الإعلام نت - أهلا وسهلا بكم معنا في هذه المقابلة الحصرية والأولى من نوعها التي خص بها المدون المشهور و مراقب الخزينة العامة عمار ولد ابوه وكالة الإعلام ، وقد تناولنا في المقابلة جوانب متعددة وطرحنا أسئلة متشعبة أجاب عنها ضيفنا بكل أريحة مشكورا.
التقينا عمار وبدأنا مقابلتنا معه بالسؤال الأول:
-يتردد في بعض الأوساط أن حساب عمار رهن إشارة بعض الجهات مثل تيار النصرة مثلا ، كيف ترد .. ؟؟
"وشكم"، تكون نصرة المصطفى صلى الله عليه و سلم، تيارا، لم تنتظم النصرة قط في تيار، و لم تكن لها قيادة، تأمر و تنهى، كانت تعبيرا صادقا من مسلمين عن ألمهم من التشكيك في عدالة نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم، صفحتي رهن لقناعاتي، لست منتمٍ إيديولوجيا، و إن كنت شرقت و غربت إيديولوجيا سابقا، من التبتل في محراب القومية، للانتماء إيديولوجيا و حركيا للإخوان، لمغازلة و الاقتناع بيسار اليسار...كفرت بكل الإيديولوجيا و آمنت بالله الواحد الأحد، وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على مذهب الإمام مالك و عقيدة الإمام الأشعري...باختصار لست رهنا لأي تيار، أدعم كل ماهو إسلامي و عربي، وفق العقيدة أعلاه.
-من هو عمار الادارى المالي ومن هو عمار الشخص ، ومن هو عمار المدون.. ؟؟
لست إداريا ماليا، أنا مراقب خزينة عمومية، خريج المدرسة الوطنية للإدارة و الصحافة و القضاء، دفعتها الاولى منذ تغيير اسمها، سنة 2011، مولود بالرابع من مايو 1981 بمدينة انواذيبو، متزوج، أحاول أن أكون صادقا مع نفسي و مع من أتعامل معهم..منفتح على ثقافة الآخرين (أجيد اللغة الفرنسية و الاسبانية، و أفهم ما أحتاجه من الانجليزية، و لكني معتز جدا بلغة النبي صلى الله عليه و سلم، التي نزل بها عليه كلام ربه)، لست مدونا، أكتب ما أراه صوابا على صفحة أنشاتها منذ عشرسنوات على هذا الفضاء، أكتب رأيي في كل شيء، إلا ما يخدش الحياء العام، أو يتجاوز المفاهيم المجتعية ك "اتشمشي"، في الغالب.
-متى بدأت فكرة التدوين تتحمض في ذهنكم ، وكيف ترى مستقبل التدوين في البلد.. ؟؟
لم تتمحض بعد، كما أشرت سابقا...انا اكتب حسب الرغبة و الرأي والوقت....لذا لا أتخذ الكتابة مهنة، لأني غير قادر على ذلك ببساطة...
أرى ان الفيس بوك، اداة، إن استخدم في الخير كان نافعا، و ان استخدم في الشر كان ضارا، لذ أحاول ان استخدمه في دعم قناعاتي، التي أعتقد انها في الخير، محترما المبدأ المشهور، أن حريتي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخر..
-هل ترى أنه يمكن تغيير الواقع من خلال التدوين على الفيسبوك.. ؟؟
يمكن خلق وعي مجتمعي بدولة القانون و الحريات، تعريف بالحقوق و الواجبات...لذا بلى، يمكن تغيير الواقع من خلال الفيس..
-البعض يتهم كبار المدونين -وأنت منهم- بمحاباة أشخاص والتهجم على آخرين لأهداف شخصية، كيف ترد.. ؟؟
لست من كبار المدونين، حتى بالمفهوم الإحصائي، فعدد الأصدقاء و المتابعين، لا يصل العشرين الفا، و هناك مئات تجاوزوا هذا الرقم..من النادر أن أتهجم على شخص بعينه، و الاكيد، أني لا أتحدث إلا عن الشخصيات التي تتصدى للشأن العام،...بالطبع هناك أشخاص لا أحب انتقادهم، فانا لست ملاكا، و لي مشاعري من الحب و الكره و لي انتمائي الاجتماعي و السياسي، الأكيد أني لن ادافع عن مفسد ثبت لدي فساده، لكني لا ادعي العصمة، وليست صفحتي محلا تجاريا، و لا خدمة عمومية.
- هل سبق أن دخلتم في دوامة ملاسنات مع احد المدونين أو التيارات وكيف حصل ذلك. ؟؟
كثيرا ما تقع، وقعت لي مع داعمي النظام السابق، الذي كنت أدعمه، في قضية المشكك في عدالة النبي صلى الله عليه و سلم، وكتبت حينها ان النظام "نظام إساءة"، بعد تبرئة المسيء، و مع نفس المجموعة ايضا في قضية ولد بوعماتو و لد لمام الشافعي و مركز تكوين العلماء و جمعية المستقبل، كانت التهم جاهزة، الانتماء المتخفي للإخوان و معارضة النظام، و دفعت ثمن عدم التطبيل للمأمورية الثالثة، و تناولي للموضوع على صفحتي من الناحية القانونية و الدستورية، التي لا تدعم طرحهم...حدث شيء من ذلك مع هذا النظام، في عدة مواضيع، حدث ذلك مع بعض المدونين الداعمين لحزب تواصل، بسبب انتقادي للرئيس محمد جميل منصور، على خلفية تهنئته لابنه على التعيين الخارق لقانون الوظيفة العمومية و القانون المنظم للمفتشية العامة لوزارة المالية.
