
الإعلام نت - "الدولة الوطنية المكاسب والتحديات" كان عنوان ندوة علمية نظمها المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية "مبدأ" مساء أمس الأحد 29 نوفمبر 2020 في إطار تخليدا الذكرى الـ 60 لعيد الاستقلال الوطني.
رئيس المركز الدكتور محمد سيد أحمد فال (بوياتي) قال في كلمة افتتاحية إن الندوة تأتي في إطار تخليد ذكرى الاستقلال الوطني لطرح الإشكالات الكبيرة والمداخل الكبرى في مجالات، الموقع الاستراتيجي لموريتانيا والانسجام الاجتماعي والسؤال الحقوقي ، وتحديات وفرص الأمن الغذائي في موريتانيا، ثم الأمن المعرفي، والامن الصحي.
وأشار إلى أن مثل هذه الندوات التي ينظمها المركز يعزز من مستوى النقاش وتبادل الأفكار بين النخبة الفكرية والسياسية من أجل الخروج بإجابات وتقديم مقترحات حول الدولة الوطنية التي حققت بعض المكاسب ومازالت تواجه تحديات جمة على النخبة أن تواكبها وتساهم في خلق رأي عام حولها.
أما زير الخارجية الأسبق محمد فال بلال فقد تحدث خلال عرض ألقاه في الندوة عن أهمية الموقع الاستراتيجي لموريتانيا معتبرا أنها بالنسبة للمغرب العربي العربي هي جزء من الحل لكل الأزمات التي يعيشها.
وأكد ولد بلال على أهمية دور موريتانيا بين دول الساحل مشيرا إلى تأمين موريتانيا للحدود المالية البالغ طولها 2000 كيل ميتر، ومتحدثا عن تموين موريتانيا للسوق المالية واستضافتها للاجئين الماليين.
وتحدث الوزير الأسبق عن الحدود الجنوبية لموريتانيا واكتشافات الغاز الجديدة معتبرا أنها تمثل جسرا مهما للتبادل والتعاون الاقتصادي بين موريتانيا والسنغال، مشيرا إلى الروابط الثقافية والاجتماعية التي تجمع بين موريتانيا والسنغال.
أما النائب البرلماني العيد محمدن فقد تحدث عن الانسجام الاجتماعي والسؤال الحقوقي وقدم سردا تاريخيا لهذه الممارسة قبل الاستعمار مشيرا إلى أن الاستعمار كرسها وجيل التأسيس لم تكن محاربة العبودية جزءا من أولوياتها.
واستدل ولد محمدن -وهو محام - على فرضيته بغياب أي نص تشريعي أساسي يحارب هذه الظاهرة، معتبرا أن الأزمات الاجتماعية التي شهدتها موريتانيا تعود إلى التراخي في محاربة هذه الظاهرة.
ودعا النائب البرلماني إلى الإسراع في إيجاد حل حقيقي وفعال للقضاء على هذه الظاهرة المشينة والغير إنسانية.
الخبير الدولي في مجال الأغذية محمد فاضل ولد أحمدو قدم عرضا عن التحديات التي تواجهها موريتانيا في أمنها الغذائي ابتداء من المساحة الجغرافية والتحدي الاقتصادي مشيرا إلى أن بناء أمن غذائي يتطلب العمل على ثلاث مراحل هي التوفر والولوج والاستعمال.
ودعا ولد أحمدو إلى تجاوز الخطط الاستعجالية قصيرة المدى ومعالجة الاختلالات الكبيرة من أجل التغلب على الخلل البنيوي الذي يعاني منه هذا القطاع الحيوي والهام.
ومن جهته تحدث الدكتور أحمد ولد المصطف عن استراتيجيات التعليم في موريتانيا معتبرا أن "نسب النجاح المتدنية" تعتبر دليلا على ضعف هذه الاستراتيجيات ومؤكدا أن موريتانيا ا إلى الآن لا تمتلك استراتيجية تعليمية حقيقية للتعليم العالي وأن 94% من الطلاب الجامعيين يدرسون في نواكشوط.
ودعا ولد المصطف إلى بناء استراتيجية تعليمية تراعي الخصوصية الثقافية والحاجات الاجتماعية والاقتصادية للسكان من أجل خلق تنمية حقيقية تعتمد على الكفاءة والخبرة.
وفي الأخير قال الدكتور محمد محمود ولد اعل محمود مدير الصحة الوبائية بوزارة الصحة خلال عرضه في الندوة إن إشكالية الصحة في موريتانيا بدأت مع الدولة الوطنية ومرت بعدة مراحل وعلى فترات متعددة وقد عانت كغيرها من القطاعات الحكومية من عدة تحديات مثل النقص في الكادر البشري وكذلك المستشفيات.
وأشار ولد أعلى محمود إلى ضرورة أن تتكاتف الجهود من أجل الرفع من مستوى الخدمات الصحية في موريتانيا.
الندوة شهدت مداخلات عدة وحضرها العشرات من المهتمين بالشأن الموريتاني، كما شكلت ملتقى لتبادل الآراء بين شخصيات من مختلف الطيف الوطني، وتدخل في إطار الندوات العلمية التي ينظمها المركز خلال المناسبات الكبيرة.






.jpg)



