الإعلام نت - حياكم الله وأهلا وسهلا بكم في هذه المقابلة التي أجرتها وكالة الإعلام مع الباحثة في سيسيولوجيا الجريمة الأستاذة خديجة بنت لحبيب، والتي تطرقنا معها لمواضيع متشعبة تهم قراءنا الكرام ومحصنا أبعادها من خلال الأسئلة والأجوبة.
التقينا الأستاذة خديجة وطرحنا عليها السؤال الأول:
- تعد الجريمة من الظواهر التي حظيت بالدراسة و التقصي و توجهت إليها أبحاث العلماء و قرارات الاستراتيجيين وأولوها عناية خاصة كحقل مهم يستدعي تسليط الضوء عليه و محاولة تفسير و فهم أبعاده و صيرورته وفق التغيرات التي تفرضها الساحة الاجتماعية.
بوصفكم متخصصون في سوسيولوجيا الجريمة فما هي الجريمة و ما أسبابها و الدوافع في إرتكابها؟.
تعد الجريمة من أكثر الظواهر الاجتماعية قدما وذلك لأنها من اقدم الظواهر الاجتماعية التي صاحبت الفرد منذ ظهوره الأول على هذه البسيطة.
وقد اختلفت تعريفاتها وتعقدت ولعل ذلك راجع إلى أن ظاهرة الجريمة من الظواهر التي تتجاذبها عدة تخصصات مختلفة مثل القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإجرام والأنثربولوجيا الجنائية وكل علم يطلق عليها تعريفا مختلفا كل حسب زاوية معالجته للمشكل ونظرته لها .
ولعلنا سنقف قليلا لنفتح قوسا تعريفيا على الجريمة من الناحية الاجتماعية والتي تعتبر خرقا للقوانين والقواعد التي يضعها المجتمع لأفراده حتى لو لم يكن هذا السلوك الخارج على قوانين الضبط الاجتماعي مجرما قانونيا فإنه يعتبر جريمة في القوانين الاجتماعية.
وتختلف الأسباب وكذا الدوافع من شخص لآخر ومن مجتمع إلى مجتمع ولايمكن حصرها في أسباب محددة ألا ماكان منها مشترك شائعا بين مختلف الجرائم كتدني المستوى التعليمي والمستوى المادي وأخطاء التنشئة الاجتماعية ...إلخ.؛ من تلك الأسباب التي تغذي السلوكات الإجرامية المختلفة.
- السلوك الإنساني تقدره قوى خارجة عن السيطرة و الوعي الفردي مرتبطة بتكوينه العضوي أو النفسي حسب تصور المدرسة الوضعية،
فما التبريرات و القوى الخارجة فيما يتعلق بتزايد نسب و أنواع الجريمة في موريتانيا؟.
إن القول بالأسباب العضوية أو للوراثية وإرجاع أسباب الجريمة إليها لوحدها هي من الأخطاء التي أخذت على المدرسة الوضعية'إذ أنه من الصعب أن نأخذ بأحادية العامل فيما يتعلق بالظواهر الاجتماعية.وإنما تشتبك عدة عوامل مختلفة لتفرز واقعا إجراميا وفردا مجرما كما هو الحال في موريتانيا وفي العالم أجمع.
- هل للظروف الإقتصادية دورا في دفع الفرد نحو الجريمة و الانحراف عللي؟.
للعامل الإقتصادي دور مهم جدا في تكوين الشخصية الإجرامية...
وذلك نظرا لأن نقص الحاجات الضرورية أو المشاكل الناتجة الفقر غالبا ما تدفع الفرد إلى أعمال إجرامية كالسرقة والنشل وبيع المخدرات وحتى الدعارة بالنسبة للنساء.
- ما العلاقة بين خصائص البيئة الطبيعية و بين الميل و الإندفاع نحو ممارسة الجريمة؟.
لخصائص البيئة الطبيعية دور محوري في تكوين شخصية الفرد وفي توجيه سلوكه ومزاجه مما ينعكس سلبا أو إيجابا على تكوين شخصيته وتحديد مستقبله في عالم الجريمة من عدمها.
