الإعلام نت - حياكم الله وأهلا وسهلا بكم معنا في هذا اللقاء الذي أجرته وكالة الإعلام مع الفنانة الكبيرة المعلومة بنت الميداح والتي تناولنا فيها مواضيع تخص الفن والثقافة والسياسة وأمور أخرى ، وقد اتصلنا بالفنانة معلومة وطرحنا عليها السؤال الأول:
س1:
السلام عليكم و رحمة الله الفنانة و الشيخة المعلومة بنت الميداح أنت غنية عن التعريف، و تدرجين في قائمة أبرز الفنانين العرب الذين حملوا الفن قضية في صوتهم و في خياراتهم ، كيف وقع ذلك و أنت في مجتمع تقليدي بإمتياز؟.
ج.س١: عليكم السلام ورحمة الله ، في البداية أشكركم، لا ادري من أين أبدأ الإجابة ، أنا اعتبر الموسيقى رسالة مليئة بالتعابير و تعكس ثقافة معينة تميز الشعوب، و لذلك ركزت في موسيقايا على أن تكون نابعة من صميم المقام الموريتاني، و أن تحمل رسالة إنسانية مليئة بالقيم و الأخلاق و الثقافة الموريتانية، و لا اتذكر أنني صنعت لحنا أو قدمته حتى اقتنع به أولا و بالتالي سيقتنع الجمهور.
س2:
ما هو دافع إصرارك أن يرتقي فنك و موسيقاك بمشاعر المستمع العربي و الإفريقي و هواجسه؟، أم أن التربية الأبوية ولدت هذا التوجه؟.
ج.س2: لم أتبنى الموسيقى بوصفي المعلومة بنت الميداح بل الموسيقى كانت جزء من وجداني فالموسيقى نوع من الجمال الذي يعبر عن ما بداخلنا و عن ثقافتنا و بيئتنا، و قد أسررت على ممارسة رسالتي الموسيقية نظرا لأنني مؤمنة بأن الموسيقى الموريتانية يمكن أن تغزو العالم إن وجدت من أبناء هذا الوطن من لديه الكفاءة و الخبرة لإيصال هذا الفن الراقي إلى العالمية.
س3:
لا شك أن المعاناة و الصعوبات أوقفت خيارات كبيرة من النجومية ، فما هو أكبر تحد واجهك خلال مشوارك الفني؟.
ج.س3: أنا بصراحة مررت في حياتي بعراقيل كثيرة ، و ربما تكون أكثر محطات حياتي عبارة عن عراقيل قد تعود لثورتي على الكثير من العادات والتقاليد التي تجعل الفنان يبتعد عن مجتمعه، و لذلك لم أجد الحضن الذي يحتويني نظرا لكوني لا أسير على النهج التقليدي( لإيكاون)، و الدولة لم تتبناني نظرا لأنني معارضة، عارضت أكثر من حكم، فتكاتفت علي الكثير من العراقيل.
و كذلك كانت من العراقيل بعض الأفكار التي غزت البلاد و كانت معادية للموسيقى.
لقد مررت بفترة منعتني الدولة من وسائل الإعلام، وكذلك لم أجد أي دعم من أي كان.
كنت أسير لوحدي و لم يبقى معي سوى إخوتي و مجموعة من الفنانين الموريتانيين الأفارقة ( مجموعة بندا )، و رغم ذلك نحمل دائما علم البلد مرفرفا شامخا .
و في الحقيقة يجب أن تعلم الكثير من الإدارات هنا بأن زمن العراقيل قد ولى ، أو ذلك ما نرجو، و أن تتعامل مع الجميع على حد سواء، فمن يستحق الدعم يدعم و من يريد الإحتضان يحتضن.
و في الميدان السياسي فإن الذاكرة السياسية للبعض لدى البعض اصبح مطبوعا فيها أن المعلومة معارضة و يجب أن تضايق، فبفضل الله هناك من ابناء الوطن مثقفين خيرين أن هذا نضال و يجب ان يساند و يصان ، و من هنا خلق تيارا معاكسا يرى في المعلومة وجها مناضلا، و هو ما أسفر عنه إنشاء نادى أصدقاء المعلومة و نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:《 المرحوم حبيب ولد محفوظ، ولوكر ما عبدو ، السنية بنت سيدي هيبه، محمد فال ولد حامد ، محمد فال ولد عمير ....و القائمة تطول، جزاهم الله خيرا.
