
الإعلام نت - قبل 6 سنوات ، وفي العاصمة انواكشوط ، قرر رؤساء مجموعة الساحل، تأسيس المجموعة، و ذلك من أجل تنسيق السياسات و الإستراتيجيات التنموية و الأمنية لمختلف دولهم ، تحت إرادة سياسية قوية و أعتمادا على طموح كبير من أجل الساحل، حسب الرواية المعلنة، رغم وجود رأي آخر يقول بأن تأسيس ( G5) جاء تلبية لرغبة فرنسية، تطبيقا لرؤية تقول أن تأمين باريس يبدأ من "كيدال".
المجموعة التي تضم إلى جانب موريتانيا كلا من دول بوركينا فاسو و مالي والنيجر و اتشاد أعلنت قيام اتحادها في 19 من دجمبر 2014، وخلال تخليدا الذكري السادسة قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب له إنه منح الأحتفال بهذا اليوم بإسم نظرائه فرصة لمخاطبة مشتمعاتهم الشجاعة في مختلف بلدانهم و التي يشكل أمنها و اطمئنانها مبررا لوجودهم، مؤكدا أنه يرمي إلى تغيير واقع شعوب الساحل و ترسيخ الأيمان بساحل آمن و مستقر يشكل عامل أستقرار بالنسبة و للعالم.
الرئيس أشاد كذلك بخارطة طريق الرئاسة الموريتانية للمجموعة التي كانت تحت شعار "الشباب و الأمل" مشيرا إلى أنها مكنت من مواصلة أهداف إستراتيجية لمجموعة الساحل بشكل أكثر فعالية، رغم أن الآلاف من شباب المجموعة يعيشون تحت وطأة البطالة والفقر المدقع والجهل والتخلف، فيما يموت الآلاف منهم في عرض المحيطات في قوارب الموت.
غزواني أشار في كلمته إلى الإكراهات التي سببتها جائحة كورونا مذكرا أنه زيادة على تكلفتها البشرية فقد أعاقت تنفيذ تلك الأهداف و ساهمت في هشاشة إقتصاديات المجموعة، إلا أن معظم المراقبين يجمعون على أن اقتصادياها التي تحدث عنها الرئيس كانت منهكة أصلا بالديون، وضعف الإنتاج والفساد المستشري في أجهزتها التنفيذية.
أما النقطة الأبرز في الخطاب فهي مطالبة غزواني المستمرة بالإلغاء الفوري لديون المجموعة و دعم مختلف الخطط الوطنية ، لتمكين بلدانها من التغلب على آثار هذه الجائحة و الإنطلاق الفعلي على طريق السلام و الإزدهار.
وللتذكير فإن النقطة قديمة متجددة فقد طالب بها الرئيس في أكثر من خطاب إلا أن مدى الاستجابة لها كان منعدما تماما وحسب ما يبدو فإن الدول المانحة مازلت تعير نداءات الرئيس الصماء من أذنيها رغم أن مجموعة العشرين قد سمحت مؤخرا بتأجيل مطالبتها بديونها من الدول الخمس، ضمن مجموعة أخرى من الدول الفقيرة وذلك لمدة سنة ، كنوع من المساعدة في أعباء جائحة كورونا أما بقية الشركاء الدوليين فلم يستيجبوا لمطالب هذه الدول، ولا النداءات المتكررة لقادتها.
وفي منعطف من الخطاب الرئاسي تعرض غزواني لجهود الهامة تقوم بها البلدان في مجال التنمية بالشراكة مع تحالف الساحل ، ومن ضمن ذلك تنفيذ مشاريع إقليمية لتمكين السكان الأكثرة هشاشة، إلا أن الواقع على الأرض ينفي ذلك فالأوضاع التي تعيشها البلدان ونسبة الفقر التي تزداد بشكل مطرد ، تعني أن الجهود المبذولة لم تؤتي أكلها حتى الآن.
الرئيس ثمن في كلمته صمود البلدان ومضيها قدما في مواجهة انعدام الأمن ومواصلة قوات أمنها إلى جانب القوت المشتركة لدول الساحل و قوات الشركاء الدوليين الحرب على الإرهاب بعزيمة و صرامة، في نفس الوقت الذي لم تزل الوضعية في الشمال المالي وبعض أطراف دول المجموعة تعيش وضعيات أمنية هشة، حيث تنتشر عصابات الأرهابيين والتهريب والمخدارات وتجارة السلاح، ما يوثر سلبا على دواران عجلة التنمية.
وفي نفس الوقت فإن الرئيس أشاد
بإطلاق برامج الإقلاع الإقتصادي وبرنامج التنمية الأستعجالي مضيفا أنه تم إطلاق ثمانية عشر مشروعا من أصل واحد و عشرين بالإضافة إلى مشاريع الصمود و الإقلاع لمواجهة جائحة كورونا، لكن المراقبين يرون بأن المشاريع التي تحدث عنها الرئيس مازال مجرد حبر على ورق حتى الآن، رغم الإعلان عنها قبل عدة أشهر والتذكير بأن الميزانيات المخصصة لها جاهزة.
ورغم المشاريع التنموية التي أعلن عنها الرئيس إلا أن وضعية غالبية السكان خصوصا الأكثر هشاشة في دول مجموعة الساحل لاتبشر بالخير، فأكثر هؤلاء لايزالون يعيشون على هامش حياة أشخاص يعيشون في رفاهية وثراء لم يتفق الجميع على شرعية مصدرهما.



.jpg)



