الإعلام نت - مقابلات: نرحب بكم في مقابلة جديدة على موقع الإعلام نت، ضيف مقابلتنا اليوم هو الناشط والكاتب محمد الأمين الفاظل العضو المؤسس في حملة معا للحد من حوادث السير، وعضو لجنة متابعة صندوق كورونا، وعضو معا لمحاربة الفساد، وعضو مرصد من أجل موريتانيا لمراقبة الانتخابات، وعضو حملة معا للتوعية ضد كورونا، وعضو كذلك في العديد من الأنشطة والتجمعات وفاعل في المجتمع المدني. بداية أرحب بكم ضيفا عزيزا الأستاذ محمد الأمين.
س - اختتمتم منذ أيام حملة تحسيسية دامت 6 أيام مواكبة لإعادة فتح الطرق بعد إغلاق دام أربعة أشهر بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس كورونا، كيف كان تقييمكم لهذه الحملة؟
ج - اعتقد أن الحملة التي واكبت إعادة فتح الطرق بعد إغلاقها قرابة أربعة أشهر انطلقت في الوقت المناسب، وكانت جيدة، واكبت أياما صعبة كانت تسبب لنا الكثير من القلق بسبب الخوف مما قد ينجم عن عودة الحياة للمحاور الرئيسية في نفس الوقت، حيث كنا نتوقع تدفقا كبيرا للسيارات وهو ما يعني احتمال وقوع العديد من الحوادث، وبالتالي كانت مواكبتها بالتوعية والتحسيس مسألة مهمة، وقد واكبنها لمدة 6 أيام في المحاور الأساسية.
كنا نقوم بالتوعية ضد مخاطر حوادث السير وضرورة التقيد بالضوابط والنصائح المرورية، كما كنا نقوم بتوعية سالكي الطريق بضرورة التقيد بإجراءات السلامة في ما يتعقل بانتشار فيروس كورونا لأن المواطن العادي قد يعتقد أنه بعد رفع كل الإجراءات أن الفيروس لم يعد موجودا، ومن المهم التذكير بأن الوباء لا زال موجودا، ومن المطلوب توخي أقصى درجات الحيطة والحذر ووتجنب الاختلاط في المطاعم والمحطات وكل الأمور التي من شأنها الحد من تفشي الوباء.
وبشكل عام الحملة كانت جيدة؛ فرق شبابية توزعت على نقاط معينة وباشرت حملتها بشكل جيد ومسؤول، ووجد قدرا كبيرا من التفاعل الإيجابي سواء من المواطنين والناقلين أو من الجهات المسؤولة، فقد زارت اللجنة الوزارية الشباب ووقفوا على العمل وثمنوه.
وأعتقد أننا تحركنا في الوقت المناسب، وقمنا بعمل هو المطلوب في الوقت الراهن، ولا شك أننا قد نكون أسهمنا في التوعية خلال هذه الفترة الحساسة.
ومن حيث المقياس أو إن كان لما نقوم به نتيجة أعتقد أن مستوى الحوادث كان دون المتوقع لله الحمد وبالتالي أعتقد أنه قد يكون الفضل في ذلك عائد لجهات عديدة لكن أعتقد أننا جزء من المشاركين في ذلك.
وبشكل عام كانت حملة جيدة انطلقت في الوقت المناسب ونفذت بالشكل المناسب، وهي مجرد خطوة من سلسلة حملات ستتواصل في المستقبل ونحن في جاهزية دائمة كل ما اقتضت الضرورة ذلك.
س - لا يزال المتابع حتى اليوم يلاحظ بعض الخروقات الواضحة مثل الحمولة الزائدة وحمل الأشخاص فوق الأمتعة وفي ظروف بعيدة عن درجة الأمان المطلوبة وتتجاوز نقاط التفتيش، من المسؤول عن هكذا مسلكيات؟
ج - بخصوص ما يتم رصده من مخالفات كالحمولة الزائدة وحمل الأشخاص فوق الأمتعة وعدم احترام قواعد السلامة المرورية بجميع أشكالها، أعتقد أن المسؤول الأول عنه السلطة وخصوصا نقاط التفتيش؛ قطاع الدرك قطاع الشرطة وإدارة النقل، هؤلاء هم المسؤولون عن هذا الموضوع وبالتالي لا يزال ثمة تقصير في هذا المجال.