وفي إتجاه آخر أشيد بدور الرئيس أحمد ولد داداه فقد كافح بعد مرور زمن في النضال و معه أشخاص آخرين مثل: مريم بنت مولود، لكي يتم إنتخابي عضوا في مجلس الشيوخ كنوع من رد الإعتبار، الشيء الوحيد الذي وجدت في هذا البلد كرد إعتبار؛ و في مرحلة أخرى ساعدتني مجموعات من الشباب المثقف من أساتذة و معلمين و قادة مجتمع مدني نذكر منهم :《 احمد ولد باب ، يالي ولد محمود ، عيشة بنت محمد ،.....》، و مجموعات شبابية على مستوى الحيز الجغرافي للدائرة( ب) بمجلس الشيوع التي تتشكل من: مقاطعات:
( الرياض ، عرفات، الميناء) ، لكنهم ليسوا صناع قرار، بل هم مجرد مساعدين.
مع هذا كذلك فأنا مؤمنة و أجد العون من الله ، ولدي نوعا من الأمل و الإطمئنان فيما أقوم به من أعمال.
س4:كيف يمكن أن تعبري لنا عن مفهوم التنوع الثقافي لديك بإعتبارك فنانة عالمية و أديبة في المقام الأول؟.
ج.س4: شكرا ، جزاكم الله خيرا؛ التنوع الثقافي لا يوجد شيء أهم منه ، فنحن مجتمع يعتبر ملتقى طرق جامع للكثير من الأوجه الثقافية فهو خليط من الاعراق ، لكل منها أصلا ثقافة خاصة به ، وهذا ما ولد تنوعا راقيا و ثراء كثيرا.
فأي مجتمع لديه هذا التنوع لا شك أنه سيتميز عن جيرانه الآخرين، فقط يحتاج لميلاد نهضة إقتصادية إلى جانب نهضة فكرية لإعلان نهضة تنموية شاملة.
فالتنوع إن تم توظيفه بطريقة حضارية يصبح مصدر قوة و ثراء لأي مجتمع حباه الله به ، فهو لوحة جميلة تتناغم فيها الألوان و والأشكال كل حسب طبيعته و خصوصيته.
س5:
إذن وفق نفس السياق حدثينا عن تأثير التنوع الثقافي بمفهومك على المنتج الأدبي الموريتاني؟.
ج.س5: أرى أن التنوع الثقافي نتيجته واضحة جدا في مجتمعنا ، خصوصا في الموسيقى فالنكهة الإفريقية في الموسيقى الموريتانية اعطتها بعدا خاصا و ذوقا خاصا، و هذا ما جعلنا نتميز عن جيراننا العرب في آلاتنا الموسيقية و أدائنا و ألحاننا، و الطقوس الموسيقية.
فهذا ما يجعل هذه الدولة ذات خصوصية حصرية، و طبعا خصوصيتنا في الموسيقى تنطبق على مواضيع اخرى بعيدة عن الموسيقى.
س6:
شاركت في عدة ملتقيات و مهرجانات ثقافية دولية و حصلت على ميداليات فما الإضافة التي أضافت لك هذه اللقاءات؟، و أين وصلت السفارة الديبلوماسية المتنقلة الفن الموريتاني ؟، و ما مدى التجاوب معه؟.
ج.س6: الحمد لله هذه الجولات التي قمت بها أوصلتني إلى (TOP10) عبر BBCالعالمية ، و هذا المعيار هو ما تقيم من خلاله الموسيقى عالميا،
و أنا ، و إن كنت لا أحب كلمة( أنا) أعتبر وصولي كفنانة موريتانية وحيدة إلى 《 TOP10》يعد نوعا كبيرا من النجاح، كذلك فإن الإنتشار الإعلامي ساهم أيضا بشكل كبير في هذا النجاح، و هو للتذكير كان على مستوى الإعلام الغربي و العربي، و لدي ملفات كبيرة عن الإهتمام الإعلامي العالمي بالموسيقى التي أقدم من قبل مختلف وسائل الإعلام العربية و الدولية، لذلك فإن هذا الإنتشار جسد نجاحا لهذه الموسيقى و ساهم في وصولها للعالمية، لكن على المستوى المحلي ما زال إهتمام الإعلام الموريتاني بما أقدم من أعمال فنية ناقصا .
أما ما يتعلق بالجوائز التي حصلت عليها، ففعلا حصلت على جوائز قيمة كبيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
▪︎ جائزة Word Misic ، وهي جائزة تقدم للفنان الذي وصل العالمية :《Visa Misic》.
▪︎ أكبر جائزة يقدمها رئيس الجمهورية الفرنسية للشخصيات المبدعة في العالم، و التي قدمت منتجا مفيدا عالميا.
▪︎ جائزة من الولايات المتحدة الأمريكية《 المرأة الشجاعة》، من طرف المنظمة الدولية لحقوق الإنسان.
▪︎ سفيرة البيئة من طرف الإتحاد الدولي للمحافظة على البيئة ICN
▪︎ عدد كبير من الجوائز و الميداليات العربية و الدولية.
هذا كله موجود بحوزتي ، و ارجو أن يكون هناك إهتمام محلي يوازي هذه التكريمات التي تنم عن إهتمام خارجي كبير، حيث يعامل معي خارج البلد بوصفي شخصية ديبلوماسية و فنانة عالمية.
