بالنسبة للعمل النسائي الوطني، فقد شكل افتتاح السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل للمنصة الرقمية للمهارات النسائية، بداية ربيع مبارك لتغيير الواقع نحو الأفضل، فحضور سعادتها الشخصي في ظرف صحي استثنائي، أعطى على نحو لا سابق له أملا لكسر عهد الشعور بالعزلة واليأس من التعاون الإيجابي الرسمي والتراكمات التي أحاطت المراة بدائرة محكمة من الإحباط ونزعت ثقة النساء من حكومات متتالية بَنَتْ سياساتها العامة على ثقافة ذكوريّة تقصي المرأة أو تقلص – في أحسن الأحوال – مشاركتها الى أقل المستويات.
فالحصول على المعلومات الدقيقة عن مهارات النساء ومجالات إبداعهن التي ستقدمه هذه المنصة الأولى من نوعها في بلادنا، ورصد وتتبع ما تعج به الساحة من كفاءات نسائية شابة، ومن مختلف الأجيال بغية مشاركتهن في دوائر القرار الإداري والفني والسياسي الوطني، يعطي الشعور ببداية عهد للتحفيز الاجتماعي الشامل يُنظر فيه إلى كفاءة المرأة ودورها المحوري في معركة التنمية، نظرة إنصافٍ وعدل، تنهي استبعاد النساء في معركة البناء وتؤكد أن أمره لم يعد خيارا مطروحا، وأن عهدا يُفتح فيه البابُ امام المرأة لانتزاع دورها قد بدأ، وولَّى عهد انتظارها البائس للدور الذي يُسمحُ لها بالقيام به.
كان حضور سيدة أولى بهذا الاندفاع والتميز المعزز بقدرات ذاتية معروفة، أولها: حملها لشهادة جامعية عليا، مرفقة بتكوين علمي دقيق جمعت صاحبته بين التحصيل الأكاديمي المتخصص، ومهارات اللياقة والاتيكيت التي حازتها من مدارس الانضباط وتطوير مهارات القيادة وتوجيه المجموعات بعيدا من قبضة الهياكل التقليدية والانقسامات الاجتماعية الضيقة.
جاءت السيدة الأولى لتدشين المنصة الرقمية يوم 15 يوليو 2020 حاملة في معطفها النسائي كامل الأنوثة وأناقة الشام وبهاء دمشق وهي توزع في الربيع من شرفات شاهقاتها اريج الياسمين.. وعطر الزخم الحضاري الناعم.
جاءت الدكتورة تنشر بمودتها ولطفها الدفئ والمودة في نفوس المشاركات وتحفزهن للمساهمة في صناعة مستقبل بلدهن وتطوير أدائه السياسي والاقتصادي، وتحثهن على التفاوض المصمم على تقاسم المسؤولية وانتزاع الدور المنوط بهن، وتطمئنهن على ظهور بيئة مؤاتية وإرادة سياسية فعلية للتغيير، عبَّرتْ عنها خطوات كثيرة للنظام وتوَّجها حضور السيدة الأولى للمنصة، تأكيدا على الإرادة السياسية القوية للعهد الجديد والحرص على توسيع قدرات المواطنين ومنهم النساء للمساهمة في القرارات الاستراتيجية لبلدهم، وكانوا في السابق محرومين منها، كما عبر بعضهم عن ذلك وسكت بعضهم الآخر، وإن كان السكوت ليس دائما علامة للرضا.
الأستاذة تحي لحبيب
رئيسة الاتحاد العام للمرأة الموريتانية