كان أغلبهم يهزأ بنا ، لكننا واصلنا العمل ، ولاحظنا تحسنا في طبيعة التعاطي معنا من جهة وفي الأخذ بالإجراءات الاحترازية من جهة أخرى ، كنا نستقي المعلومات حول الفيروس من مصالح الوزارة ومن مانتلقاه من معلومات حوله من وسائل الإعلام والسوشيل ميديا بحكم ارتباطنا بها" 
إيراهيم عبد الله معيوف حاول إيصال رسالته التثقيفية بطريقة أخرى ، يقول ولد معيوف الحاصل على الليصانص في إدارة الأعمال والمؤسسات إنه بدأ بعد ظهور كورونا "بإعداد كتيب جمعت فيه المعلومات الواردة عن منظمة الصحة العالمية ليوفر المعلوملت حول الفيروس ، واخذ الحذر من فيروس كورونا بالوقاية والتقيد بتدابير الاحترازية، تضمن الكتيب الذي أورد فيه معلومات حول التثقيف الصحي 90% من المعلومات الواردة عن منظمة الصحة العالمية حول تدابير الوقاية من اتخاذ المساحة والتعقيم ووضع الكمامات والعزل والأعراض وعن الفيروس وطبيعته وعائلته الفيروسية ومدى خطورته ، وتضمن كذلك توجيهات توعوية للمجتمع" 
"هذه الثقافة الصحة التي اكتسبها المجتمع الموريتاني أو بالأحرى أكسينا إياها كوفيد 19 تعد من حسناته وإذا حاولنا الحفاظ عليها وتعزيزها في ميادين وجوانب حياتية أخرى سيكون ذلك جيدا حتى لتجنب أوبئة أخرى مثل الحميات الموسيمية التي أحيانا تضرب المجتمع" هكذا يرى الدكتور عبد العزيز صار ، الطبيب بوحدة كوفيد بمستشفى روصو ، يضيف صار "كان الأمر صعبا ، ومع تقدم الوقت وبدء العدوى المجتمعية بات أصعب، لكن حملات التحسيس سواء الراجلة أو عن طريق وسائل الإعلام أدت دورها كما يجب ، هذا مايمكنني قوله كطبيب أداوم هنا ، وأصادف الحملات الراجلة في الشارع والأسواق وأرى تأثيرها ومستوى التجاوب معها كذلك"

 

 

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا. 
عبد الله علي.