س7:
بجانب عملك في الفن و نشاطك السياسي أسست هيئة ثقافية ، ما الدوافع التي أدت إلى ذلك؟، و متى كانت النشأة؟.
ج.س7: هيئة المعلومة للثقافة و التراث و الفنون : هيئة أنشأتها مجموعة من أصدقائي لضبط و حفظ اعمالي الفنية ، لكنني ( أنا) أردت لها شيئا آخر ، إخترت أن تكون حضنا لتراثنا الموسيقي و أعمال شخصيات اعتبارية تاريخية كان لها دورا في هذا الوطن.
تأسست هيئة المعلومة للثقافة و التراث و الفنون سنة 2011.
في الهيئة جانبا آخر للعمل الخيري و الإنساني يسند لقسم معلومة إحسان، قدمت من خلاله - و لله الحمد- الكثير من الأعمال الإنسانية و الخيرية ، إستهدفت مجموعات و أسر في أمس الحاجة إلى الإعانة و المساعدة من سكان ولاية أنواكشوط الجنوبية بشكل موسمي إستمر عدة سنوات، إلى أن تمت مضايقاتي الناتجة عن توجهي السياسي بوصفي غير مندفعة في إتجاه الحكومة آنذاك. ، فإستمرت تلك المضايقات إلى أن وصلت سحب جواز سفري ليحرمني ذلك التصرف من مواصلة جولاتي الفنية بالخارج الشيء الذي جعلني خارج الحلبة و غيب مشاركاتي و حضوري للأنشطة و المواسم الفنية الدولية مما كان له صدى سلبيا على مشواري، العالمي، و أنا الآن أحاول جادة أن أعيد تلك المكانة من خلال تفعيل برامجي و انشطتي بدء بإستئناف أنشطة الهيئة، حيث إتصلت بوزارة الثقافة في هذا الشأن و ناقشنا معا برامج و أنشطة الهيئة الملبية لإستيراتيجية قطاع الثقافة ، و من هنا تم إدراج هيئتنا في قائمة المنظمات و الهيئات المستفيدة من الدعم السنوي لهذه السنة ، جزاهم الله خيرا، و القادم أفضل.
س8:
بالرغم من أن الهيئة التي أنشأت ثقافية كان يتبع لها قسما للعمل الخيري يدعى معلومة إحسان ، قيل أنه إستفادت من خدماته مجموعات عريضة من فقراء مقاطعات :الرياض و عرفات و الميناء من خلال إعانات موسمية لفترة، ثم إنقطع النشاط.
ما مصدر تمويل تلك الأنشطة ؟، و ما السبب في إنقطاعها، و ما هي أهم الخدمات التي قدمتم ؟.
ج.س8: ما يتعلق بقسم المعلومة إحسان وهو المسند له الجانب الخيري في الهيئة له لجنة إشراف من الشباب تديره ، هي التي كانت تتصل كتابيا ببعض السفارات كسفارة الإمارات و سفارة السعودية من أجل الدعم ، و هذا هو المصدر الوحيد لتمويل تلك الأنشطة؛ مع أنني كنت أقوم بتوزيعات موسمية لمواد غذائية قبل إنشاء الهيئة، و كان مصدر تلك الإعانات عبارة عن تخصيص جزء من مرتبي الشهري و تقديمه لتلك المجموعات المستهدفة بالتعاون مع جمعيات شبابية ميدانية ، و هنا أسجل دعما سخيا قدمه لنا رجل الأعمال محمد ولد بوعمات إستفادت منه مجموعات كبيرة من مرضى الكلى و ذلك من خلال توزيعات نقدية، بالإضافة إلى إعانة معيلات أسر باحياء الترحيل بمقاطعات :الرياض و عرفات و السبخة.
س9:
هل من كلمة توجيهية أخيرة خلال هذه المقابلة ؟.
ج. س 9 : في ختام هذه المقابلة اشكر وكالة الإعلام الإخبارية على هذا الإهتمام الذي قل مثله في نظيراتها، و أشكر تلك المجموعات الشبابية المهتمة بأنشطتي و التي طالبت بمقابلتي، وجاء هذا اللقاء تلبية لتلك النداءات فشكرا لكم مرة ثانية.
اتمنى لكم جميعا كل الخير و بمناسبة الذكرى 60 لعيد الإستقلال الوطني أ المجيد أقدم لكم و لقرائكم و للشعب الموريتاني ككل تهانينا.
و اتمنى أن يكون - بإذن الله- هذا العهد عهد خير و بركة على كل الموريتانيين ، و أن تكون الإرادة قوية و جادة لتغيير واقعنا إلى ما نطمح له من إسترجاع اموال الشعب المسلوبة في ظل الأمن و الأمان.