الإعلام نت - لا يخفى على أيٍّ منا مقدار أهمية نقل الطلاب من وإلى الجامعة وهو مايتطلب تنسيقا بين إدارة الجامعة وشركة النقل العمومي، ويبدو أن هذا التنسيق بالذات ما يحتاجه النقل الجامعي في العاصمة انواكشوط، إذ يفتقر إلى الكثير من مستلزمات الانضباط والدقة، وهذا ليس من المستحب خصوصا لمن يتلقون التعليم الأكاديمي، فقد بات على الطالب أن يجتاز عقبة النقل الفوضوي كل صبيحة يتمزق فيها ثوبه أو يرتطم رأسه بمقبضٍ أو يتعرض لملامسة غير جِنسه -أكرمكم الله- ليحصل على دراسة أكاديمية، والسؤال يطرح نفسه "كيف تكون أكاديميا وأنت تمارس هذا السلوك يوميا ذهابا وإيابا؟".
يعيش النقل هذه الآونة حالة من الفوضى والعشوائية الناجمة ربما عن عدم اتخاذ الإدارة الإجراءات المناسبة والله أعلم، وتتمحور هذه العشوائية في عدة نقاط ولعل من ابرزها:
الاختلاط بين الرجال والنساء
وهو ما فتح الباب واسعا أمام أصحاب النفوس الضعيفة والمطامح الرديئة من الطلاب والطالبات، أما من يتعففون عن تلك الحركات الصبيانية فيتهي بهم المطاف مرميين على قارعة الطريق، طبعا قد تصادف الراكب مواقف محرجة تلقائيا وهي الأكثر عموما.
عدم الدقة في مواعيد انطلاق الباصات
لقد عايَنتُ شخصيا هذه المشكلة أكثر من مرة، ولأكون دقيقا أنا الآن في مستوى "لـ1 قانون" ودوامنا يتضمن ساعتين في يوم الأحد من مادة "الاقتصاد السياسي" لكن المشكلة تكمن في غياب باصات النقل يوم الأحد.
عدم تماشي الأغلبية من الطلاب مع التعليمات
ويتجلى ذلك في عدة قضايا كعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية والتي فرضتها جائحة كوفيد-١٩ في هذه الفترة الحرجة، فتردد أنفاس عشرات الطلاب في باص مغلق، ولا ننسى التصرفات التي تصدر عن جماعات مختصة تجعل من الباص قاعة للحفلات فيجعل بعضُهم من جدران الباص البلاستيكية طبلا ويقرعه بدقة وانتظام كما يفعل الفنان، ويصفق البعض الآخر ويرقص فتمتزج الرنات فيما بينها لتصبح ضوضاءً تزعج كل راكب وتشتت تركيزه فيدخل المدرج مرهقا قبل المحاضرة وينتظر المعركة الأخرى عند الرجوع.
وبرأيي فإن هذه القضايا تتطلب تنظيرا ومراجعة من الجهات المعنية كتخصيص باصات للطالبات وأخرى للطلبة، والصرامة في عقوبة كل من يخرق هذه المبادئ، أو شيء كهذا، وهم أدرى بالاستراتيجية المناسبة في تحقيق الانضباط والنظام.