العطس هو خروج لا إرادي ومتشنج للهواء من الرئتين عبر الأنف والفم، وهي حركة مفيدة للإنسان لأنها تمكن الجسم من التخلص من الجسيمات الدخيلة والمواد المثيرة للحساسية عبر الأنف ومن خلال المخاط الأنفي، وفقا لتقرير للكاتبة كريستينا روداكوفا في موقع "آف.بي" الروسي.
وهناك العديد من المواد المثيرة للحساسية والجزيئات الخارجية الموجودة في الهواء التي تسبب الإزعاج للغشاء المخاطي في الأنف، وهو ما يؤدي إلى العطس ومشاكل في التنفس في الطقس البارد.
كيف يحدث العطس؟
عندما تبدأ الدغدغة أو الوخز في الأنف، يأخذ الإنسان نفسا عميقا يملأ رئتيه بالهواء، ثم ترتفع اللهاة، ويتحرك ظهر اللسان ليصبح قريبا من الحنك الصلب، وتتقلص العضلات الوترية؛ مما يزيد الضغط داخل البطن والصدر بسبب الزفير القوي الذي يحدث عبر البلعوم.
وفي الوقت نفسه، يتحرك الهواء بسرعة 12 لترا في الثانية خارج الأنف والفم عند العطس، مرفوقا بقطرات صغيرة من المخاط واللعاب الذي ينتشر على مسافة مترين أو ثلاثة أمتار، وهو ما يمثل خطرا على الأشخاص المحيطين بك، خاصة إذا كنت مصابا بفيروس معد.
ولا تؤدي عملية العطس إلى توقف القلب، بل إنه لا يفوّت أي دقة، إلا أن نسق ضربات القلب قد ينخفض قليلا عند أخذ نفس عميق، ولكن هذا التأثير طفيف ولا يظهر على الإنسان.
ويعطس الإنسان عند نتف شعر الحاجب لأنه يسهم في تحفيز أعصاب الوجه، وقد يعطس البعض بسبب برودة الطقس، أو جراء الإفراط في الطعام، أو حتى عند الإثارة الجنسية. ويعتقد العلماء أن الحالة الأخيرة قد تساعد الإنسان على تحسين إدراك مادة الفرمونات المسؤولة عن الانجذاب الجنسي بين الشريكين.
ونحو ما بين 18 و35% من الأشخاص يعطسون عند التعرض للضوء الساطع. وهذه الظاهرة يرثها الطفل عن أحد والديه، وهي ليست حساسية ضد الشمس. وحسب العلماء قد يكون العطس إشارة من المخ حتى يقوم الجسم بتضييق بؤبؤ العين استجابة لكثرة الضوء.
والعطس مع إبقاء العينين مفتوحتين لا يؤدي لخروجهما من مكانهما، إذ إن هذا الأمر يحتاج لعضلات أكثر لدفع العينين إلى الخارج عند العطس. ومع ذلك، يغمض الإنسان عينيه عند العطس لأن هناك عصبا يربط العين والأنف مع المخ، وهو يرسل إشارة لغلق الجفون.
ولكن السبب وراء ذلك لا علاقة له بإبقاء العين في مكانها. وعلى الرغم من أن فتح العينين أثناء العطس لا يشكل أي خطورة، فإن بقاءهما مفتوحتين صعب جدا.
وفي العادة، يعطس الإنسان مرتين أو بضع مرات، حيث إن هذا الأمر يتكرر إلى أن يتحقق الهدف منه، وتختلف مدة العطس من شخص لآخر؛ فهناك من يعطس دائما مرة واحدة فقط، والبعض يعطسون مرتين متتاليتين، وآخرون يعطسون أكثر من عشر مرات متتالية.
خطورة حبس العطس
لا يمكنك غلق أنفك وفمك إذا شعرت بالرغبة في العطس، وإذا أجبرت نفسك على القيام بذلك، فإن تيارا قويا من الهواء سوف يندفع نحو الأذنين ويمكن أن يمزق طبلة الأذن، مما قد يؤدي إلى فقدان السمع.
وفي أحسن الأحوال، قد تصيبك هذه الحركة بالدوار، أو تضر الحجاب الحاجز. كما أن الشعيرات الدموية في العينين والمخ يمكن أن تنفجر؛ ولهذا السبب، من الأفضل الاستسلام للعطسة وعدم محاولة حبسها.
وهناك بعض المعتقدات والخرافات التي ارتبطت بالعطس منذ العصور القديمة، حيث كان الإغريق القدامى يعتقدون أن العطسة تؤكد أن ما قيل من كلام هو صحيح. ولكن في العصور الوسطى في اليابان كان الأمر على عكس ذلك، حيث تعتبر العطسة فاضحة لكذب المتحدث.