إسحاق الكنتي يكتب عن الوزير الأول والمعارضة تحت عنوان : "كم تاتي فيه؟"

خميس, 02/03/2022 - 15:38

قدم معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال << حصيلة وآفاق تنفيذ السياسة العامة للحكومة 2021 /2022>>. كان من المتوقع أن تثير الحصيلة نقاشا تتقاطع فيه الآراء بين الموالاة والمعارضة، وتتميز آراء النخبة الثقافية بالرؤية العميقة والموضوعية الإيجابية... غير أن شيئا من ذلك لم يحدث إذ لم تجد المعارضة ما تأخذه على الحصيلة وليس من طبعها أن تعلن رضاها إلا بالصمت. صحيح أن أحد نواب << ميتا>> وأخواتها استعرض سبحة مؤشرات لم يشغل أحد نفسه بالتحقق منها، فقد حصل المقصود منها، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أولى من الاشتغال بها...
 ثم طالعتنا "مجابات"؛ صفحة مجهولة بمقابلة، بالصوت والصورة، تبخس نتائج التشاور قبل أن يبدأ!!! تقنية قديمة لصرف الانتباه عن موضوع الساعة الذي لا تجد فيه "مجابات" طرائد، فنصبت كمينا في الربع الخالي علها توقع بظبي أجدب. "كانت الشمس عمودية"، فصعب التمييز بين الحقيقة والسراب.. تلاحقت التصورات والأخيلة؛ التثبيط، التقليل، وهم، تنكفارت، أزمة، وضعية مزرية، الميوعة، الاضمحلال، التدهور، أمواج عاطلة... ورد هذا الكم وغيره من العبارات ذات الشحنة السالبة في تسجيل من ست دقائق وأربعة وعشرين ثانية!!! ولا تكاد تجد عبارة إيجابية واحدة! لا غرابة في ذلك، فالمجابات تبعث على التشاؤم؛ قفر بلا "معالم" ولا "ظلال".. تيه خذل فيه "المرشد" إخوانه فوقعوا في "الأخطاء الستة..." وكلما أوغل في المجابات تدهورت "الحالة النفسية" فاستهوته "طقوس بورديو" بمراسيمها وتعييناتها.. وتخيل أنه سمع "تغريد الدولة"، وقرأ "تدوينها" في المجابات هذه المرة. ولأن الحالة النفسية لا تستقر في المجابات أدرك، في لحظة صحو عابر، أن << نفس المقدمات تؤدي إلى نفس النتائج... وأن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين..>> لكن جحور السياسة عديدة، ومقدمات المثقفين ظنية فإذا مزجت هذه بتلك أهلكت تدوينة، وأغوى فوكال، فكانت "استقالة العقل" عنوانا ل "ضعف النخبة"، وعجزها عن حل "معضلة فرني".
 حتى إذا مالت الشمس إلى الغروب مؤذنة ب "عودة الوعي" تبين أن "لزوم ما لا يلزم" مضيعة للوقت فتساءل، بعد تقديم الجواب.. "ذ ما نعرف يكانّ مسولين عنُّ؟" يقول المثل: << أراي ما يتكّر>>، لكن في زمن التشاور الذي يراد له أن يكون حوارا يحاول البعض بيع أي شيء ولو كان رأيا منتهي الصلاحية...

 

 

من صفحة إسحاق الكنتي على الفيسبوك