لا تزال أصداء قانون قومية الدولة اليهودية الذي أقرته إسرائيل الأسبوع الماضي تتردد في الصحف العربية. وحذّر كثير من الكُتّاب من عواقب هذا القانون على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية برمتها.
وأولت بعض الصحف العربية اهتماماً بموضوع منظمة "الدفاع المدني السوري" المعروفة باسم "الخوذ البيضاء" التي تنشط في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وذلك بعد أن أجلَت إسرائيل المئات منهم إلى الأردن.
"تصفية فلسطين"
ففي صحيفة الغد الأردنية، يصف سائد كراجه القانون بأنه "قانون تصفية فلسطين". ويرى أنه "تهديد مباشر لأمن الأردن واستقراره السياسي، وأن على الأردن والسلطة الفلسطينية تنسيق تحرك فاعل عربياً ودولياً ضد هذا القانون وآثاره السياسية المدمرة".
ويرى الكاتب اللبناني طلال سلمان في مقالة له بالشروق المصرية تحت عنوان "إسرائيل تُخرج العرب من التاريخ .. إعلان الدولة القومية يلغي فلسطين وشعبها"، وأضاف أن "إعلان العدو الإسرائيلي دولته دولة يهود العالم، وعدم الاعتراف بأهلها - أصحابها الأصليين والثابتين فيها من العرب - هو بمثابة إعلان حرب على العرب مجتمعين".
أما مرسي عطا الله في الأهرام المصرية فيقول: "إننا في لحظة تاريخية فاصلة ... يتحتم علينا فيها، شأن كل الأمم الحية، أن ندرك أن الضعف والهوان العربي مهما يطل زمنه فإنه مؤقت، وأن الغرور والغطرسة الإسرائيلية مهما توافرت أسباب دعمها وتقويتها حالياً فإنها لا يمكن أن تدوم إلى الأبد، وسوف يدركون في إسرائيل - إن عاجلاً أو آجلاً - أنهم يلعبون بالنار".
وتحت عنوان "لسنا هنوداً حمراً يا قادة إسرائيل ولن نختفي أو نتبخر"، يقول راسم عبيدات في القدس الفلسطينية إن مأساة الشعب الفلسطيني لم تبدأ من إقرار القانون "بل بدأت مأساة هذا الشعب بانعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا آب 1897، حين جرى تحديد الهدف لهذا المؤتمر في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين".
ويضيف أنه "منذ ذلك التاريخ والحركة الصهيونية تعمل وفق رؤيا وعقيدة واستراتيجية صهيونية لتحقيق هذا الهدف بزرع فلسطين بالمستوطنين محل سكانها الأصليين العرب الفلسطينيين في سياسات احتلالية اقتلاعية".
"الخوذ البيضاء"
وانتقدت صحف سورية وعربية "الخوذ البيضاء"، متهمين إياها بأنها لعبت دوراً مشبوهاً في سوريا.
ففي صحيفة الوطن السورية، يقول محمد نادر العمري إن جماعة الخوذ البيضاء "لم تتوان عن ختم نهاية سجلها المشبوه بإظهار العلاقة مع الكيان الإسرائيلي".
ويقول أسعد عبود في جريدة الثورة السورية إن الخوذ البيضاء "قامت بمهمتها الإرهابية التمثيلية عبر الكوميديا السوداء للأسلحة الكيميائية، إلى درجة أن مهرجان الأوسكار السينمائي في الولايات المتحدة قدم لها جائزة على حسن الأداء".
ويصف هاني عسل في الأهرام المصرية عملية نقل أصحاب الخوذ البيضاء عن طريق إسرائيل بأنها "فضيحة العصر".
وكذلك يقول عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق المصرية: "من الواضح أن الدور المشبوه لعناصر 'الخوذ البيضاء' قد انتهى".
ويضيف: "تجربة 'الخوذ البيضاء' ينبغي أن تكون درساً لكل من يقولون إنهم معارضة في البلدان العربية".
من ناحية أخرى، أبرزت بعض المواقع بيان "الخوذ البيضاء" الذي أصدرته للرد على ما أثير حولها.
فنقل موقع عربي21 البيان الذي تقول فيه المنظمة إن "ثمانية وتسعين متطوعاً ومتطوعة مع 324 من أفراد عائلاتهم، معظمهم نساء وأطفال، وصلوا إلى الأردن عبر الجولان السوري المحتل، بعد أن أُجبروا على الهروب من بيوتهم في جنوب سوريا".
وشدد البيان على أن "المتطوعين الذين تم إجلاؤهم التزموا بالعمل لخدمة مجتمعاتهم حتى آخر لحظة ممكنة، ولكن سيطرة قوات النظام السوري على مناطقهم جعل استمرار عملهم مستحيلاً".
وأضاف: "قلوبنا تنفطر نتيجة إجبارنا على مغادرته، لكن ذلك كان الخيار الوحيد لمتطوعينا العالقين، الذين كانوا يواجهون خطر الاعتقال أو الموت على أيدي النظام السوري وحلفائه الروس".
ي بي سي