الخيانة في المفهوم اللغوي تعني الغدر وعدم الإخلاص وجحود الولاء إلا أن مفهومها - كمصطلح - قد شابه الغموض، تبعاً لتطور مفهوم الدولة، وتطور النظم السياسية. وفي ظل النظم الديمقراطية الحديثة التي أصبحت الدولة شخصية قانونية متميزة عن شخص الحاكم، وأصبح الحاكم منوطاً به حماية هذه الدولة والمحافظة عليها، فإنه -وإن كان غير مسئول جنائياً كمبدأ- يصبح مسئولاً عن جرائم الخيانة العظمى، وأصبح مفهومها يعني " العبث بأمن الدولة الخارجي والداخلي والتآمر على حقوق المواطنين، وتسليم البلاد للأجنبي، أو خلق حالة من الفوضى تسهل تدخل الدول الأجنبية في شئون الدولة، وينظر إليها على أنها جرائم خاصة تختلف عن تلك الجرائم العادية المعاقب عليها جزائياً في القوانين العادية
فإن أصعب شيء تحس بمرارته هو الخيانة.. ;فالخيانة بحر قذر والخائن لا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه
عندما يخون البعض لماذا يعتقد انه لا أحد يراه ....... ولا أحد يدري به و ينسى أن الله أول من يرى, وأول من يدري...
خيانة الوطن فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن ، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن ؛ فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر ، مهما كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع لك لتبيع وطنك و تغدو في عرفه خائن .
مهما اختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا ، مهما ظلمَنَا بني جلدتنا ، و قومنا ، و أهل وطننا الواحد فهذا أبدا لا يمكنه أن يبرر لنا خيانة الوطن .
حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن و يزدريه ، لأن خيانة الوطن تعني عدم المروءة بالضرورة ، والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عِرضهُ وشرفه كما يمكنه أن يبيع وطنه ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه و شرفهُ ببساطة .
قد أختلف مع الحاكم وقد أمقته وأمقت حكومته ، قد يظلمني وطني ، قد أحيا غريبا فيه بسبب ما ألقاه من أبناء قومي وأبناء جلدتي ، لكن ما من عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبرر لي خيانة وطني . أنه ( العار ) نفسه أن تخون وطنك ، أنه عار لن يكتفي أن تلبسه وحدك بل حتى جميع أهلك وذريتك ، سوف ينظر لهم الناس شزرا ، سوف يزدرونهم ، ليس لأن الناس أشرار ، بل ( لأن الجرم الذي اقترفته عظيم ) ، وعظيمٌ جدا ، لذا فأنت به تظلم نفسك وأهلك فوق ظلمك لوطنك وأهل وطنك ، وما من شيء يغفر خطيئة خيانة الوطن
إن خائن الوطن هو الذي يتلاعب باسم الدين والحقوق والحريات وبعقول الناس لمقاصد سياسية وأجندات خارجية وأطماع شخصية.. خائن الوطن هو الذي يحزِّب الناس ويكتِّلهم حول نفسه ليفسد عليهم علاقتهم بوطنهم ودينهم ومجتمعهم..
خائن الوطن هو الذي يدعو إلى الخروج على ولي الأمر والتحريض ضده ليتسنى له هدم الأمن القومي .. خائن الوطن هو الذي يدعو إلى الثورات والتظاهرات بدعاوى وأكاذيب الحرية وغيرها، ليجر الناس إلى الكوارث والويلات ويغرقهم في بحر التطاحن.. خائن الوطن هو الذي يسعى لنشر الفتن في دولته، ويجتهد في زعزعة أمنها واستقرارها، ويبتهج إذا نالها سوء.. خائن الوطن هو الذي يختلق الإشاعات والأكاذيب، ويروج لها في الآفاق والمنابر دولية ..
ويفرح بتشويه سمعة دولته والإساءة إليها.. خائن الوطن هو الذي يفر هارباً من وطنه، ويتعاون مع التنظيمات الحزبية والمنظمات الخارجية، يحرضها ضد دولته، ويمدها بالمعلومات المغلوطة، ويتباهى بتقاريرها المزيفة الكاذبة، ويؤثر أن يكون خنجراً موجهاً في ظهر وطنه.. خائن الوطن هو الذي يبيع وطنه بأوقيات ويخون ضميره من أجل تنظيم خاسر ولمنظمات خائب.. خائن الوطن هو الذي يحب الفرقة، ويكره الاجتماع..
