الإعلام نت - حياكم الله وأهلا وسهلا بكم معنا في هذا اللقاء الذي أجرته وكالة الإعلام الإخبارية مع الصحفي و الباحث السياسي في قضايا الساحل الأفريقي، ورئيس تحرير إذاعة تلمسي تبنكورت محمد ويس المهري.
اتصلنا على الأستاذ محمد المهري وأجرينا معه اللقاء التالي:
1- أهلا بكم معنا أستاذنا وفي البداية، كيف يمكن النظر الى الوضع المالي حاليا في ما بعد الانقلاب، هل البلد في طريقه لتجاوز أزمة السنوات الماضية..؟
-أهلا بك أخي العزيز...
طبعا يبدو أن الأدارة الجديدة لديها رغبة في إيجاد حل لتلك الأزمات التي يعاني منها البلد و قد كان من أبرز التطورات في عهد النظام الجديد هو دعوة جميع الأطراف الفاعلة و المؤثرة في مناطقها للمشاركة في إدارة البلاد و كذلك التعاون معها .
2- معروف هو واقع الصراع الإثني في وسط البلاد المالية ، كيف سيتأثر بالوضع الراهن إيجابيا وسلبيا..؟
-في هذا الصدد كان من الجدير بالذكر هو الأتفاق و المصالحة التي أشرفت عليها و كان برعاية وزارة المصالحة بين قبائل الفلان و الدغون الذي أنهى سنوات من الصراع الدموي و تم ذلك في الفترة الماضية في مناطق وسط البلاد بعد فترة وجيزة من بداية هذا النظام الجديد .
3- يبدو أن السلاح لم يعد حلا للأزواديين في ظل الظروف الحالية، وبرأيكم في وجود قوة برخان وقوة الساحل هل يمكن الحديث عن حلول دبلوماسية في الأفق؟
- بالنسبة للأزواديين لم تعد هناك أي صراعات بينهم بعد توقيع إتفاق الجزائر للسلام مع الدولة المالية 2015 الذي تضمنت بنوده حلول للكثير من الأزمات و التحديات التي يعاني منها الأزواديين و اليوم بالذات كنت من ضمن الحاضرين لإجتماع بين حركتي بلاتفورم و سيما في منطقة أكلهوك في ولاية كيدال و كان هذا الإتفاق من أهم بنوده التأكيد على المصالحة و السلم و التنسيق الأمني و العسكري طرفي هذا الإتفاق و هما أهم الأطراف الفاعلة في أزواد و شمال مالي.
4- ما هو الدور الذي قد تلعبه قوة الساحل في ظل الظروف المتعلقة بالمرحلة الانتقالية التي تمر بها أقوى الجماعات المسحلة بعد مقتل درودكال..؟
- قد تكون قوة دول الساحل من أكثر الأطراف معرفة بالظروف الخاصة في المنطقة بحكم الجوار .
و لكن يبقى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه القوة هو مساعدة الدولة المالية في السيطرة و التأمين للمناطق الحدودية و المساهمة في تثبيت أجهزة الدولة و قواتها على المناطق و الولايات التي هي خارج سيطرة السلطات.
5- واقعيا هل برأيكم مازال الحديث عن دولة أزوادية أمرا ممكنا..؟
-في الوقت الراهن و في ظل الظروف الحالية يبدو الأمر بعيد و غير مطروح و خاصة أن بعض الأطراف و الحركات التي كانت تدعو لهذا الطرح أندمجت في الحكم في البلاد و لها حقائب وزارية في الحكومة الجديدة و أصبحت من المشاركين في إدارة البلاد .
و لكن ضعف الدولة و خروج الكثير من المناطق عن سيطرتها يبقى الأنفصال أحد الخيارات.
6- منهم الفاعلون الذين يؤثرون في مشروع الدولة الأزوادية أو حتى فكرة الكونفدرالية الأزوادية..؟
-من أهم الأطراف هي حركة بلاتفورم التي تضم عدة تحالفات مثل الحركة العربية الأزوادية و حركة غاتيا،
و الطرف الآخر هو حركة سيما التي تضم عدة تحالفات مهمة من أهمها الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
7- ما هي الحلول السلمية التي قد تقدم من خلال الجسم الافريقي بما أن فرنسا وأمريكا اختارتا طريق الحرب؟
-يعتبر الحل الذي يبدو ممكنا هو حل المفاوضات مع الجميع حتى الجماعات الراديكالية و خاصة أن هناك تجارب في العالم أنتهت في النهاية بهذا الأقتراح كما حدث في أفغانستان مع حركة طالبان .
وخاصة أن الحل التفاوضي قد أقترحته السلطات المالية رغم معارضة فرنسا و لكن يبدو أنه سيكون هو الخيار الناجع بعد فشل الخيارات الأخرى .
8- كيف يمكن استشراف مستقبل المنطقة في ظل هذا الصراع على النفوذ الذي حولها لبرميل بارود في الصحراء الكبرى تغذيه تجارة المخدرات العابرة للحدود..؟
-قد لا يخفى على أحد الصراع الذي يحدث على المنطقة من القوى الكبرى إلى جانب تعاظم دور الجريمة المنظمة و العابرة للحدود مثل تجارة المخدرات و السلاح التي لن تستقر المنطقة معها إذا لم يوضع لها حد و تكون هناك نية صادقة من دول المنطقة و المجتمع الدولي للحد من هذه الظواهر .
و إذا لم تكافح هذه الجرائم قد تخرج الأمور عن السيطرة و لن تستثني أي دولة من الجوار.
9- أين هي مكانة الحركات الجهادية والمسلحة عموما في مستقبل المنطقة..؟
-لا مفر لهذه الحركات من القبول بالتفاوض مع السلطات أو أنها قد تتعرض للضغط من جميع الأطراف خاصة أنه أصبح هناك غضب شديد من قبل السكان المحليين و بعض الأطراف الفاعلة من ممارسة هذه الجماعات في بعض المناطق.
10- برأيكم هل تستطيع مالي أن تخرج من أزمة أزواد سواء تحت مظلة G5 أو الإتحاد الإفريقي أو التدخل الفرنسي, خلال السنوات الخمس المقبلة..؟
-أظن أن الحل في مالي هو داخلي و يجب أن يكون مباشر بين الماليين و بدون أي تدخل خارجي و خاصة أن التدخل الفرنسي أثبت فشله و زاد من تفاقم الوضع في البلاد .
و لكن جهات مثل G5 أو الأتحاد الأفريقي قد تساعد مالي في الوصول لحل يرضي جميع الأطراف و بالذات بعد تجربة الجزائر في الوساطة بين الدولة المالية و الحركات التي كانت تطالب بالأنفصال و أنتهت الوساطة بتوقيع إتفاق الجزائر للسلام الذي أنهى الصراع المسلح مع الدولة المالية.
أشكرك جزيلا أستاذ محمد ويس المهري الصحفي والباحث في شؤون الساحل وأجو لك أوقاتا ممتعة.