سمعنا أن وزارة التجهيز ستقتني رادارات لتحديد سرعة السيارات، وأن موضوع السرعة سيراقب مستقبلا.
ولكن بخصوص الحمولة الزائدة والأمور الأخرى كالحمولة الزائدة لا علم لي بخطوة للوقوف في وجهها وتتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى السطلة، وفي الدرجة الثانية السائق والركاب، فالسائقون والركاب يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع، فقد رصدنا في بعض الحالات ففي بعض الفترات كانت السلطات تمنع مرور أي سيارة لديها حمولة زائدة ولديها مقياسا لذلك، ونرصد سيارات تحمل أمتعة لتتجاوز بها نقاط التفتيش وتسلمها لسيارات اخرى وتعود إدراجها والركاب مشاركون في هذا التحايل ويرضون أن يمارس عليهم.
والمسؤولية بشكلعام مجتمعية وعلى كل حال تدخل في جانبها الأول تحت مسؤولية الدولة فالمفروض أنها هي المسؤول الأول عن الصرامة في تطبيق القانون.
وإن أضفنا مسؤولا رابعا فسيكون المجتمع بصفة عامة، فالعلماء والإعلاميون والمثقفون وغيرهم من المفروض أن يشاركوا في التوعية ضد خطورة حوادث السير، وثمة تقصير في هذا المجال، بل بالعكس تجد من النخبة من يرتكب هذه المخالفات على الملأ في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون قدوة.
س - ما ذا عن الصعاب والتحديات التي واجهتم في حملة معا، وهل وجدتم التعاون الكافي من طرف السلطات؟
ج - بخصو التحديات والصعاب أعتقد أن الحملة مرت بعدة مراحل:
في البداية كانت الصعوبات جمة، وقد انطلقنا في 07 أغسطس 2016 بالتالي في السابع اغسطس القادم نكمل عامنا الرابع، في البداية واجهنا العديد من الصعوبات فالسلطات كانت بدلا من المساعدة تقوم بمضايقتنا، مع أنه منذ انطلقنا كنا نجد تعاونا جيدا من قطاع الدرك، ومن الإعلام الرسمي التلفزيون الرسمي هو الآخر كان يتيح لنا الفرصة للمشاركة في بعض البرامج وتقدم أنشطتنا كمادة خبرية، بينما تقاطعنا الإذاعة الموريتانية والوكالة الموريتانية للأنباء.
إذن في البداية وجدنا تعاونا من الدرك سيفتر في ما بعد قليلا، وكذلك التلفزيون الرسمي من قطاع الإعلام، وبكل تأكيد وجدنا دعما كبيرا من المدونين وكل المواطنين الموريتانيين العاديين والمثقفين كذلك.
وقد حصلنا على دعم من المجموعة الحضرية في ظل قيادة السيدة اماتي منت حمادي، فقد تعاونا معها في لا فتات دعائية كبيرة على مخارج العاصمة، هذا فقط هو ما حصلنا عليه من التعاون من الجهات الرسمية في فترة النظام السابق.
وفي فترة الحملة الانتخابية تقدمنا بعريضة مطلبية تحت عنوان "العريضة المطلبة لحملة معا للحد من حوادث السير" وسلمناها للمرشحين الرئيس سيدي محمد ولد ببكر والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وقد تبنى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مطالبنا، وعند وصوله للسطلة شعرنا فعلا أن ثمة نوع من الاهتمام بالموضوع، لأن أول اجتماع لمجلس الوزراء للتعارف نوقشت فيه قضايا حوادث السير وشكلت لجنة وزارية للسلامة الطرقية واتاحوا لنا في أول نشاط لتلك اللجنة أن نشارك معهم في نشاط على طريق بتلميت، وكان هو أول تعاون رسمي كما أتاح لنا بعد ذلك المشاركة في النشاط الأخير لمدة ستت أيام، ونتوقع المزيد من التعاون في هذا المجال.
