أيام قليلة وتحتضن موريتانيا أول قمة إفريقية على أراضيها، فمن المقرر أن تستضيف نواكشوط الدورة العادية الـ31 لقمة الاتحاد الإفريقي المقرر انعقادها في الأول والثاني من شهر يوليو المقبل.
وبدأت أول أمس في العاصمة الموريتانية فعاليات الدورة الـ36 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي للتحضير للقمة الإفريقية المقرر انعقادها الأسبوع المقبل، بحضور 42 من قادة الدول الإفريقية، كما يحضر القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بصفته ضيف شرف.
ماكرون في القمة
وكانت الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى موريتانيا محددة قبل القمة الإفريقية التي تستضيفها العاصمة الموريتانية نواكشوط، إلا أن باريس طلبت أن تتزامن زيارة ماكرون مع القمة، إلا أنها سيكون لها برنامجها الخاص، ورحبت موريتانيا بذلك وأشارت إلى أن حضور ماكرون القمة "شيء حيوي ويتيح له وللرؤساء الأفارقة الالتقاء لبحث مشاكل القارة الإفريقية والعالم"، حسب "الحياة".
ومن المقرر أن تناقش قمة نواكشوط ملفات إفريقية عديدة، بينها ملف النزاع في إقليم الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو والوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي.
اقرأ أيضا: «التشيع» يضع العلاقات «الموريتانية - الإيرانية» على صفيح ساخن
كما تناقش انهيار الوضع الأمني في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتعثر جهود إعادة الاستقرار إلى القارة السمراء بشكل عام.
كما تشمل ملفات القمة الهجرة غير الشرعية، والتنسيق في مجال محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وعلى هامش القمة، تستضيف نواكشوط اجتماعات أخرى، منها: اجتماع لدول الجوار الليبي على مستوى وزراء الخارجية، يشارك فيه كل من الجزائر ومصر وتونس، لبحث آخر تطورات الأزمة الليبية.
قصر ومركز صحي
وبدأت موريتانيا للاستعداد للقمة مبكرا، ولا زالت الاستعدادات تجرى على قدم وساق تجهيزا للقمة الإفريقية بنواكشوط، وهو ما أكده مستشار الرئيس الموريتاني.
وفي إطار هذه الاستعدادت، افتتحت الحكومة الموريتانية مركزا صحيا خاصا بالقمة، خارج مدينة نواكشوط على طريق المطار وقصر المؤتمرات الجديد الذي تم إعداده خصيصا لاحتضان القمة.
ونقلت وزارة الصحة أطقما صحية إلى المركز الجديد للمداومة فيه خلال أيام القمة الإفريقية، والتي بدأت اجتماعاتها، وتستمر حتى السبت المقبل، حيث تختتم بانعقاد قمة الاتحاد على مستوى الرؤساء خلال يومي 1 و2 يوليو.
وأعلنت السلطات الموريتانية عن جاهزية قصر جديد للمؤتمرات أطلقت عليه اسم "المرابطون" تم بناؤه خصيصًا لاستضافة القمة المرتقبة، وبدأ القصر في استضافة لجان الاتحاد الإفريقي العاكفة على مناقشة جدول أعمال القمة.
ويوجد في القصر الجديد استراحات رئاسية وقاعة اجتماعات تتسع لستين وفدًا الواحد منها مؤلف من ستة أشخاص، كما يضم القصر قاعة مؤتمرات تتسع لـ4500 شخص، إضافة إلى 300 مكتب.
اقرأ أيضا : لماذا اختارت السعودية «الظهران» لعقد القمة العربية؟
كما استعدت شوارع نواكشوط للقمة بتعليق أعلام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وعددها 55 دولة ، وتم توسعة عدد من الشوارع وطلاؤها، وباشرت فرق النظافة بتنظيف الشوارع الرئيسة، بمشاركة متطوعين.
وقام الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بزيارات ميدانية للاطلاع على أعمال النظافة، ومتابعة ترتيبات القمة.
