بحسب ما نشر في العديد من وسائل الإعلام العربية، فقد أنهى فخامة الرئيس الموريتاني مباراة كأس السوبر في الدقيقة 65 أي قبل 25 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للمباراة، وذلك بسبب ازدحام جدول أعماله بمواعيد كثيرة. وكانت النتيجة في لحظة الأمر الرئاسي المفاجئ هي التعادل بين الفريقين، فتم اللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتحديد الفريق الفائز بالكأس.
هكذا بكل بساطة قام فخامته بتسليم الكأس للفريق الفائز وغادر للحاق بمشاغله وترك الفريق الفائز يحتفل بالكأس مع جماهيره، أما الفريق الخاسر فإنه بالتأكيد يلوم مدربه الذي لم يقم بإجراء التغييرات المناسبة في وقت مبكر!.
ولا شك أن هذه الحالة تعد من الحالات النادرة في كرة القدم التي لا يستطيع الكابتن محمد فودة أن يفتي بها مهما حاول الزميل وليد الفراج استنطاقه بخصوصها، ولكن لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى فإنني أظن أن الرئيس الموريتاني وجد أن المباراة مملة ولا تستحق تعطيل مصالح الأمة من أجلها، فقرر اختصار الموضوع حفاظا على وقته الثمين ووقت الجمهور الذي كان يتثاءب منذ الشوط الأول. ولعل الخاسر الأكبر من هذا الإجراء الرئاسي هو (جحفلي الموريتاني)، وإذا كان ثمة جحفلي في صفوف الفريقين، فلابد أنه كان ينتظر الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني كي يسجل هدفه الحاسم الذي يغير نتيجة المباراة، ولكن يبدو أن فخامة الرئيس حفظه الله قد أدرك بأن المباراة حتى لو (تجحفلت) فإنها سوف تؤدي إلى نفس نتيجتها السعودية وتذهب إلى ركلات الجزاء الترجيحية أيضا، فقرر إنهاء هذه الدوامة من أساسها ولسان حاله يقول: (بيدي لا بيد جحفلي)!.
وبصراحة، فإن هذا الأسلوب الموريتاني العجيب هو أفضل حل للمباريات المملة التي يتبادل اللاعبون فيها الكرة في منتصف الملعب دون أدنى اكتراث بحماسة الجماهير، ولدينا في السعودية كم هائل من هذه المباريات (الممطوطة) التي تحتاج من يديرها على الطريقة الموريتانية وليس وفقا لقوانين الفيفا، بل إننا بأمس الحاجة لهذا الأسلوب الموريتاني الحاسم لأن بعض لاعبينا يتم استقطابه بملايين الريالات كي ينام في منتصف الملعب ويحتاج من يقول له قبل أن تنتهي المباراة: (روح نام في بيتكم.. خلصنا لعب)!.
يبقى شيء واحد لا داعي له عند إقامة المباريات على الطريقة الموريتانية وهو صفارة الحكم.. فتأمينها في مثل هذه الحالة يعتبر هدرا للأموال العامة!.
*نقلاً عن عكاظ السعودية