كلمة سعادة السفير / خالد محمد الشيباني سفير دولة الكويت لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية بمناسبة العيد الوطني الثامن والخمسين لدولة الكويت وعيد التحرير الثامن والعشرين ـ فبراير 2019.
نص الخطاب :
يطيب لي ونحن نحتفل بمناسبة ذكرى العيد الوطني المجيد لدولة الكويت الثامن والخمسين وعيد التحرير السابع والعشرين وذكرى مرور 13 عاما على تولي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم أن نستذكر هذه المناسبات الغالية على الشعب الكويتي والتي تمثل علامات بارزة فى التاريخ الكويتي الحديث.
ان مرور 58 عاما على الاستقلال يذكرنا بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الكويتي الأبي وشهداؤه الأبرار خلال فترة الغزو العراقي الغاشم وقد استطاعت دولة الكويت خلال فترة قصيرة أن تتجاوز تلك المحنة وتتعافى من آثارها، كما نستذكر بافتخار واعتزاز ما حققته دولة الكويت من تنمية ورقي فى جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فى ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه بالرغم من ما يشهده العالم خلال السنوات الماضية من أزمات سياسية واقتصادية.
ان تولي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح امير البلاد حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم يمثل حدثا تاريخيا حيث واصل سموه مسيرة البناء والتنمية بما حباه الله به من مقومات القيادة ولــما
يتمتع به سموه من دراية وخبرة تراكمت خلال توليه مختلف المسؤوليات فى دولة الكويت.
وكانت فترة تولي سموه مقاليد الحكم حافلة بالانجازات على المستوى الداخلي والخارجي،حيث استمرت دولة الكويت فى دورها النشط كعنصر فعال فى المجتمع الدولي يسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار اقليما ودوليا وقد واصل سموه مساعيه للم شمل الاخوة فى مجلس التعاون الخليجي ورغبة سموه حفظه الله بعودة المياه الى مجاريها بين الاخوة الأشقاء فى دول المجلس ، فقد استضافت دولة الكويت القمة الخليجية الثامنة والثلاثين فى موعدها وكذلك دورة الخليج لكرة القدم واجتماع رؤساء البرلمانات فى مجلس التعاون.
ان السياسية الخارجية لدولة الكويت ظلت ثابتة ومتوازنة منذ استقلالها وهي مبنية على المواثيق الدولية وحماية حقوق الانسان وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة ولقد حرصت دولة الكويت على إقامة علاقات وثيقة مع الدول الشقيقة والصديقة فى شتى أنحاء العالم بفضل سياستها الرائدة الحكيمة فى التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام فى العالم،وتقديم يد العون والمساعدة لأشقائها وأصدقائها لمواجهة الأزمات والكوارث التى اجتاحتها مما حدا بالأمم المتحدة إلى تسمية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح " قائدا للعمل الإنساني" واختيار الكويت " مركزا للعمل الإنساني " اعترافا بالدعم الذي قدمه سموه للعمل الإنساني العالمي.
إن ما يربط دولة الكويت من علاقات أخوية متميزة مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة ليس بالغريب ولا بالجديد فتلك العلاقات الأخوية لها جذور عميقة تمتد من الماضي البعيد ومنذ بداية استقلال موريتانيا ، حيث ربطت تلك العلاقات الحميمة أواصر المحبة والإخاء والأهداف المشتركة بين البلدين الشقيقين استمدت جذورها من الماضي المشترك والانتماء العربي والإسلامي وقد ظلت تلك العلاقات فى تطور مستمر ، خاصة فى ظل القيادة الحكيمة لقائدي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز حفظهما الله.
ولعل من أبرز المظاهر على تنامي تلك العلاقات الأخوية المتميزة ما يقوم به كبار المسؤولين فى البلدين من تبادل الزيارات فيما بينهما تجسيدا لتحقيق الرؤية المشتركة للقيادتين الكويتية والموريتانية وأدل مثال على ذلك التقارب حضور ومشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه فى أعمال القمة العربية الـ 27 التي انعقدت فى العاصمة نواكشوط عام 2016.
إننا ننظر بعين التقدير والاعتبار للانجازات الهامة، وللخطوات الكبيرة التي تم تحقيقها والتي كانت فى يوم ما شبه مستحيلة فى الشقيقة موريتانيا ، والتي باتت واضحة فى مختلف المجالات من بنية تحتية ومستشفيات وجامعات ومطار دولي وهي انجازات تحققت فى عهد القيادة الحكيمة والرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز، حفظه الله من أجل خير ورفاه الشعب الموريتاني الشقيق.
ونحن فى دولة الكويت قد وضعنا نصب أعيننا تقديم المساعدة الممكنة لإرساء التنمية والتقدم فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة ، من خلال تقديم الدعم لموريتانيا عن طريق الإسهامات المتمثلة فى " الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية " و "الهيئة العامة للاستثمار "، مما يعزز سبل المشاركة فى العديد من المشاريع التنموية والإنمائية فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، ولتحقيق تلك الأهداف النبيلة فقد تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات وذلك منذ بداية استقلال البلدين وحتى الآن وهذا قليل من كثير يتطلع إلى تحقيقه قائدا البلدين لتوفير الرفاه والتقدم والازدهار إلى الشعبين الشقيقين.
ولتحقيق ما تصبو إليه الغايات من التعاون المثمر والبناء فقد تم بعون الله وحمده التوقيع على عدة اتفاقيات والتي من شأنها تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين ومنها على النحو التالي:
ـ اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي
ـ اتفاقية التعاون التجاري
ـ اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار
ـ اتفاقية للتعاون فى المجال الاقتصادي والفني
ـ اتفاقية تتعلق بالتعاون والتبادل التجاري.
ـ اتفاقية تتعلق فى مجال الشؤون الصحية
ـ اتفاقية تتعلق فى مجال الشؤون الإسلاميةوالأوقاف
ـ اتفاقية تتعلق فى مجال الخدمات الجوية والنقل الجوي بين البلدين.
ولا يفوتني بهذه المناسبة الا أن نتذكر الدور الهام الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني فى الكويت من دور بارز فى تقديم الدعم للأشقاء فى موريتانيا واخص بالذكر " بيت الزكاة الكويتي " و " الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية " و " جمعية العون المباشر الكويتية "
والجمعيات الخيرية الأخرى التي تهتم بموضوع التكافل الاجتماعي ودوره فى ترسيخ العلاقات بين الشعوب فى الدول الشقيقة.
ان هذا الانجاز ما كان ليتم ويتحقق لولا الدعم الكريم والتوجيه المباشر من القيادتين فى سبيل تكريس التعاون البناء لما فيه مصلحة الشعبين والخير للبلدين الشقيقين.
وفى الختام لا يسعني الا أن أدعو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا للعمل من أجل توطيد وتوثيق العلاقات الأخوية بين دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الموريتانية والدفع بها نحو آفاق جديدة بتوجيهات سامية وسديدة من لدن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ، وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية حفظهما الله ورعاهما .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
خالد محمد الشيباني
سفير دولة الكويت