تنطلق اليوم في باريس أكبر قمة للمناخ في تاريخ الأمم المتحدة وسط إجراءات أمنية مشددة، ولا سيما بعدهجمات باريس التي أوقعت نحو 130 قتيلا، وقد زار العديد من قادة الدول المشاركين مسرح باتكلان حيث سقط معظم الضحايا.
فقد زار الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأحد مسرح باتكلان برفقة نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، ووضع باقة من الزهور تكريما للضحايا الذين سقطوا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
كما زار المسرح أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترود ورئيس وزراء كييك فيليب كاويار.
وكانت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه زارت ظهر الأحد مسرح باتكلان حيث وضعت باقة من الزهور، في خطوة سبقها إليها رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون.
ويتوقع أن يقوم بهذه الخطوة العديد من القادة المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ والذي يفتتح صباح اليوم بمشاركة نحو 150 من قادة العالم.
إجراءات أمنية مشددة قبل انطلاق قمة المناخ بباريس (الجزيرة نت)
إجراءات أمنية
وتنعقد هذه القمة في ظل حالة من الطوارئ المعلنة في فرنسا بعد هجمات باريس، وبعد يوم من احتجاجات دفعت سلطات الأمن إلى اعتقال العشرات.
وقد استعملت الشرطة الفرنسية الغاز المدمع لتفريق عشرات من نشطاء البيئة الذين تحدوا قرار منع التظاهر.
وبدلا من التظاهر، لجأ بعض الناشطين إلى ترك آلاف الأحذية التي يزيد وزنها على أربعة أطنان، طبقا للمنظمين، في ساحة الجمهورية.
وكانت السلطات الفرنسية أعلنت أنها ستنشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر في ضاحية لوبورجيه، كما سيتم نشر 6300 آخرين في أرجاء باريس.
وقد خرجت في لندن مظاهرات للمئات من أصدقاء البيئة, طالبوا خلالها القادة المجتمعين في باريس بضرورة اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التغيرات المناخية.
وشهدت العديد من العواصم أمس خروج أكثر من 570 ألف شخص في 2300 مظاهرة دفاعا عن المناخ، وفق تقديرات أعلنتها منظمة "أفاز" غير الحكومية، إحدى الجهات المنظمة لقمة باريس.
ويهدف الاتفاق الذي ستخرج به قمة باريس إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل درجتين مئويتين أو أقل فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون التي يعزى إليها التغير المناخي.
ولكن محللين يقولون إنه حتى إذا التزم عدد من الدول التي قدمت طوعا تعهدات بخفض انبعاثات الكربون لدعم التوصل إلى اتفاق في باريس، فإن حرارة الأرض متجهة إلى الارتفاع بمعدل ثلاث درجات مئوية.
وثمة كثير من العوائق أمام مؤتمر باريس من بينها تمويل الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي، ومراقبة خفض انبعاثات الغاز، وحتى الوضع القانوني للمعاهدة.
وكانت منظمة أوكسفام البريطانية طالبت في دراسة أعدتها، الدول الصناعية السبع الكبرى بالبدء فورا في تنفيذ خطة لإنهاء اعتمادها على الفحم في توليد الطاقة. وتتصدر ألمانيا قائمة الدول المستهلكة للفحم في العالم، رغم ما تسببه من هجرة سكانية من مواقع محطات الفحم ومناجم التنقي.