يحلم الاعلامي المغربي الحسن ايت بيهي، بمغرب عربي بدون حدود، "يمكن فيه السفر من أقصى موريتانيا إلى حدود مصر دون أن يوقفنا احد ليطلب منا بطاقة الهوية".
ويرى بأن هناك مجالات عدة يمكن استغلالها لإحياء القواسم المشتركة وتوثيق الروابط، والقفز على حواجز وخلافات السياسيين من اجل تحقيق حلم شعوب المنطقة، ولنا في الاتحاد الأوروبي المثال .
يعتبر ايت بيهي في هذا الحوار لبوابة افريقيا الاخبارية، ان الدول المغاربية لها كل مقومات الوحدة من ثروات فلاحية وبترولية وموارد بشرية فقط تنقصها الإرادة لتحقيق حلم الشعوب المغاربية.
نص الحوار
• اي دور للإعلام في تحقيق طموح شعوب المنطقة المغاربية في الوحدة؟
مما لا شك فيه أن الإعلام لعب دائما دورا في تقريب الشعوب في كل مكان.. هذا الدور غالبا ما يكون إيجابيا خاصة إذا تعلق الأمر بالدول الغربية التي نجح أعلامها في تجاوز خلافات تاريخية يتجاوز بعضا قرونا من الصراعات والتطاحنات.. لكن في حالتنا العربية على وجه العموم، والمغاربية على وجه الخصوص، لا زال الإعلام يسير في ركاب الحكام مؤججا الخلافات ومضيفا الزيت على النار مما يجعله يساهم في خلق نوع من التباعد غير المفهوم بين الشعوب..
صحيح ان هناك تجارب تجاوزت البعد الوطني إلى ما هو مغاربي لكنها تبقى محدودة ولا تجد الدعم اللازم لها بسبب القضايا الخلافية سياسيا، ورغم انه على صعيد ما هو اجتماعي أو رياضي نجد ونلاحظ نوعا من التقارب وبالتالي فما تفرقه السياسة يمكن للرياصة ان تجمعه كما يمكن استغلال ذلك لخلق تقارب بين الشعوب ولنا في تقارب الشعبين المغربي والجزائري خير مثال رغم الخلافات السياسية بين قيادات البلدين بسبب الخلاف بخصوص قضية الصحراء المغربية.
• كيف يمكن رسم استراتيجية إعلامية مغاربية يكون هدفها توثيق أواصر الترابط شعوب المنطقة؟
** ان رسم أي استراتيجية لا يمكنها أن تتم إلا باقتناع العاملين في الإعلام المغاربي بضرورة النأي عن كافة الصراعات خاصة وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.. الحديث عن توثيق الروابط يأتي من خلال استحضار ارثنا المشترك تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا.. الاستراتيجية يمكنها أن تركز على عاداتنا وتراثنا المشترك وايضا من خلال الشعب لتأسيس إطارات إعلامية مغاربية هدفها التنسيق وممارسة الضغط على الرأي العام ودوائر القرار بعيدا عن خدمة آية أجندات خاصة.. المهم هو أن تكون هناك نية خالصة لخلق أواصر التقارب ولم لا الحرص على نشر مواد إعلامية مشتركة في وقت واحد في كل وسائل الإعلام المغاربية ان لم نقل بعضها على الأقل التي تحمل هم الوحدة المغاربية.
• هل هناك مجالات أخرى يمكن تساهم في بشكل او باخر في إحياء المشروع المغاربي؟
** المشروع المغاربي لا زال في ظل الخلافات القائمة حلما بعيد المنال.. فكل المحاولات التي تمت فيما قبل كان مصيرها الفشل... اتحاد المغرب العربي مجرد إطار فارغ لا دور له ولا رأي.. وبعيدا عن الإعلام اعتقد ان الكرة اليوم في مرمى الفاعلين الاقتصاديين لإصلاح ما أفسده الفاعلون السياسيون فمن خلال بوابة الاقتصاد يمكن ملامسة أوسع فئات المجتمعات المغاربية التي يمكنها ممارسة الضغط على السياسيين من أجل التفكير في خلق اندماج مغاربي.. لنأخذ من الاتحاد الأوروبي نموذجا لنا والذي يعتمد على الاقتصاد أكثر من أي شيء آخر رغم انه يناقش الوحدة الاندماحية منذ سنوات.. لكن رغم الخلافات التي تطفو بين أعضائه بين الفينة والأخرى إلا أننا نلمس رغبة لدى كل مكوناته في الحفاظ على الوحدة الاقتصادية.. هل نحن عاجزين عن ان نكون مثلهم؟!!
• هناك غياب لروابط إعلامية وثقافية مغاربية، ماهو السبب؟
** بكل بساطة لأن كل يغني على ليلاه.. وكل وسيلة إعلامية تسبح بحمد ولي نعمتها وتدافع عن مصالحه عادلة كانت أم غير ذلك..
كلمة اخيرة
اتمنى ان يأتي اليوم الذي نرى فيه حلم الاتحاد المغاربي يتجسد على أرض الواقع.. والغى الحدود بين الدول المغاربية حيث يمكننا السفر من أقصى موريتانيا إلى حدود مصر دون أن يوقفنا احد ليطلب منا بطاقة الهوية.. الدول المغاربية لها كل مقومات الوحدة من ثروات فلاحية وبترولية وموارد بشرية فقط تنقصها الإرادة لتحقيق حلم الشعوب المغاربية.
المصدر:بوابة افريقيا