- فيما يتعلق بالعنف الإفتراضي يقال أن تسليط الضوء على مثل هذه الحوادث المتكررة و الإعتيادية أحيانا، هو السبب في تضخيمها.
ما هو رأيكم؟.
ربما.. مع أن الموضوع يحتاج لدراسة علمية لإعطاء إجابة دقيقة.
ولكني أعتقد أن طبيعة النفس البشرية هو الفضول. وهذا الفضول يقود غالبا إلى معرفة والإطلاع على الأمور المنهي عنها خاصة تلك التي تثير ضجة إعلامية .
- أغلب الشباب لا سيما في مراحل المراهقة باتوا ضحايا ظاهرة العنف الإفتراضي عبر الألعاب و التطبيقات الإلكترونية دون رقيب..
-ما الرسائل التي تريدين أن توجهيها في هذا المجال؟.
إن أهم رسالة يمكن أن توجه في هذا المجال هي الحديث والتأكيد على الحذر في التعامل مع هذه التطبيقات الحساسة والتي باتت تشغل معظم وقتنا وإهتماماتنا إنها حقا سكننا رغما عنا'وعليه يجب التعامل معها بحيث نتحكم في مساحتها التي ستشغل من حياتنا لا ان تتحكم هي فينا بلاوعي ودون رقيب.
ولمن؟.
أوجه هذه الرسالة لفئة المراهقين الذي لمّا يبلغوا بعد مرحلة التحصين الثقافي التي تسمح لهم بالتعامل الآمن مع هذه التطبيقات الحساسة.
- بالترتيب التنازلي أذكري أربع جرائم من أكثر الجرائم انتشارا في موريتانيا؟
_السرقة
_جرائم المخدرات بأنواعها.
_انتهاك حرمات الله.
_القتل.
8- ما هي أكثر الجرائم الموجود مرتكبيها في سجون انواكشوط؟.
_السرقة وجرائم المخدرات.
وكيف تفسرون ذلك؟.
يمكن أن أرجع أسباب إنتشار هذه الجرائم إلى عدة عوامل متشابكة أبزرها تدني المستوى التعليمي إلى جانب إنتشار الفقر البطالة في صفوف الشباب خاصة.وبالرجوع إلى الميدان نلاحظ أن أغلب المتهمين في هذه الجرائم هم من الفئة العمرية مابين 16_35.
- ما العوامل المؤدية إلى جرائم النساء و دور الخدمة الاجتماعية في مواجهتها..؟.
هناك عدة عوامل تتشابك وتتداخل لتغذي سلوكا إجراميا لدى شخص ما .ومن أبرز هذه العوامل والتي تعد من أبرز العوامل التي تحدثت عنها نزيلات سجن النساء هي
_العامل الاجتماعي سواء ماتعلق منه بعوامل التنشئة الاجتماعية أو التسرب المدرسي .
_العامل الاقتصادي : وذلك نتيجة لإنتشار البطالة في صفوف نزيلات سجن النساء بحيث تصل نسبتها تقريبا 70٪ حسب دراسة ميدانية أجريتها معهن.
- هل من كلمة أخيرة تودون توجيهها في سبيل نشر الطمأنينة و السلام و كبح جماح الجريمة بكل انواعها؟.
أريد أن أوجه كلمة مختصرة إلى الدولة وإلى المهتمين بهذا المجال سواء من طلبة وباحثين أو متضررين.
أن الجريمة ظاهرة اجتماعية موجودة في كل البلدان'إلا أنها تتراجع وتتعاظم حسب عوامل محددة ومعروفة وعليه يجب أن تبذل موريتانيا دولة وشعبا المزيد من الجهود من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي باتت تنتشر في مفاصل المجتمع بشكل كبير ومخيف ومعقد وتوجيه الإهتمام العام لكل الأجهزة الأمنية والإعلامية وحتى البحثية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تدمر المجتمعات وتعيق التنمية.
-أشكرك جزيلا الباحثة خديجة وأرجو لك أوقاتا ممتعة.