هدية من الصين
وكانت وزارة الخارجية الموريتانية أعلنت أنها تسلمت 30 سيارة تشريفات رئاسية، قدمتها الصين كهدية لموريتانيا لصالح الوفود الرئاسية التي ستشارك في القمة، وأوفدت الصين في مارس الماضي مساعد وزير خارجيتها لنواكشوط بهدف تسليم هذه الهدية.
كما شملت الهدية تقديم مجموعة من المعدات المكتبية، حيث وقع وزير الخارجية إسلكو ولد ازيد بيه، ومساعد وزير الخارجية الصيني شين كسياو دونغ على اتفاقية تمنح الحكومة الصينية بموجبها معدات مكتبية بقيمة مليوني يوان صيني للحكومة الموريتانية.
قمة داخل خيمة
تأتي القمة الإفريقية التي تحتضنها نواكشوط بعد عامين من استضافة موريتانيا للمرة الأولى قمة عربية، وشكل حينها إيواء المئات من ضيوف القمة العربية هاجسا في بلد يوجد فيه عدد محدود من الفنادق ومعظمها دون المستوى المتوسط، ويغلب عليها طابع البساطة الذي يميز حياة الموريتانيين.
وقد واجهت نواكشوط مشاكل كبيرة بعد أن قررت أن تستضيف القمة العربية بعد اعتذار المغرب ولم يكن أمامها إلا أشهر قليلة للتحضير لهذا الحدث رغم النقص في البنى التحتية من طرق وفنادق ومنشآت خدمية.
لكن الحكومة الموريتانية تمسكت بحق موريتانيا في تنظيم القمة رغم أنه لم يسبق لهذا البلد أن استضاف حدثًا عربيًا بهذا الحجم، وسابقت الزمن لتجهيز إقامات تليق بضيوف البلاد الكبار فيما شمل الدعم اللوجيستي العربي أسطولا من السيارات الفخمة من بينها مركبات مصفحة.
اقرأ أيضا : هل تناقش القمة العربية العدوان الثلاثي على سوريا؟
وتم إقامة هذه القمة السابعة والعشرين لقادة ورؤساء حكومات الدول العربية داخل خيمة موريتانية، وذلك تماشيا مع تصريحات أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قبل الحدث بحوالي شهرين، أعلن فيها أن "موريتانيا ستحتضن القمة العربية ولو تحت خيمة".
وفي هذا السياق أكد بعض المسؤولين الموريتانيين أن خيار عقد جلسات القمة تحت خيمة عربية يحمل رمزية أرادت موريتانيا أن تحملها هذه الدورة، من خلال دعوة العرب إلى العودة لأصالتهم وقيمهم المشتركة، والانطلاق نحو عهد جديد من التضامن، ونبذ الخلافات وتجاوز التحديات مهما كانت طبيعتها.
الخيمة التي شيدتها موريتانيا لاحتضان القمة العربية لم تكن مجرد خيمة متواضعة، بل خيمة عملاقة تضم قاعة كبيرة لاحتضان الجلستين الافتتاحية والختامية لرؤساء وقادة الدول، إضافة لقاعات جانبية مخصصة للمشاورات واللقاءات الفردية بين القادة العرب ورؤساء الوفود، وتقام على مساحة تزيد على ألفي متر مربع، وتتسع لأكثر من ألفي شخص؛ كما تضم الخيمة مكاتب خاصة بالزعماء ورؤساء الوفود العربية، إضافة لمطعم كبير، حسب "الشرق الأوسط".
م يستغرب الشارع الموريتاني وقتها قرار السلطات عقد القمة العربية تحت خيمة، فبالعودة إلى تاريخ موريتانيا نجد أن إعلان الاستقلال عن فرنسا تم تحت خيمة، وأول حكومة شكلها الرئيس الراحل المختار ولد داداه عقدت اجتماعها الأول تحت خيمة في نفس المكان الذي تأسست فيه فيما بعد العاصمة نواكشوط.
المصدر : التحرير الإخبـاري