موريتانيا تتراجع عن إغلاق المدارس القرآنية

سبت, 01/30/2016 - 13:19

تراجعت الحكومة الموريتانية عن قرار سابق صدر قبل أشهر يقضي بإغلاق فروع معاهد ومدارس قرآنية في مناطق مختلفة من البلد بذريعة "عدم حصولها على تراخيص"؛ ما سبب حالة من التجاذب بين السلطة وتيّار الإخوان المسلمين الذي يشرف على المعاهد ويوفر من خلالها الدراسة لآلاف الطلاب في ولايات داخل البلدـ كما تمتلك بعض تلك المعاهد فروعاً في العاصمة نواكشوط.

 

 

وأعطت وزارة الداخلية الموريتانية الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2016 أوامر بفتح فروع معهدي "ورش" ومعهد "الإمام مالك للقرآن الكريم" الواقعين في مدن النعمة ولعيون، أقصى شرق موريتانيا، حيث بدأت هذه المعاهد في استئناف عملها وتدريس طلابها الذين توقفوا عن التدريس منذ أشهر، كما بدأت إدارة المعاهد العمل على إنهاء ملفات تراخيصها لدى وزارة الداخلية المعنية بالأمر.

 

وقال محمد ولد العالم، مدير فرع معهد ورش بمدينة لعيون الموريتانية، إن حاكم المنطقة "اتصل به أمس الخميس ليطلعه على إمكانية مزاولة إدارة المعهد نشاطها المتمثل في بدء تدريس الطلاب، الذي أوقفته السلطات بالمدينة نحو شهر".

 

وأضاف ولد العالم في اتصال هاتفي مع "هافينغتون بوست عربي" أن حاكم المنطقة أخبره أن "هناك بعض الإجراءات الإدارية المتعلقة بالترخيص، وإن العمل جار لإنهائها، لكن إدارة المعهد يمكنها استئناف نشاطها من جديد إلى أن تنتهي جميع الإجراءات الإدارية المتعلقة بوزارة الداخلية".

 

 

وأشار ولد العالم إلى أن إدارة المعهد كانت قد تقدّمت رسمياً منذ فترة بطلب ترخيص تزامناً مع قرار الحكومة القاضي بإغلاق المحاظر والمعاهد القرآنية بموريتانيا، وأن أوراق طلب الترخيص وصلت إلى السلطات المحلية في المدينة، كما تم توصيل نسخ منها لوزارتي الداخلية والشؤون الإسلامية، معتبراً أن إجراءات الترخيص "تأخرت كثيراً من طرف وزارة الداخلية لأسباب غير معروفة".

 

وأكد ولد العالم في حديثه مع "هافينغتون بوست عربي" أن معهد ورش بمدينة لعيون، شرق موريتانيا، "يمتلك 5 فصول بمعدل 35 تلميذاً لكل فصل، كما يحتضن فرعٌ له مغلق في مدينة أخرى ما يقارب 200 تلميذ، ويوجد 300 آخرون بفرع آخر".

 

وزاد بأن الجهات الرسمية "أخبرت المشرفين على فروع المعهد بمدينتي (كوبني وجيكني)، في منطقة الحوضين بالشرق الموريتاني، بالعمل على إنهاء ملفات تراخيصها وفتحها من جديد بشكل سريع".

 

 

وكانت الحكومة الموريتانية قد أغلقت معهدي ورش للقرآن الكريم، والإمام مالك في مدينة النعمة بحجة عدم الحصول على تراخيص، وهو القرار الذي امتد ليشمل المعهد في مدن (كوبني، والطينطان، واغليك أهل أوجه)، كما شمل بعد ذلك ، إغلاق عشرات المحاظر في منطقة الحوضين شرق البلاد، قبل أن تعيد الحكومة افتتاح المحاظر وتتبعه لاحقاً بأوامر لإعادة فتح فروع المعاهد القرآنية.

 

 

بالتزامن مع إعلان الحكومة رفع الحظر عن المعاهد والمحاظر القرآنية، حذر الشيخ محمد عبد الرحمن ولد أحمد من "الوقوف في وجه القرآن الكريم، وتعليمه وتحفظيه، ونشره بين الناس"، مؤكداً أن الوقوف في وجهه "علامة الطرد من رحمة الله، والتعرّض لغضب الله وقاصمة الظهر منه، والسقوط من أعين الناس"، على حد تعبيره.

 

 

وقال ولد فتى وهو شيخ محسوب على تيار الإخوان المسلمين بموريتانيا خلال محاضرة له في جامع أبي طلحة بالعاصمة نواكشوط إن على الجميع "مبادرة القرآن بتعلمه، وتعليمه، ونشره بين الناس، قبل أن يرفع"، زاعماً "ظهور عدة علامات على اقتراب رفعه على رأسها تعطيل العمل به".

 

 

وبدوره أكد محفوظ ولد إبراهيم، وهو قيادي بإخوان موريتانيا، أن على العلماء في موريتانيا أن "يعلنوا كلمة الحق، ويقفوا مع القرآن في وجه كل المخاطر التي تتهدده"، قبل أن يضيف خلال نفس المحاضرة أنهم "سيظلون يدعون إلى القرآن الكريم، ويعملون على نشره وتعليمه ورفعه كما رفعه الله تعالى، والعمل به، وتحكيمه بين الناس".

موريتانيا تتراجع عن إغلاق المدارس القرآنية