بسم الله الرحمن الرحيم
المجتمع المدني الدور الذي لا يعوض.
لقد ظهرت لأول مرة في موريتانيا منظمات المجتمع المدني و هي ترسم خطاها الحثيثة في المجال التنموي. وبدأ الناشطون في المجتمع المدني يمارسون نشاطهم آملين في مستقيل مشرق و واعد بإشراك حقيقي في البناء الوطني. وما إن دخل برنامج مكافحة الفقر حيز التنفيذ في موريتانيا؛ حتى ظهر العداء لمنظمات المجتمع المدني و صنفه البعض بأنه فاعل مثير و تنقصه الخبرة. لكن المجتمع المدني فاعل تنموي له دور هام في زرع قيم المواطنة، وأخلاقيات المهنة، ورقابة الشأن العام، وثقافة الحكم الرشيد، إلا أن طبيعة نشاطه وأسلوبه البسيط يزعج المفسدين، ويكشف ستر المهرجين.
وقد استطاع الساعين إلي تغييب المجتمع المدني، الإساءة إليه من خلال التعامل الساخر، و سحب أهدافه النبيلة من سياقها الحقيقي، و الاستهزاء بأدائه في الساحة الوطنية مغمضين في ممارساته الميدانية، والدور الذي يلعبه في البناء الوطني.
غير أن المجتمع المدني من مكونات الديمقراطية وشريك تنموي يساعد الحكومة في تنفيذ البرامج التنموية، ويعمل بشكل مختلف وبناء في المجال التعبوي و له خصوصياته ثم إن عمله المجاني مكمل للعمل الحكومي سواء كان ذلك علي المستوي الاقتصادي أو الاجتماعي أو الإنساني و له طابعه الخاص، وأهدافه النبيلة، إذ يعرف بميله إلي مساعدة الفئات الضعيفة و الشرائح الهشة، و العمل علي تحديث المجتمع، وترسيخ قيم المواطنة. ويسعي المجتمع المدني من جهة أخري إلي تعزيز الوحدة الوطنية، وبناء الوئام الاجتماعي في كنف الديمقراطية. وفراغ المجتمع المدني لا يملئه غيره، لأنه فاعل تنموي وناشط غير سياسي، غير نفعي وغير حكومي، معروف بالإسهام في تلطيف أجواء السلم الأهلي وترطيب المناخ الديمقراطي. وعليه فلا بد من نظرة فاحصة من السلطات العليا لإشراك حقيقي له في ساحة البناء الوطني، و تشجيعه علي ذلك من خلال توصيات قوية. فاهتمام القيادة الوطنية بالعمل التشاركي ينير الدرب و يضيف قيمة أخري للمجتمع المدني، ويرفع من معنويات الفاعلين فيه، ويكثف من نشاطهم و يزيد في أدائهم.
و الفاعلين الغير حكوميين لهم أمل كبير في القيادة الوطنية الجديدة و قوة الإصلاح في دولة المؤسسات إذ يتطلعون إلي تقديم الدعم المعنوي والتكويني اللائق من اجل تكثيف النشاط و العمل الدءوب في شتي المجالات التي تستدعيهم، خاصة و أن موريتانيا تتجه نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية، و الحكم الرشيد، و محاربة الفساد.
أحمدا زيدان القاسم فاعل في المجتمع المدني