
الإعلام نت - (اتحطو أنفسكم في مواقف بايخة) هكذا عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أزمة عمال الصحة والأمن المشرفين على تنفيذ قرار حظر التجول.
فبعد ما قررت السلطات الموريتانية العدول عن قرار لوزير الداخلية تضمن إستثناء جميع عمال قطاع الصحة من حظر التجول شريطة اصطحاب البطاقة المهنية إثر ظهور بطاقات مهنية مزورة، فإن القرار الجديد الذي تم إتخاذه يوم الأحد تسبب في غضب بالغ لعدد من الأطباء وافراد ما يسمى "الجيش الأبيض" الذين عانوا و هم عائدون من دوامهم أو ذاهبون إليه في هذه الظروف الخطيرة و الأكثر حساسية.
وقد عبر عدد من الأطباء عن إستيائهم من الطريقة الفظة التي تعاطى بها معهم عناصر من الدرك في عدة مناطق من ولايات انواكشوط، كما عبرت نقابة الأطباء الأخصائيين عن رفضها التعامل ببطاقات أمنية مجهولة الهوية يمكن لكل من هب ودب حملها على حد وصفهم، فيما قال المكتب التنفيذي للنقابة إنه إجتمع لتدارس المضايقات التي يتعرض لها زملاءهم أثناء تنقلهم من طرف أجهزة الأمن ، بالإضافة للبطاقة الأمنية ، مضيفا أن البطاقات البديلة صدرت قبل بدء وقت الحظر بقليل ، و إحتجز بسببها معظم الأطباء.
النقابة اعتبرت الأمر " إستخفافا" يتعرض له الأطباء كما عبرت عن رفضها " التعامل ببطاقة بديلة للبطاقة المهنية معتبرة ذلك تكريسا للفوضى بدل النظام ومطالبة الجهات المعنية بالرجوع عن هذه القرارات، كما طالب المكتب التنفيذي للنقابة بعدم إلتزام كافة منتسبيه لهذا القرار وذلك تنفيذا للتنديد بمستوى بالإهانة التي يتعرض لها الأطباء منذ بداية الحظر.
وزارة الداخلية من جهتها اعتبرت أن اقتراح الإجراءات المناسبة يعود إلى الفاعلين في القطاع الطبي، كما اعلنت عن تقديرها و كامل إحترامها للمجموعة الطبية ، مؤكدة في نفس الوقت ثقتها التامة في قوات أمنها، مذكرة أن قواتها توجد في الصفوف الأمامية إلى جانب الطواقم الطبية ، وداعية إلى نيلها كل التقدير و الإحترام ، وموكدة في نفس الوقت أن القوات الأمنية المكلفة بمتابعة و رقابة الإجراءات الإحترازية لاتوجد لديها - نية لإلحاق ضرر ايا كان نوعه - لأي طرف بل ظلت على درجة عالية من المهنية و الإنضباط.
نهاية دوري البيانات لعبتها وزارة الصحة حيث ذكرت بالدور المحوري الذي تلعبه الطواقم الطبية في التصدي لجائحة كورونا مذكرة أنها في إطار تسهيل تنقلهم أثناء ساعات الحظر ، للقيام بمهامهم تقرر إعادة العمل بالبطاقة المهنية الصادرة من الوزارة أو البطاقات المهنية الصادرة من أسلاك الصحة المختلفة ، مهيبة بكافة العمال عدم التنقل إلا في إطار مهمات عمل ، حفاظا على سلامة الجميع و تقيدا بالإجراءات المطلوب من جميع المواطنين الألتزام بها.
المراقبون رأوا في حرب البيانات والبيانات المضادة، نوعا كبيرا من عدم التنسيق بين الأطراف الحكومية، يصل حد الفوضى والتسيب، فيما رأى آخرون أن الأمر مجرد أعراض جانبية للامركزية في اتخاذ القرار التي انتهجها الحكم الحالي، وبين هذا وذاك من يرى بأن الأمر نوع من صراع النفوذ بين الوزراء على فترة من غياب الحَكَم، وفي وقت يجب أن يظل الحكم بين الوزراء حاضرا على مدار الساعة.
.jpg)



