لم يحدّ فيروس كورونا المستجد من قدرة الموريتاني عبدالله سيدي الأمين، على تدبر إفطاره اليومي في رمضان فحسب، بل منع الوباء أيضاً تشييد خيام في أماكن كان يأوي إليها كل مساء للحصول على حاجاته من مأكل ومشرب، بعد يوم رمضاني طويل.
واعتاد الموريتانيون خلال الشهر الكريم على تلك الخيام المنتشرة في الساحات والأماكن العامة والشوارع وأمام المستشفيات، لتقديم ولائم الإفطار للعشرات من الفقراء وذوي الحاجة، ومن تقطعت بهم السبل وقت الإفطار بعيداً عن الديار.
لكن التدابير الاحترازية وإجراءات التصدي لانتشار وباء "كوفيد- 19" هذا العام، طوت تلك الخيام التي كان يتسابق المحسنون على إقامتها، والإنفاق عليها طيلة الشهر الكريم، لتكون بذلك الملجأ الذي يفد إليه المحتاجون ويتلقون منه ما يسد رمقهم، ويعينهم على أداء فريضة الصيام.
وكانت الحكومة الموريتانية استبقت شهر رمضان المبارك بتوزيع أكثر من 20 ألف سلة غذائية على المواطنين الذي يعانون من الهشاشة، في إطار التدابير المتخذة لمواجهة تداعيات وباء كورونا المستجد.
كما خففت موريتانيا جزئياً بعض إجراءات التصدي للوباء، بالتزامن مع الشهر الكريم، دون أن ترفع تماماً الحظر الليلي لحركة التجوال، أو إنهاء الإغلاق المفروض على الأسواق غير المختصة في التموين بالمواد الغذائية.