لا احد يكابر في أهمية الوقاية وأخذ كامل الحيطة من أي تصرف قد يكون سبب نقل العدوى لك أو من خلالك.
لكن مما يدعو للتمعن وإعادة النظر هو علاقتنا نحن الموريتانيون ب"الشعارات" انجذابنا للشعار دون البحث أو العمل على مقتضاه، ومن المعلوم أن الشار مجرد دليل لكثير من المعاني والأشياء التي لو لم تطبق وتنفذ لظل هذا الشعار مجرد حبر على ورق.
آخر الشعارات الفارغة والتي أدت مبتغاها وظلت خاوية على عروشها في كثير من المشاهد والمواقف شعار "كمامتي"، فقد فهمنا جدا معنى ان نضع الكمامة او اللثام أو طرف الملحفة على الأنف والفم لنحمي أنفسنا من تلقى عدوى من جسم آخر أو ننقلها له.
ولكن بقي أن نعرف لماذا وضعنا الكمامة وهل يكفي أن نحملها معنا لنضمن لأنفسنا وقاية مطلقة من الفيروس المستجد "كوفيد19".
هذا ما يغيب عنا ففي أكثر من مرة نتصافح مع أشخاص ونحن طبعا نضع كمامة ولكن سرعان ما ننزع الكمامة ونحك أنفنا أ ونتناول بعض المأكولات، أو نلمس الوجه دون أن نحس بأننا صافحنا شخصا قد يكون مصدر عدوى.
المشهد الآخر وإن كان أكثر غرابة إلا أنه وبشهادة مواطنين حصل بالفعل، وهو تبادل "الكمامة" بين أفراد من الاسرة بحجة أنها ستحمي أحدهم لمدة وتحمي الآخر لمدة أخرى، دون أن يعو أن احدهم قد يكون سبب العدوى لأقرب المقربين له، وكأنها عصا سحرية تضمن لحاملها النجاة وتقيه بمجرد اقتنائها خطر الإصابة، ولكن "هيهات".
مشاهد كثيرة تتكر لليوم تعكس مدى استيعابنا للشعارات، وجهلنا أو تجاهلنا لما تحت الشعار، وقد تكون لنا وقفات لاحقا مع شعارات من قبيل "أولوياتي" أو "تعهداتي" أو غيرها من الشعارات المشبعة بالدلالات والخيرات، والفارغة في الميدان والواقع الملموس، ولو ـ من باب الإنصاف ـ أن تكون ثمة استثناءات.
وانطلاقا من تجربة "كمامتي" ونجاح استساغة ضرورتها يلزم أن نحول الجهد والتعليمات لإيصال الفكرة المقصودة والغاية المنشودة من "الكمامة" وهي الحماية التي لن تتم إلا إذا حافظنا على نظافة الأيدي في حال لامست أي جسم آخر وغسلها لحد ضمان أن الفيروس العالق ـ لا قدر الله ـ قد سقط أو مات، وإلا فإنها مجرد أداة "خنق" تحمل الضرر أكثر من النفع.
حفظ الله البلاد والعباد من كل سوء، وجنبنا الأوبئة والأمراض.
اقتنوا كماماتكم من قطع قماش، أو من لثام أو طرف ملحفة، ولكن أرجوكم تجاوزا مرحلة "الشعار" إلى ما تحت الشعار، فهو الأولى والأهم.
مصطفى سيديا