بدأ الماليون التوجه بأعداد قليلة إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، لاختيار رئيس جديد وسط تزايد هجمات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة و"داعش".
ويستقبل حوالي 23 ألف مركز اقتراع الناخبون حتى ساعات المساء، بينما يتوقع أن تعلن النتائج الأولية بعد 48 ساعة على انتهاء التصويت.
وستعلن النتائج الرسمية الموقتة في الثالث من آب/أغسطس المقبل، على أبعد حد قبل دورة ثانية محتملة في 12 آب/أغسطس.
ودعي أكثر من ثمانية ملايين ناخب في هذا البلد الشاسع المغلق في غرب أفريقيا، إلى التصويت ليقرروا ما إذا كانوا يريدون تمديد ولاية الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا (73 عاما) أو انتخاب أحد منافسيه ال23 وبينهم زعيم المعارضة و سومايلا سيسي وامرأة واحدة هي جينبا ندياي.
وأعرب ناخبون عن قلقهم بشأن استهدافهم بعد أن حذر فرع تنظيم القاعدة في مالي المواطنين لأشهر من الذهاب لصناديق الاقتراع.
كما أدت صدامات دامية بين جماعات عرقية واتهامات بإطلاق الحكومة عمليات صارمة لمكافحة "الإرهاب"، إلى تعقيد آمال الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا بتحقيق نصر يمنحه ولاية ثانية.
ويواجه كيتا، الذي انتخب رئيسا عام 2013، 23 مرشحا في الجولة الاولى.
وانتقده منافسه الرئيسي، زعيم المعارضة سومايلا سيسي، بسبب فشله في التعامل مع حالة انعدام الأمن المتزايدة في مالي.
تكون صفا صغيرا من الناخبين في أحد مراكز الاقتراع بمدينة باماكو، علما أن هناك أكثر من ثمانية ملايين ناخب مسجل يحق لهم التصويت اليوم..
تقول حوا كيتا، 53 عاما، إنها سافرت طوال الصباح من قريتها الصغيرة فارابانا، التي تبعد 30 كيلومترا عن باماكو، للإدلاء بصوتها.
وتضيف: "استيقظت في الساعة الثالثة من صباح اليوم كي أستقل وسيلة نقل عامة للتصويت هنا. هذه قضية وطنية، أتمنى تطوير بلدي وتوظيف أطفالي".
وأعربت عدة أحزاب سياسية في البلاد عن شكوكها بإجراء انتخابات نزيهة بعد إدراج مراكز اقتراع مكررة وهمية على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات.
وعدت الحكومة واللجنة الانتخابات بتسهيل عملية التصويت، لكن كثيرين في مالي ما زالوا قلقين.
وفي حال لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمائة من الأصوات بالجولة الأولى، سيصوت الماليون مرة أخرى في 12 أغسطس/ آب المقبل.
ومن بين المرشحين الآخرين تشيك موديبو ديارا (66 عاما)، رئيس الوزراء السابق للحكومة الانتقالية بعد انقلاب عام 2012.
وهناك أيضا رجل الأعمال الثري علي بوبكر ديالو (58 عاما) من حزب "إيه دي بي- ماليبا"، ويحظى بدعم رجل الدين المؤثر شريف حيدرة.
ويشتهر ديالو بالدفاع عن إعادة دمج المسلحين السابقين اقتصاديا، بيد أن مجموعة من المسلحين مشتبه بهم هاجموا فريق بحملة ديالو الأسبوع الماضي قرب الحدود مع موريتانيا.
وتنتظر الأسرة الدولية الموجودة عسكريا بقوة برخان الفرنسية التي تولت المهمة خلفا لعملية سرفال التي أطلقت في 2013 ضد المسلحين، وجنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة، من الفائز في الاقتراع إحياء اتفاق السلام الموقع في 2015 من قبل المعسكر الحكومي وحركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها الطوارق، وتأخر تنفيذه.
وعلى الرغم من هذا الاتفاق، لم تستمر أعمال العنف فقط بل امتدت من شمال البلاد إلى وسطها وجنوبها ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، واختلطت في بعض الأحيان مع النزاعات بين مجموعات السكان.
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة في مالي محمد صالح النظيف، إن انتخابات 2013 سمحت "بإعادة النظام الدستوري"، لكن في 2018 على الماليين أن يثبتوا إن "العملية الديموقراطية لا يمكن العودة عنها"، مشيرا إلى أن الوضع في البلاد ما زال "هشا".
عرب ٤٨ / وكالات