ويحب التباغض والتنافر، ويكره التلاحم والتراحم، فالنميمة غذاؤه، والكذب سلاحه، والغدر والخيانة طريقه.. خائن الوطن لا تجد له ولاء ولا انتماء مهما زعم خلاف ذلك وتغنَّى به ليل نهار، فالمواقف تكشفه، والمحن تُظهر خباياه، والواقع يجلِّي حقيقته الكاذبة، فالخيانة مرض عضال لا تخفى علاماته وأعراضه مهما تستَّر صاحبه وتخفَّى.
حتى من تخون وطنك لصالحهم ، ينظرون إليك كشخص ( حقير ) ، هم لا يثقون بك ولا يحترمونك بينهم وبين أنفسهم وأن أظهروا لك الاحترام ، فأنهم يبطنون المقت و الازدراء لك ، فهم يعلمون أنه لا يمكن لعاقل أن يأمن الخوان ، و من يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة . ومن هان عليه وطنه ، تهون عليه أوطان الآخرين .
الوطن هو الام والأب والابن والحبيب ,,,ومن يخون الوطن فقد خان كل هؤلاء!!
إن خيانة الصديق أو الحبيب فأثره على فرد, أما خيانة الوطن فأثره على امة بأكملها
إن خيانة الوطن قبيحة، ولكنها تزداد قبحاً في وقت الشدائد والمحن، حينما يتكالب المتكالبون لنشر الفتن والفوضى في الوطن ، فيستغل خائن الوطن ذلك، وينضم إلى ركب المغرضين، ويصطف مع الحاقدين، ويتباهى بذلك جهاراً نهاراً، في وقت يتلاحم مجتمعه لصد الفتن، ويتراص أبناؤه لحماية وطنهم من الشرور والمحن، فما أقبح هذا الخائن الذي تفرد عن هذه الجموع الطيبة..
يذهب كل شيء و يبقى الوطن ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان عذرك للخيانة ، فــ ( لا عاذر لك ) ، والوطن لا ينسى من غدر به وخان سراً أو علناً فالخيانة تبقى خيانة ، وجه قبيح لا يُجمله شيء ، وأن صَفَحَتْ السُلطات عن خائن ـ لحاجة في نفسها ـ فالوطن و التاريخ لا يصفح أبدا ، و يظلان يذكران الخائن حتى بعد موته . فهما ( لا يغفران لخائن ) أبدا.
إن الوطن في مرحلة الفرز ، ولا يحتاج إلى أنصاف الرجال أو أشباه المسؤلين ، وانما يحتاج لرجال مسؤلون كما هم ، بفقرهم وحاجتهم وغرورهم وغطرستهم ، رجال مسؤلون يوفون للوطن إرادة الحياة والكرامة ، يدافعون عنه ويحافظون على وحدته وسيادتة ونسيجة الاجتماعي ، وأفعالهم ومواقفهم على الارض تدل على وطنيتهم وصدقهم واخلاصهم
الوطن أطهر وأشرف وانقى من أن يجعل منه اي مسؤول ورقة ضغط لمساس بالوطن وسيادتة - والمسؤول الذي تحركة مصالحة الشخصية والذاتية والحزبية الضيّقة نحو طرف ما ، ويغض الطرف ويلتزم الصمت عن استهداف الوطن ،لايمكن أن يثق فيه الشعب الموريتاتي ، لأنه حتماً سيبيع كل شيء مقابل الأموال... ولن تعتز موريتانيا والموريتانين الا بمواقف الشرفاء والاحرار والمخلصين الذين عاهدوا الله والوطن بالدفاع عنه والتصدي لكل المشاريع التي تمس كيانة وسيادته وترابة من أي جهه كانت ، مواقفهم ثابتة وشعارهم : لي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ ، وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا .
فالخائن من وجهة نظر الكثيرين , هو في قمة هرم الوطنية من جهة الكثيرين المخالفين لرأينا أيضاً , و الخيانة الوطنية هي - من وجهة نظري - أشد و أقذر و أخطر أنواع الخيانات
حفظ الله موريتانيا وجعلها آمنة مطمئنة .