التأثيرات الاقتصادية لكوفيد 19 على الفئات الأقل دخلا/ محمد محمود محمد البشير

سبت, 08/13/2022 - 16:17

الحسين عبد الله سبعيني غزت التجاعيد والشيخوخة ملامح وجهه ومعصميه، أب لثلاثة أبناء، ويعمل كحمال في ميناء نواكشوط، وقد تسببت جائحة كوفيد19 خلال العام 2020 في سد مصدر رزقه وإقعاده ردحا من الزمن في عريشه الواقع بمنطقة "ورف" بالقرب من الميناء.

يقول الحسين في إطار حديثه لنا عن الأضرار المادية والنفسية التي تسببت بها له الجائحة: " لقد تسببت الجائحة في عرقلة جميع جوانب حياتي، وخصوصا ما يتعلق بالعمل وتحصيل لغمة العيش، حيث توقف عملي كحمال، والذي كنت أزاوله بميناء الصداقة، وهو العمل الذي كنت أجني منه لليوم حدود الخمس مائة أوقية في الأيام الأكثر عملا، وثلاث مائة أوقية جديدة  تقريبا في الأيام الأقل عملا، واضطرت في هذه الظرفية الصعبة إلى الإستلاف ورهن بعض الأدوات، وحتى بيع بعض ملابس ومعدات العمل في أحايين أخرى، إذ لم يكن وضعي كرب أسرة ومعيل لثلاثة أبناء يسمح بمجرد الجلوس والتفرج على هذا الوضع المزري.

في الأول من فبراير 2021 أعلنت السلطات الموريتانية، أن أكثر من 79 ألف أسرة فقيرة، استلمت معونات مالية في إطار التخفيف من آثار جائحة كورونا، حيث أفادت المندوبية العامة للتضامن، المعروفة باسم "تآز" بأن 79.114 أسرة استلمت مساعدات نقدية مباشرة مقدمة في إطار عملية التحويلات المباشرة، لصالح السكان الأكثر فقرا.
ووصلت قيمة المعونة المعلن عنها من طرف الحكومة إلى 22 ألف أوقية قديمة لكل أسرة، بما يوازي نحو 60 دولارا.

الحسين عبد الله كان من بين المستفيدين من هذه المعونات، إضافة إلى استفادته من الضمان الصحي، هو وزوجته وأبناءه.
يقول الحسين: أخبرني صديق لي عن التآزر والمعونات التي قررت أن تساعد بها المواطنين الأقل فقرا خلال الجائحة، في البايدة اعتقدت أن الأمر لا يعدو كونه استهلاكا اعلامية وجعجة دون طحين، لكن ما إن قمت بالتسجيل لدى المصالح التابعة للتآزر حتى تفاجئت بكوني من ضمن الأسماء المستفيدة من هذه المعونات أنا وأسرتي، إضافة إلى أنها كانت بادرة حسنة حيث استفدنل بعد ذلك من توزيع القطع الأرضية الذي قامت به وزارة الإسكان، التي نقلتنا-جزاها الله خيرا- يقول الحسين من عشوائية السكن إلى قطعة أرضية مخططة ومسجلة بأسماءنا" 

مولاي مسعود أحد الشباب العاملين بتآزر ومكلف بإحصاء وتسجيل الأشخاص المستهدفين بالسجل الاجتماعي الخاص بمشروع الضمان الاجتماعي التابع لتآزر يصرح لنا قائلا: "لطالما سعت تآزر خلال الجائحة إلى العمل على مساعدة الفئات الأقل دخلا، من خلال السهر على دعمها في على أكثر من صعيد من عجل الدفع بها خطوة إلى الأمام في مجال التنمية والإزدهار، وفي هذا الإطار فقد استفاد أزيد من 3000 آلاف أسرة خلال الجائحة من المساعدات المقدمة من طرف التآزر وذلك تطبيقا للتعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد والشيخ الغزواني، الذي يولي أهمية كبيرة للمصالح الفئات الأكثر هشاشة وتلك التي عانت من الغبن والحرمان" 

الحسين عبد الله حالة ضمن حالات كثيرة دفعت بها الجائحة والظرف الاقتصادي المتدني الذي صاحبها إلى بر البطالة ومصارعة أنماط البطالة المقنعة، غير أن الكثير من هذه الحالات سعت إلى طرق الأبواب المتاحة للخروج من عنق زجاجة الوضع الذي خيم على العالم عموما والطبقات الهشة على وجه الخصوص في فترة الجائحة.

 تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.