-هل ينتمي عمار لأي تيار إديولوجي أم أنه بمعزل عن ذلك.. ؟؟
كما قلت سابقا...
حالا لا انتمي لأي حزب سياسي، بشكل عملي، هناك انتماء عام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، كاي داعمٍ لهذا النظام من تَرِكَةُ النظام السابق..هههه، ولا انتمي لأي تيار إيديولوجي بالمفهوم التنظيمي، حتى اللحظة مقتنع بشخص رئيس الجمهورية، و انه يحاول القيام بشيء إيجابي.
-كمدون كيف تنظر الى الحملات الشعبوية التي تنظم افتراضيا مثل "خلوها اتفلس" و "نذيرو لاتولي" ماهي نتائج تلك الحملات إجابيا وسلبيا.. ؟؟
اندفعت كثيرا في الحملتين،و خاب ظني فيهما...لا أرى بأسا في هذه الحملات...تحاول دائما ان تقوم بشيء مفيد للمجتمع، كدعم إصلاح أو رد فساد، لاكنها سرعان ما يتم اختطافها بعد ذلك.
-كيف تقيم السنة الأولى من حكم غزواني.. ؟؟
لم تساعده الظروف، و لم يمهله الرئيس السابق، و لا جائحة كورونا، اضطره الاول سياسيا، للاحتفاظ بكثيرين، هكذا هي السياسة، و اضرته الثانية بعدم تحقيق النمو الذي يطمح له..
رغم ذلك..أراه يحاول بشكل معقول ان يُقَوِّم المعوج، و يكمل الناقص،وينشئ المعدوم من حاجيات دولة التنمية والقانون التي نطمح لها.
-هل ترى بأن الدولة الآن تسير على النهج الصحيح ، وبماذا تنصح القائمين على الشأن العام.. ؟؟
نعم، على النهج الصحيح المتاح و الممكن، تجر إرثا ثقيلا في مجالات حيوية، أتوسل إليهم ان يفَعلوا القوانين ودولة المؤسسات..فهي الضامن الوحيد لحقوق الجميع.
-ماهو رأيك في تداعيات ما بعد إحالة تقرير اللجنة البرلمانية للقضاء، هل ترى فيه استهدافا للرئيس السابق..؟؟
سياسيا، ربما تكون هناك محاولة لمنعه من ممارسة السياسة، باموال تقول اللجنة و القضاء أنه حصلها بطرق غير قانونية..محاكمته فتبرئته او إدانته هي الطريق الوحيد لحفظ حقوق الجميع، بما فيهم الرئيس السابق نفسه.
أرجو ان يقوم القضاء بعمل تقني متقن، كما قامت السلطتان البرلمانية و التنفيذية بما عليهما...
لذا، أظنها تجربة ستغني تراكمنا في ممارسة دولة القانون.
-لو حدث أن توليت قطاعا مكلفا بقوننة الفضاء التدويني كيف ستكون معاملتك للمدونين.. ؟؟
سأطبق القانون، التشهير و تلفيق الاخبار الكاذبة و الاضرار، معاقب، و حرية التعبير مكفولة...
هناك فرق بين الرأي و الخبر .و كما تعلمون، التحليل حر و الخبر مقدس.
-التدوين بالنسبة لك ، هل هو رسالة أم رقابة أم ترفيه.. ؟؟
كل هذا...بل يصل درجة العبادة، فكما تعلمون، إنما الاعمال بالنيات...فما يرفع منه الظلم عن ضعيف جهاد، و يصل مرتبة كلمة حق أمام سلطان ظالم، و سلطان هنا لا تعني الرئيس بالضرورة، فقد يكون الظالم هنا رئيس قسم بإدارة أو وكيل سلطة عمومية.
-هل حظرت شخصا قبل اليوم وما هو السبب ، وإذا كان الجواب بنعم ، فما عدد من يجلسون في قاعة الحظر لديك.. ؟؟
حظرت كثيرين...
في الأغلب الأعم، بسبب التشكيك في المقدسات الدينية، او الاسماء المستعارة التي يقوم اشخاص جبناء بفتحها فقط من أجل سب الناس او التطاول عليهم...
لم احظر قط بسبب خلاف فكري او سياسي...
-متى تستخدم الأسلوب الحاد ومتى تكون متسامحا مع المتفاعلين.. ؟؟
أكون حادا، في الدفاع عن المقدس الديني، و لا مبالٍ حتى، في بعض الأحايين عندما يكون الخلاف سياسيا..
بما تنصح من يبدأون أولى خطواتهم الآن على طريق التدوين.. ؟؟
لست أهلا للنصح...
علينا فقط تذكر أن هذه كصحائفنا التي سناخذها باليمين أو الشمال يوم القيامة...فالنحذر..!
برأيك هل يمكن أن تنظم الدولة الفضاء الافتراضي ، وماذا ستكون نتائج ذلك على الفيسبوك . ؟؟
هناك قانون يحدد الحقوق و الواجبات...رغم تضييقه لبعض الموسع، و تحريمه لبعض الحلال، لكنه ضروري لتنظيم الفضاء...و إن كنت كتبت ضده..لأن حرية التعبير مقدسة، ما لم تصل لمقدس.
أشكرك جزيلا أستاذنا عمار ولد ابوه على رحابة الصدر وعلى وقتك الذي خصصت لنا ، وأرجو لك أوقاتا ممتعة.