وبالتالي التحديات كانت في البداية صعبة واجهنا خلالها الكثير من السخرية والاستهزاء ومع الوقت بدأت الأمور تتحسن واليوم بات جميع المواطنين يحتضننا، وبات لدينا مستوى معين من التعاون مع السلطات، ليس ذلك المستوى الذي نطمح له ولكن على الأقل مستوى يحصل عليه السكوت بل ويعتبر جيدا بالمقارنة مع الوضعية السابقة، ونرجو أن نتغلب على بقية الصعاب، كما نرجو انت تنتقل الأنشطة من الحسن إلى الأحسن، وعلى كل حال بدأ يتشكل وعي جديد بأهمية هذا الموضوع وكذلك أهمية التحسيس به.
س _ تعودنا في موريتانيا أنه كل ما أقدم شخص أو مجموعة على خطوة ولاقت نوعا من الاستحسان يقبل عليها بعض المقلدين واالسالكين لنفس الطريق ولن تكون معا للحد من حوادث السير بدعا من ذلك، فهل تخشون تمييع القضية؟
ج - أعتقد أن للموضوع جانبين جانب سلبي وجانب إيجابي.
فدخول غير المتخصصين للمجال يضفي عليه نوعا من التمييع إلا أن دخول المهتمين بالموضوع وتعمل بجد وتكمل ماتقوم به مهم.
فالموضوع كبير ومتشعب ويحتاج الكثير من الجهد.
بالنسبة لنا نحن لا نخشى التمييع لأننا نمارس هذا العمل والكل يعرف ما قمنا به فيه ولا نخشى تمييعه لأننا قدمنا صورة حسنة عن أدائنا وسنحافظ عليها.
وأعتقد أن دخول المتطفلين ومحاولة تمييع المجال لن تفلح لأن هؤلاء المتطفلين غير معروفين، ونحن قدمنا صورة جيدة للرأي العام الوطني.
اما بخصوص الجادين فكثيرا ما طلبنا تكاتف الجهود ودخول المجال لما له من أهمية.
وبشكل عام لا نخشى على سمعتنا فقد كونا صورة جيدة لدى الرأي العام وسنحافظ عليها بإذن الله.
س - إسهام الإعلام بشكل عام والتدوين بشكل خاص، في الحملة هل ترون أنه يحقق المطلوب، في ظل غياب الإعلام الرسمي؟
ج - أعتقد أن الحملة نجحت بالإعلام فقط وخصوصا الإعلام الجديد، المدونين ومواقع التواصل الاجتماعي، الذين كانوا يتناولون أنشطتنا بشكل دائم، وكذلك يتناولون حوادث السير والسلامة الطرقية، وبالتالي فقد وجدنا احتضانا كبيرا من المدونين.
وبخصوص الإعلام الخاص حصلنا فيه على مساحة كبيرة وأما الإعلام الرسمي فقد وجدنا مساحة مهمة على التلفزة الرسمية، وأعتقد أن كل هذا ساعد بشكل عام في نجاح الحملة وخصوصا ما قامة به المدونون.
س - هل من كلمة أخيرة؟
ج - اذكر القارئ الكريم أن السلامة الطرقية مسؤولية الجميع، فكل منا مسؤول من جانبه، وكل منا يجب أن يقوم بدوره في التوعية والتحسيس لأن ذلك هو ما يضمن سلامته هو أولا، فذلك السائق المتهور إذا لم تقم بتحسيسه قد يتسبب لك لا قدر الله في حادث سير.
إذن فحمايتي لنفسي تقتضي أن أبذل جهدا في توعيتي لغيري، فمن الصعب أن تجد أسرة موريتانية إلا وعانت أو تعاني من حوادث السير، سواء كان لديها فقيد أو من لديه عاهة مستديمة أو ضياع مال بسبب حادث سير.
لذلك فإنه ينبغي على كل منا أن يقوم بجهده في التوعية والتحسيس، وخصوصا الفقهاء والمدونين والصحافة والمثقفين وغيرهم.
أشكرك شكرا جزيلا ضيفي الكريم الأستاذ محمد الأمين الفاظل عضو حملة معا للحد من حوادث السير، على الوقت الذي خصصت لنا رغم المشاغل الجمة، وأتمنى أن تكون لنا لقاءات أخرى حول مواضع أخرى.